اقتحام الكونجرس:هل يستخدمه البعض للتكفير بالديمقراطية في العالم العربي؟

بعض الأصوات المؤيدة للنظم العربية استغلت اقتحام الكونجرس للتنفير من الديمقراطية

Getty Images
بعض الأصوات المؤيدة للنظم العربية استغلت اقتحام الكونجرس للتنفير من الديمقراطية

في الوقت الذي بدا فيه العالم العربي الرسمي، صامتا دون أي رد فعل أو تعليق، على الاقتحام الذي مثل سابقة لمقر الكونجرس الأمريكي (الكابيتول هيل)، من قبل أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، فإن تلك الأحداث أشعلت نقاشا واسعا، من قبل رواد وسائل التواصل الإجتماعي.

حملة شامتة

وبينما رأى مغردون عرب، أن الولايات المتحدة “أصيبت بداء الدكتاتوية المنتشر في الشرق الأوسط”، وهي تحاول أن تنشر الديمقراطية فيها، كان لافتا تلك المشاركة القوية، على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل كتاب محسوبين على الأنظمة العربية، ومقربين منها، والتي بدت تنضح بالشماتة، فيما حدث في واشنطن بسبب دعمها للربيع العربي، من وجهة نظرهم.

وفي واحدة من تغريدات عدة، للإعلامي والبرلماني المصري المؤيد للرئيس السيسي مصطفى بكري، عن أحداث الكابيتول هيل قال “سيناريو الربيع العبري يتكرر في أمريكا، بايدن لترامب: الآن الآن”.، مشيرا إلى أن اقتحام مبنى الكونجرس، يشبه ما وصفه بالربيع “العبري”، وهو وصف يتحدث به كل أعداء الربيع العربي، في المنطقة العربية، في إشارة إلى أنه كان مدعوما من قبل إسرائيل، من وجهة نظرهم.

وبدا من معظم التغريدات، سواء لبكري أو غيره، من مؤيدي الأنظمة العربية، أنهم يسعون لاستغلال الحدث، من أجل تأبيد الحكم القائم لتلك الأنظمة، والترويج للفكرة، التي روجوا لها منذ أحداث الربيع العربي، والتي تتلخص في أن الديمقراطية غير صالحة لشعوب المنطقة، وأن هناك أولويات أخرى لهذه الشعوب، لاتأتي الديمقراطية في مقدمتها.

ولئن كان هؤلاء الكتاب، يحاولون تغليف رؤيتهم، بحديث عن أولويات الشعوب الملحة، بعيدا عن الديمقراطية، فإن مراقبين يرون أن الهدف الأساسي لهم، هو الترويج لأهمية الإبقاء على الأنظمة الحالية الحاكمة، وإخافة الناس من خيار الديمقراطية، والترويج لفكرة ربما تكون خاطئة، حول فشل الديمقراطية في أمريكا، البلد الذي يروج لها في الأساس.

رأي قديم

ومنذ وقت طويل، يردد تيار واسع داخل النخب الحاكمة، وحتى في أوساط المثقفين الموالين للسلطة، في الدول العربية مقولة أن الشعوب العربية، غير مهيئة للديمقراطية، ويستند هؤلاء في ذلك، إلى أن معظم المجتمعات العربية، تعاني من الأمية والجهل والفقر، وكلها عوامل، تجعل هذا المجتمعات، غير مؤهلة للديمقراطية.

وربما يتذكر كثيرون مقولة اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية العامة، الذي عين نائبا لرئيس الجمهورية، إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ ينايرعام 2011، فى أحد حواراته الصحفيه خلال الثورة، إذ قال بأن الشعب المصرى، غير مؤهل للديمقراطيه بشكل كامل.

إضرار بالديمقراطية

ومنذ تفجر الجدل الذي لم ينته حتى الآن، بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية، تحدثت عدة تقارير،عن تأثير ما تشهده أمريكا على صورة الديمقراطية، وعلى جهود واشنطن، لنشرها في العالم، وقال كثيرون إن ما تشهده أمريكا، قدم أفضل هدية لأعداء الديمقراطية في أنحاء العالم ومن بينه العالم العربي.

وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد عنونت لواحد من مقالاتها بالقول: “فوضى الانتخابات الأمريكية نعمة لأعداء الديمقراطية في العالم”، وقال كاتب المقال سايمون تيسدال، إنه وكلما طال الجدل في واشنطن، زاد الضرر الجانبي، الذي يلحق بسمعة أمريكا العالمية، والدول والشعوب الأقل حظًا، التي تعتمد على الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، لرفع راية الديمقراطية والحرية.

ومع وصول ذاك الجدل، الذي تحدث عنه تسيدال إلى ذروته الآن، بعملية اقتحام أنصار ترامب لمقر الكونجرس الأمريكي، فإن الضرر المترتب على ذلك، في جانب الشعوب العربية، قد بلغ ذروته أيضا، إذ وجد أنصار الأنظمة، مبررا جديدا لهم، في مجال الترويج لفشل الديمقراطية الأمريكية، حسب رؤيتهم، والسعي لتأبيد الوضع الراهن، في وقت تضرر فيه دعاة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، الذين كانوا يرون في النموذج الأمريكي داعما وحليفا لهم.

لكن ورغم كل ذلك، فإن هناك أصواتا في العالم العربي، اعتبرت أن ما حدث في واشنطن، لايؤشر لفشل الديمقراطية، بقدر ما يؤشر لنجاحها، وأن وجود مؤسسات ديمقراطية قوية، في هذا البلد هي التي حمته من تغول سلطة الرئيس، ونجحت في كبح جماحه.

برأيكم

ما السر وراء ترويج مؤيدي الأنظمة العربية لفكرة فشل الديمقراطية الآمريكية بعد اجتياح مقر الكونجرس؟

هل تتفقون مع مايقوله هؤلاء من أن الديمقراطية لاتمثل أولوية لشعوب المنطقة العربية؟

وهل ترون أنتم أن الأولوية هي للديمقراطية أم لتوفير العيش الكريم؟

هل تجد دعوات مؤيدي الأنظمة العربية المشككة في الديمقراطية صدى لدى الناس؟

وكيف تقيمون الرأي المخالف الذي يقول بأن ما يحدث في أمريكا يثبت قوة المؤسسة الديمقراطية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 11 كانون الاول/ديسمبر .

خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc

أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.