بعد عشرة أعوام: كيف تبدو الصورة في بلدان” الربيع العربي”؟

من مشاهد الربيع العربي في ميدان التحرير بالقاهرة عام

Getty Images
من مشاهد الربيع العربي في ميدان التحرير بالقاهرة عام 2011

“لاداعي للإحتفال بالربيع العربي في ذكراه العاشرة” و” “الربيع العربي في ذكراه العاشرة “غضب متفجر وأحلام محطمة”، عنوانان أولهما لمجلة “الإيكونومست” البريطانية الرصينة، وثانيهما لصحيفة ” الجارديان” البريطانية أيضا، وكلاهما يسعى لرصد الحالة في البلدان العربية، التي شهدت ماعرف بـ”ثورات الربيع العربي”

تقول الإيكونومست أن “الانتفاضات الشعبية أدت إلى الإطاحة بأربعة حكام عرب، في تونس ومصر وليبيا واليمن، وبدا لوهلة أن الديمقراطية وصلت أخيرا إلى العالم العربي.. لكن وبعد مرور عقد من الزمن فإن أحدا لا يحتفل بها”.

وتضيف المجلة”لم تثمر إلا تجربة واحدة عن نتائج مستمرة، في بلد محمد بوعزيزي، تونس، بينما فشلت بشكل بائس في مصر، وانتهت بانقلاب عسكري، أما في اليمن وليبيا والأسوأ في سوريا فقد انزلقت نحو حروب أهلية لا نهاية لها وتدخلات أجنبية”.

تقول الإيكونومست “باتت المنطقة أقل حرية مما كانت عليه قبل عام 2010، وربما أصبحت أكثر غضبا، وهزتها الحروب واللاجئون وكورونا”. لكنها ورغم ذلك تمضي قائلة” يقول الناشطون العرب إن شعلة الربيع العربي لم تنطفئ بالكامل، وهم واثقون بقدرتهم على إحداث التغيير”

غضب متفجر وأحلام محطمة

أما الجارديان فتقول ضمن مقالها المعنون “الربيع العربي في ذكراه العاشرة “غضب متفجر وأحلام محطمة”، إنه بعد فورة الأمل وزهوته، تحول الأمر إلى خيبة أمل عارمة، في معظم دول الربيع العربي ففي سوريا لا يزال الأسد في السلطة، واتخذت كل من روسيا وإيران وتركيا حصصًا بارزة في الصراع الذي دمر منذ ذلك الحين جزءًا كبيرًا من سوريا.

أما مصر وكما تقول الصحيفة فقد عانت من اضطرابات شهدت نهاية حكم مبارك ، الذي استبدل بحكم قصير وكارثي للرئيس الإسلامي محمد مرسي، تلاه “انقلاب عسكري” للإطاحة بمرسي بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد فرض سلطة الهياكل الأمنية المصرية التي تخنق الكثير من الحياة المدنية.

ويجسد مقالا الإيكونومست والجارديان، الجدل الدائر حاليا، مع حلول الذكرى العاشرة للربيع العربي، بين من يرون أنه كان بمثابة الكارثة على المنطقة العربية، وأنه أدى بالدول التي اندلع بها، إلى ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، وبين آخرين، يرون أنه كان نتيجة حتمية للاستبداد، وسعيا وراء التغيير والعدالة، وأن هذا الربيع لم يفشل ولم ينته بعد، رغم سحق موجته الأولى على حد قولهم، وهذه هي المجالات الرئيسية التي يختلف بشأنها أنصار وأعداء الربيع العربي.

سياسيا

يختلف أنصار وأعداء الربيع العربي، حول ما أدى إليه ذلك الربيع سياسيا، إذ يعتبر الأنصار ،أن الموجة الأولى لثورات الربيع العربي، كانت أمرا حتميا، في مواجهة الاستبداد والتهميش، وأنها خلصت عدة بلاد عربية، من حكام دكتاتوريين جثموا على السلطة، على مدى عقود، رعوا خلالها فسادا استشرى في كل مفاصل الدول، وإدى إلى مزيد من التهميش لقطاع كبير من المواطنين، ويعتبر هؤلاء أن اندلاع موجة ثانية للربيع العربي، هو أمر حتمي، بل أكثر حتمية في ظل عودة الدكتاتورية لبلدان عربية بصورة أكثر قسوة.

أما أعداء الربيع العربي، فيرون أن الأمر لم يكن سوى مؤامرة سياسية، قادتها أطراف خارجية، وهم يروجون لنظرية المؤامرة، فيما يتعلق بسعي قوى دولية، لإيصال الإسلاميين للحكم، وإن كانوا غير قادرين ،على تقديم أدلة مقنعة، ويرى هؤلاء أن ما أسفر عنه الربيع العربي، هو خراب سياسي على حد قولهم، إذ أنه أدى إلى ما يصفونه بسعي جماعات بعينها، إلى ضرب استقرار البلاد، والسيطرة على السلطة، وتقييد الحريات وفق قولهم.

اقتصاديا

كانت مفردتا “العيش” و “العدالة الاجتماعية”، من أبرز الشعارات، التي رفعت خلال ما عرف بثورات الربيع العربي، وكما يقال، فإن المقوم الاقتصادي في الحياة، يمثل المحرك الأول لمعظم مساعي التحرر، ووفقا لأنصار ثورات الربيع العربي فإن الهدف الرئيسي من تلك الثورات، كان تحقيق العدالة، وتصحيح أوضاع خاطئة استمرت لعقود، كانت خلالها عناصر الاقتصاد والثروة، تخدم فئة دون أخرى، فحققت الأقلية الغنية مصالحها، عبر المال والسلطة، مما زاد من الفجوة بين الإغنياء والفقراء في الوطن الواحد، ويعتبر أنصار الربيع العربي أن الثورات لو قدر لها أن تنجح لتمكنت من تحقيق كل ذلك.

أما أعداء الربيع العربي فيرون أن ثوراته، جرت خرابا اقتصاديا على كل الدول التي شهدتها، وأن نظرة على واقع شعوب الربيع العربي حاليا، كفيلة بأن تكشف مدى تردي الأحوال الاقتصادية، عما كانت عليه قبل العام 2011، إذ ارتفعت نسب الفقر والبطالة بصورة كبيرة، في ظل ما يتحدثون عنه من تكبيد ثورات الربيع العربي خسائر هائلة، لاقتصادات الدول التي وقعت فيها.

اجتماعيا

يؤمن أنصار ثورات الربيع العربي، بأنها ساهمت بصورة إيجابية كبيرة، في توحيد المجتمعات في بلدانها، إذ أنها مثلت تجربة رائعة، من وجهة نظرهم، في مجال العمل الجماعي الجماهيري، ووحدت قوى المجتمعات، بكافة انتماءاتها وطوائفها، من أجل رفض الاستبداد، والسعي للتغيير باتجاه الأفضل، وقد أعرب كثيرون في العالم على سبيل المثال، عن اعجابهم بالمشاهد القادمة من مصر، أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والتي أظهرت مشاركة الناس، بمختلف دياناتهم، في تلك الاحتجاجات، وكيف كان المتظاهرون جميعا، يتعاونون في تنظيف الشوارع وطلائها، بعد انتهاء احتجاجاتهم.

غير أنه وبعد انتكاسة معظم ثورات الربيع العربي، في العديد من الدول العربية، فإن الشقاقات بدأت تدب حتى داخل الأسر الواحدة، بين من يؤيد تلك الثورات وبين من يرفضها، ويعتبرها مسؤولة، عن كل ما حاق بالمجتمعات العربية من سوء، خاصة في ظل الحرب الدعائية التي يشنها إعلام السلطة الجديدة على تلك الثورات.

ويبرز أعداء الربيع العربي تلك الحالة، في خطابهم دوما، إذ يرون أن الربيع العربي، هو المسؤول عن تمزيق المجتمعات العربية، وإرساء حالة من الشقاق بين أبنائها، بين من يرون أن الأنظمة الحالية، هي التي تضمن الاستقرار للبلاد، وهؤلاء الذين يرون أنه لابد من التغيير، وأن الواقع الذي تعيشه معظم البلدان العربية حاليا، ليس استقرارا وإنما حالة من فرض الأمر الواقع عبر القمع والدكتاتورية.

إذا كنتم في واحدة من البلدان التي شهدت أحداث الربيع العربي حدثونا عن أحوال بلدانكم الآن؟

هل ترون أن أحوال البلدان التي شهدت الربيع العربي تغيرت إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟ ولماذا؟

كيف تقيمون ما يقوله مؤيدو الربيع العربي من أنه كان حتميا وأنه مايزال حيا وسيعود من جديد؟

وكيف ترون مايقوله مناهضو الربيع العربي من أنه لم يؤد سوى لخراب على كافة المستويات؟

هل تتفقون مع من يقولون بأن الظروف التي تشهدها عدة بلدان عربية تحتم من عودة الربيع العربي؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 4 كانون الثاني/يناير .

خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc

أو عبر تويتر على الوسم@nuqtat_hewar

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.