الأزمة الخليجية: كيف يمكن تحقيق المصالحة بين قطر ودول المقاطعة؟

خليج

Reuter

sالكويت سعت إلى حل الخلافات بين قطر والدول الخليجية المقاطعة لها

ناقشت صحف عربية ورقية وإلكترونية سبل تحقيق المصالحة الخليجية وإنهاء الأزمة التي استمرت ثلاث سنوات بين قطر من ناحية، ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى.

وأشار معلقون إلى ضرورة وجود “آلية” لحل الخلافات في ظل اتفاق وشيك للمصالحة برعاية كويتية، بينما طالب آخرون قطر بالالتزام بمطالبات الدول الأربع.

وكان مسؤولون أمريكيون وخليجيون قد قالوا مؤخرا إن السعودية وقطر بصدد التوصل إلى اتفاق مبدئي لإنهاء النزاع الذي استمر لسنوات.

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وخطوط الطيران مع قطر منذ منتصف عام 2017 إثر اتهام الدوحة بدعم الإرهاب. وتنفي قطر تلك الاتهامات.

وحددت الدول 13 طلبا لقطر من أجل عودة العلاقات، منها إغلاق قناة الجزيرة وقاعدة تركية على أراضيها وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين.

“بداية عهد جديد”

رحب هادي العنزي في صحيفة الأنباء الكويتية بـ”بشائر الخير” و”البشرى بردم الهوة ورأب الصدع بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي”.

وأضاف الكاتب: “اليوم بداية عهد جديد وصفحة مشرقة وضاءة لأهل الخليج، بداية خير ووفاق ومحبة وتقدم وازدهار”.

كما أشادت افتتاحية الراية القطرية بـ”أهمية دور الكويت ومكانتها وأهمية حل الأزمة خليجيا” وقالت الصحيفة “ليس غريبا أن تنجح الكويت في مساعيها لأن جهودها المقدرة لحل الأزمة تقوم على رؤية واضحة انعكست إيجابا بشكل مباشر على مسيرة العمل الخليجي المشترك ولذلك وافقت قطر على المبادرة الكويتية منذ اندلاع الأزمة بل أكدت في أكثر من مناسبة أن حل الأزمة الخليجية يجب أن يتم عبر الوساطة الكويتية وفي إطار من الاحترام”.

دول مجلس التعاون الخليجيGetty Images

دول مجلس التعاون الخليجي

ودعا طارق الحميد في صحيفة عكاظ السعودية إلى “ضمان أن تكون هناك آلية لحل الخلافات، والنزاعات التي تحدث بالمجلس، وتكون عملية، وذلك لضمان عدم تكرار القضايا الرئيسية، خصوصا وأن الخلافات حقيقية، وتمس أمننا ووجودنا”.

كما أشار الكاتب إلى “ضرورة التنسيق الأمني الخليجي، وأن تكون العلاقات الخليجية – الخليجية جيدة، على أمل قطع الطريق على إيران، وبالطبع تركيا”.

وحول علاقة الخليج بمصر في ظل محاولات التوصل إلى مصالحة دعا الكاتب إلى “تمتين هذه العلاقة كونها بالغة الأهمية لحماية الأمن القومي العربي، ولتحقيق المصالح العليا المشتركة”، وأضاف “لا أحد يريد هز علاقة المجلس الخليجي بدولة مصر التي هي حجر الزاوية بأمن واستقرار المنطقة”.

قطر في “وضعية الدفاع”

من ناحية أخرى، تساءل عبد المنعم إبراهيم في أخبار الخليج البحرينية “هل ستلتزم قطر بمطالبات الدول الأربع في قطع علاقتها مع الإرهاب وتحديداً مع (الاخوان المسلمين)؟ وهل ستتوقف قطر عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية المقاطعة لها حالياً والتحريض الإعلامي الذي تمارسه قنواتها القطرية (الجزيرة وغيرها) ضد هذه الدول؟.. وهل ستوقف قطر تمويلها المالي للمنظمات الإرهابية في سوريا وليبيا؟ وتوقف تحالفها العقائدي والعسكري والسياسي مع تركيا؟ وهل ستنهي قطر غزلها السياسي مع إيران؟”

بالمثل، قال ياسر عبد العزيز في صحيفة المصري اليوم “ستكون دول الرباعي منتصرة في أزمتها مع قطر إذا ما تمت تسوية تلك الأزمة على أسس توقف الدوحة عن دعم الإرهاب، وتسخير ‘الإخوان’، وفتح المجال للتدخل التركي في المنطقة، وتعزيز مصالح إيران، واستخدام آلتها الإعلامية النافذة للإضرار بمصالح دول الرباعي وتقويض الاستقرار في الإقليم”.

ودعا الكاتب دول الرباعي إلى أن “تحافظ على أواصر تحالفها، وتتفادى اختراقه أو تفتيته، أو اللعب على بعض التناقضات الثانوية بين بلدانه، بما يسمح لقطر بأن تصالح بعضها وتبقى على عدائها للبعض الآخر”.

كما رأى الكاتب أن المصالحة الخليجية تعد “مكسبا خالصا ذا طبيعة تكتيكية بالنسبة للولايات المتحدة، كما تعد انتصارا كبيرا واختراقا بالنسبة لقطر، التي بدا أن المقاطعة أرهقتها وقلمت أظافرها الخشنة والحادة في الإقليم، ووضعتها في صورة المتهم وألزمتها وضعية الدفاع “.

من جانبها، قالت صحيفة العرب اللندنية إن “الصمت المصري على تطورات التقارب السعودي مع قطر وقبله مع تركيا لا يوحي بأن القاهرة يمكن أن تسير في المسار ذاته… يوحي الصمت المصري بعدم الرضاء السياسي عن التوجه السعودي، بما يفرض إعادة النظر في الموقف من بعض القضايا، خوفا من حدوث مفاجآت أخرى من الرياض أو غيرها، لأن جلسات الحوار التي عقدتها وزارتا الخارجية في البلدين الأسبوع الماضي لم تفصح عن تفاهمات أو ترتيبات مشتركة مع تركيا وقطر”.

وأضافت الصحيفة “يزداد الموقف دقة مع احتمال انضمام الرياض إلى قطار التطبيع مع إسرائيل قريبا، والذي تخشى القاهرة أن يضاعف الفتور في علاقاتها مع بعض الدول العربية، إذا قررت كل دولة المضي في طريق منفرد، ما تعتبره مصر خطرا على القضية الفلسطينية، وتفسخا في الحد الأدنى من ثوابتها”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.