شيكابالا: دعوات لنبذ العنصرية بعد فيديو يستهزأ من لاعب الزمالك

شيكابالا:

Getty Images

مجددا، تعرض نجم فريق الزمالك محمود عبد الرازق الشهير بـ “شيكابالا” لحملة هتافات عدائية من قبل البعض من جماهير غريمه الأهلي عقب مباراة القمة التي جمعت الفريقين يوم الجمعة ضمن دوري أبطال إفريقيا.

وجاءت حملة التنمر والعنصرية بحق عبد الرازق، بعد خسارة فريقه لقب دوري أبطال.

ووصل الأمر بالبعض إلى حد رفع كلب أسود ليهزؤوا من لاعب الزمالك ما أثار جدلا عارما.

ووثق مقطع مصور انتشر على نطاق ضيق، مجموعة من الشباب يحملون كلبا وينادونه باسم اللاعب.

وردا على الفيديو الذي جرى تداوله، نشر شيكابلا بصورة قديمة عبر حسابه على انستغرام، ليزيد بذلك من حدة السجال على مواقع التواصل.

وتظهر الصورة التي تعود إلى عام ٢٠١٠، اللاعب وهو يرفع حذاءه في وجه جماهير الأهلي.

فقد وجه كثيرون انتقادات للاعب رافضين أسلوبه في الرد.

هذه الحادثة والتبعات التي تلتها شغلت الأوساط الرياضية الكروية خلال الأيام الأخيرة، وتصدرت حديث رواد مواقع التواصل وشخصيات بارزة.

وتدخلت دار الإفتاء المصرية على الخط، فنشرت تغريدة مرفقة بمقطع فيديو يؤكد على حرمة التنمر والسخرية من الآخرين.

من جهتها، أعلنت الأجهزة الأمنية تمكنها من تحديد عدد من المشجعين الذين أطلقوا الصيحات المهينة للاعب، بعد فحص تسجيلات الكاميرا.

وأطلق مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تندد بـ “السلوكيات العنصرية في الملاعب”.

واحتلت وسوم بلغات مختلفة صدارة موقع تويتر في مصر، للتنديد بالهتافات التي وُجهت لشيكابلا، من بينها وسم .#stop_racism_against_shikaba

https://twitter.com/AhmedHakes/status/1332653144371847168?s=20

كما انخرط شيوخ وفنانون ورياضيون بمختلف انتماءاتهم الكروية، في الحملات المتضامنة مع اللاعب.

حيث عبروا عن رفضهم لـ “التصرفات القميئة والبغيضة التي أساءت لمصر كلها وليس للفريق الأبيض”.

حادثة فردية أم ظاهرة عامة؟

عادة ما يكون النقاش حول كرة القدم موضوعا ترفيهيا له زواياه الخاصة، لكن الحادثة الأخيرة مثلت فرصة لآخرين للتأمل في كرة القدم من زوايا ثقافية واجتماعية.

وقد طالب نشطاء الاتحاد المصري لكرة القدم بتغليظ القوانين وتنظيم حملات توعوية للحد مما سموها بظاهرة “التحفيل والعنف التي باتت تتخذ في الآونة الأخيرة أبعادا عنصرية وحتى طبقية”، على حد قولهم.

ولا تخص تلك العادة جمهورا بعينه. كما أنها لا تقتصر على مصر، فهي منتشرة في كل ملاعب العالم.

وجرت العادة أن يدخل جماهير الفريقين المنافسين في مشادات كلامية، غير أن تعرض نفس اللاعب لهتافات عنصرية دفعت مجددا بالتساؤل التالي إلى الواجهة ” هل العنصرية في الملاعب المصرية حوادث فردية أم ظاهرة عامة؟”

وكان شيكابلا قد تعرض في شهر مايو/ أيار الماضي لحملة استهدفت شخصه ولون بشرته مقارنة بزوجته وابنه.

لا يعتبر المغرد أحمد سلامة أن ما انتشر من “هتافات عنصرية متفرقة يشكل ظاهرة مضيفا بأنها تبقى حالات فردية ولا تمثل ظاهرة عامة بالمقارنة ما يحدث في الملاعب الأوروبية التي شهدت حوادث متكررة طالت لاعبين من أصول إفريقية ومسلمة”.

وحذر حساب “قاصيص” من التعميم قائلا إن “هتافات فئة من جماهير الأهلي ضد شيكابالا لا تعد سوى حالات فردية تأتي في سياق مناكافات سبق أن مارستها الروابط المتعصبة في كلا الفرقين ونالت من شخصيات مهمة في تاريخ كرة المصرية من أمثال حسن شحاتة وأحمد الخطيب”.

في المقابل، يرى معلقون آخرون ما حدث لشيكابلا هو جزء من ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع تطال كل مختلف ثم ما لبثت تنتقل إلى داخل الملاعب.

وذكر آخرون بهفوات وحوادث “عنصرية” سقط فيه مسؤولون يفترض أن يكونوا قدوة للجماهير.

في حين دعا فريق آخر من المعلقين إلى عدم تضخيم الحادثة التي نغصت على محبي الكرة فرحتهم بلقب غاب عن مصر لمدة 7 سنوات.

وفاز الأهلي المصري بلقبه التاسع في بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بعد فوزه الثمين بهدفين لهدف أمام منافسه التقليدي الزمالك، الجمعة الماضية.

ستظل تلك النسخة من البطولة محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم في مصر وإفريقيا عموما كونها جاءت في ظروف استثنائية. كما أنها أول نسخة تجمع بين فريقين من بلد واحد في نهائي البطولة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.