هل تسفر الانتخابات الفلسطينية المرتقبة عن توافق وطني؟

متظاهرون معارضون لضم أراض في الضفة الغربية

Getty Images

ناقشت صحف عربية الانتخابات الفلسطينية المرتقبة.

وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة ‘فتح‛ أمين الرجوب قد أعلن أنه تم إجراء حوار وطني في القنصلية الفلسطينية في اسطنبول، أسفر عن التوصل لرؤية “لآليات بناء الشراكة الوطنية من خلال انتخابات وفق التمثيل النسبي، تبدأ بانتخابات المجلس التشريعي، ثم الرئاسة، وأخيرا المجلس الوطني”.

وفيما أشاد كتاب بما وصفوه ڊ “الواقعية السياسية” لحركتي فتح وحماس، أشار آخرون للعقبات التي تعترض هذه الانتخابات التي صنفها البعض بأنها تجيء في مرحلة من “أخطر مراحل القضية الفلسطينية”.

“عودة للواقعية السياسية”

يرى خالد معالي، في موقع “أمد للإعلام” الفلسطينيي، أن إجراء الانتخابات الفلسطينية يأتي “في أدق وأخطر مراحل القضية الفلسطينية، في ظل هجوم التطبيع، والحصار المتصاعد، وضغوط الإدارة الأمريكية للقبول بالضم وإنهاء آخر فصول القضية الفلسطينية بمنظور ورؤية أمريكية تقوم على مبدأ صراع القوى، التي لا تعترف بالحقوق في مرحلتنا الزمنية الصعبة والحساسة”.

ويقول: “حماس وفتح وبعد طول اغتراب وخصام، عادا للواقعية السياسية الصحيحة وذلك بالممارسة السياسية المستندة إلى القراءة الموضوعية العلمية للواقع، بهدف التعامل مع الواقع بحكمة، وبما هو معلوم وموجود؛ بقصد تحويله وتغيير معطياته بما يوجد واقعا آخر مختلفا بشكل أفضل، وهل هناك أفضل من وحدة حماس وفتح وبالشراكة بينهما بقائمة موحدة بالانتخابات”.

ويضيف: “بالذهاب للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني تكون حركتا فتح وحماس قد قطعتا شوطا طيبا بعملية توفيق خلاقة”.

وتؤيد أماني رباح، في موقع “دنيا الوطن” الفلسطيني، فكرة “القائمة المشتركة في حال جرت الانتخابات”.

وتقول: “تلك القائمة المشتركة ستُمكن الــ 14 مليون فلسطيني في الوطن والشتات من المشاركة في صنع القرار وسينتخب الذي يقيم في القدس ولن نحتاج حينها لموافقة من الاحتلال لإجراء الانتخابات وستكون هناك المعركة الأكبر والتحدي الأعظم ومسؤولية أكبر، الأمر في باقي الدولة الفلسطينية المحتلة، بالتالي نكون قد حققنا هدفا بعدم عزل القدس كما يريد الاحتلال”.

وتتابع: “القائمة المشتركة هي مصلحة فلسطينية وتفكير استراتيجي ناجح، بأن يتم تكاثف كامل الطاقات في إدارة شئون البلاد وحقوق الفلسطينيين في الوطن والشتات، إن القائمة المشتركة هي ضربة قوية لصفقة القرن وللاحتلال”.

تغير المكون الانتخابي

الرئيس الفلسطيني محمود عباسGetty Images

ويقول نبيل عمرو ، في “الشرق الأوسط” اللندنية: “توحدت الطبقة السياسية الفلسطينية – رغم كل تناقضاتها الداخلية والخلافات العميقة والسطحية – على إجراء الانتخابات العامة التي تبدأ بالبرلمانية لتليها الرئاسية ثم المجلس الوطني؛ حيثما أمكن إجراء انتخاباته في الدول العربية والأجنبية”.

ويتابع: “الاتفاق الجماعي على الانتخابات العامة لا يخفي مخاوف القوى السياسية الفلسطينية من نتائجها؛ خصوصا بعد أن مرت أربع عشرة سنة على آخر انتخابات عامة، وخلال هذه الفترة الطويلة انضم إلى الناخبين مئات الألوف، وكلهم لا صلة لهم بالأدبيات السياسية التي كان مركزها ‘منظمة التحرير‛، والتي تغيرت على نحو جوهري؛ إذ صار مركز الاستقطاب السياسي موزعا بين تيار وطني علماني تقوده ‘فتح‛، وتيار موازٍ من حيث الشعبية ومعاكس من حيث الاتجاه تمثله ‘حماس‛”.

عقبات تواجه الانتخابات

وترى دلال عريقات، في “القدس” الفلسطينية، أن ثمة عقبات في طريق إجراء الانتخابات.

وتقول: “اجتماعات الفصائل عكست إجماعا وطنيا بأن الحل يبدأ من الداخل، والخطوة الأولى لإصلاح الحال هي إنهاء الانقسام ثم إجراء الانتخابات”.

وتتابع: “إلا أننا اليوم نلاحظ أن هناك مجموعة مؤشرات لعدم إعلان قرار عقد الانتخابات قريبا ومنها عدم تعاون ومباركة الدول العربية لهذه الانتخابات خاصة في ظل توتر العلاقات الفلسطينية- العربية ودور وسائل التواصل الاجتماعي المُضلل”.

وتتابع أن منها أيضا “عدم قبول الإسرائيليين بعقد الانتخابات في القدس، وعدم وجود ضغط أو تدخل دولي لإقناع إسرائيل بتسهيل الانتخابات، وعدم قبول الدول المانحة بنتائج الانتخابات أيا كانت، فهي سترفض نتائج الديمقراطية التي لا تجري على هواها كما فعلت سابقا”.

ويقول صالح النعامي، في “السبيل” الأردنية: “على ما يبدو، لن تختلف نتائج جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في إسطنبول، بيروت، ورام الله، عن عشرات الجولات التي سبقتها في القاهرة، غزة، الدوحة، موسكو وغيرها، لأن رئيس السلطة محمود عباس غير معني بأن تنتهي الحوارات إلى برنامج عمل وطني حقيقي يمكن الاستناد إليه في مواجهة كل من الاحتلال الصهيوني وتداعيات إشهار التحالف بينه ونظم الحكم العربية؛ لأن عباس ببساطة غير مستعد لدفع ثمن جراء تبني هذا البرنامج”.

ويبدي زياد أبو زياد، في “القدس” الفلسطينية، الحذر أيضا تجاه الحديث عن التوافق الوطني.

ويقول: “لشعبنا ،وللأسف الشديد ، تجربة محبطة في كل ما يتعلق بجولات المحادثات لتحقيق المصالحة وإنهاء الإنقسام، وله تساؤلات كثيرة عن سبب اختيار العديد من عواصم العالم لعقد اللقاءات بين فتح وحماس ولماذا لا تتم هذه اللقاءات على أرض الوطن، وما الجديد الذي يمكن أن يجعلنا أكثر تفاؤلا من المرات السابقة أو يجعلنا نتوقع حدوث تقدم وانفراج هذه المرة لم يتحقق في المرات السابقة”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.