صحيفة سعودية تهنئ اليهود برأس “السنة العبرية”: فهل يستحق الخبر كل هذا الجدل؟
![](https://cedarnews.net/wp-content/uploads/2018/11/bbc-arabic.jpg)
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر إقدام صحيفة “عرب نيوز” السعودية على تغيير غلافها على موقع تويتر، بآخر يتضمن عبارة ” شانا توفا” وهي تهنئة باللغة العبرية.
وعلق حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على ما قامت به الصحفية السعودية بالقول:” صحيفة عرب نيوز تغير غلافها الإلكتروني بعبارة (شانا توفا)، عام سعيد بمناسبة السنة العبرية الجديدة”.
صحيفة عرب نيوز السعودية تغير غلافها الإلكتروني وصورة البروفايل بعبارة "شانا توفا" عام سعيد بمناسبة السنة العبرية الجديدة pic.twitter.com/tChoR9QRx9
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) September 19, 2020
وجاءت التهنئة من الصحيفة السعودية بمناسبة السنة العبرية الجديدة، التي يحتفل بها يهود العالم يومي السبت والأحد.
وفي وقت لاحق، أزالت الصحيفة صورة التهنئة، ونشرت صورة أخرى تحتفل بمرور 45 سنة على تأسيسها.
صحيفة عرب نيوز السعودية غيرت غلافها الإلكتروني على تويتر وكتبت تهنئة "شانا توفا" -عام مبارك بمناسبة السنة العبرية الجديدة #لليهود. #التطبيع_خيانة @arabnews pic.twitter.com/igSs0jwtLW
— 🇯🇴🇮🇶🇱🇧🇵🇸🇨🇦بسيم صعوب /Baseem (@AlsoubBaseem) September 19, 2020
و تعد صحيفة “عرب نيوز” أول صحيفة سعودية تصدر باللغة الإنجليزية. وتعود ملكيتها إلى المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تصدر أيضا عددا من أهم الصحف السعودية مثل جريدة الشرق الأوسط ومجلة سيدتي.
هل يستحق كل هذا الجدل؟
ويبدأ اليهود احتفالهم برأس السنة بإقامة الصلوات ثم النفخ في “الشوفار” وهو بوق مصنوع من قرون الكباش ترمز تلك الطقوس إلى قصة النبي إبراهيم وابنه إسحاق، بحسب المعتقدات اليهودية.
وهنأ العديد من السياسيين العرب والمسلمين معتنقي الديانة اليهودية بعيدهم عبر صفاحاتهم على تويتر.
ومن بينهم وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد و وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، إضافة إلى حساب الرئاسة التركية.
ويحرص مسؤولون في عدد من دول المنطقة على تهنئة الجاليات اليهودية في أعيادها الدينية.
On the occasion of the New Year, I wish Iranian—and indeed all—Jews happiness, and most of all, good health.
The children of Adam, Abraham and Moses are siblings who deserve to live in a real democratic peace—not business deal. Our proposal has been #Referendum.
L'Shana Tova! pic.twitter.com/aHA8FCKiFs
— Javad Zarif (@JZarif) September 17, 2020
Shana Tovah
— عبدالله بن زايد (@ABZayed) September 29, 2019
שנה טובה
— عبدالله بن زايد (@ABZayed) September 18, 2020
قد تبدو تلك المبادرات عادية للبعض ودليلا على تبادل المحبة والتعايش.
غير أن الخطوة التي أقدمت عليها الصحيفة السعودية، حظيت باهتمام كبير وطرحت تساؤلات حول موقف السلطات من التطبيع، لا سيما أنها لم تعلن تأييدها الرسمي لاتفاقيتي التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين.
مبادرة جميلة بمناسبة السنة العبرية الجديدة: صحيفة عرب نيوز السعودية تغير غلافها الإلكتروني وصورة البروفايل بعبارة "شانا توفا" عام سعيد بالعبرية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي يغرد بالعبرية "شانا توفا" pic.twitter.com/YcKRz7cSrv
— Yonatan Gonen (@GonenYonatan) September 19, 2020
ضحكنا في سجن نفحة قبل ثلاثين عاماً حين سمعنا أبو عمار يقول بالعبرية: "شنه توفا"
صحيفة سعودية تغرد أمس بالعبرية "شنه توفا"— د. فايز أبو شمالة (@fayez2013851) September 20, 2020
https://twitter.com/ZaatarOuZeit/status/1306966129227837442?s=20
دعوة للتعايش أم توظيف سياسي؟
وتباينت ردود الفعل إزاء التهنئة التي وجهتها صحيفة “العرب نيوز” لليهود، بين الإشادة والاستغراب.كما جددت النقاش حول الحد الفاصل بين التطبيع السياسي واحترام الأديان الأخرى.
فالمرحبون بالخطوة اعتبروها لفتة إنسانية رائعة تدل على مدى التسامح الذي بات يبديه الإعلام الخليجي عموما تجاه أتباع الديانات الأخرى.
واستشهد بعضهم بوقائع حدثت مع النبي محمد لدى تعامله مع اليهود، قائلين إن ما قامت به الصحفية مستوحى من روح الدين.
ودعوا إلى إعلاء العقل والحوار والتفرقة بين ماهو ديني و ماهو سياسي وثقافي. فالقضية الفلسطينية برأي هؤلاء هي قضية سياسية وليست عقائدية.
https://twitter.com/G0Xk2UapknJni5G/status/1307319697143214080?s=20
تهنئة اليهود بأعيادهم امر طبيعي لكن الإشارة ليهود إسرائيل بالخصوص واليهود منتشرين في اغلب بقاع الارض..يفهم منه الوقوف والتضامن مع دولة دينية يهودية في فلسطين على اساس عنصري…..من حق أي شخص الاختلاف مع هذا الرأي والدعوة لإنشاء دولة مدنية تضم اليهود والمسلمين والمسيحيين بدون تمييز https://t.co/gDWVdqPzkk
— Shaheed J.🇮🇶 (@Sameer99905243) September 19, 2020
أما المعترضون على خطوة الصحفية السعودية فعبروا عن رفضهم لـ “توظيف التسامح الديني كمطية للتطبيع مع إسرائيل”.
فرغم تأكيدهم على احترامهم لأتباع الديانة اليهودية، يقول معلقون إن “استدعاء نغمة التعايش والتقارب بين الأديان لتبرير التطبيع يفضح تناقض الحكومات العربية وإعلامها في التعامل مع باقي الأقليات الدينية”.
مش معنى كده ان السعوديه والسعوديين موافقين بمبادره سلام معاكو يا خونه الأرض
— Mohamed mosad (@Mohamed06717197) September 19, 2020
أول الرقص حجلان … والمخفى اعظم .
صحيفة سعودية تغرد بالعبرية بمناسبة السنة العبرية الجديدة ؟؟
غيرت صحيفة عرب نيوز السعودية صورة البروفايل وصورة غلافها على موقع تويتر إلى صور تحتوي عبارة “شانا توفا” (سنة سعيدة بالعبرية)
لا اسعدكم الله.#التطبيع_خيانة #الشعوب_ضد_التطبيع pic.twitter.com/l0TZb386wC— موسى ابو سمره (@musaabosamra) September 20, 2020
ويرى آخرون أن الخطوة التي قامت بها الصحيفة لا تعبر عن توجه السلطات السعودية.
في حين يقرأ في البعض الآخر رسالة مفادها بأن السعودية لا تعارض اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.
احتفال صحيفة العرب نيوز الناطقة باللغة الإنجليزية بالسنة العبرية الجديدة، وهو ما يؤكد ما نشرته صحيفة "Wall Street Journal" يوم امس من توجيه ابن سلمان للصحافة السعودية بالترويج للتطبيع.
— نورا العسيري (@nouraAlasiri88) September 19, 2020
وتوقع البعض من المعلقين والمراقبين، أن تحذو السعودية حذو الإمارات والبحرين لجذب الاستثمارات لتمويل رؤية ٢٠٣٠ استعدادا لمرحلة ما بعد البترول.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال خلال مراسم التوقيع التي جرت الأسبوع الفائت، إن السعودية ستعترف بإسرائيل “في الوقت الملائم”.
هذا المقال من بين الأكثر توازنا في تناول الموقف السعودي من قضية التطبيع.فكرته أن تطبيع السعودية عملية معقدة أكثر من غيرها وتنطوي على مخاطر. لذا على اميركا وإسرائيل تقديم محفزات وضمانات للرياض (مقابل وازن) لتشجيعها على اتخاذ الخطوة الأكثر مخاطرة من غيرها.https://t.co/7nAR9X5z1N
— خالد الدخيل (@kdriyadh) September 19, 2020
لكن خبراء آخرون يستبعدون تحقق ذلك خاصة في ظل عهد الملك سلمان. كما يرى خبراء أن الثقل السياسي للسعودية، التي تضم أقدس المواقع في الإسلام، يحتم عليها التفكير مليا قبل اتخاذ أي قرار بتطبيع العلاقات.
وقد كشفت وول ستريت جورنال الأمريكية، عن وجود خلافات حقيقية بين الملك سلمان الرافض للتطبيع، ونجله ولي العهد محمد الذي يرغب بإقامة علاقات سريعة مع تل أبيب.
وأضافت الصحيفة أن ولي العهد يريد بناء علاقات تجارية مزدهرة مع إسرائيل وإنشاء تحالف ضد إيران في المنطقة، لكن والده يشترط قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وشدد الملك سلمان في عدة مناسبات على تمسكه بمبادرة السلام العربية التي قادها سلفه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.
وتنص المبادرة على اعتراف الدول العربية بإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها مقابل إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين من دول الشتات، وهو المبادرة التي رفضتها إسرائيل.
Comments are closed.