الطفل عدنان : جريمة اغتصاب وقتل قاصر تهز المغرب… فما السبيل لردع المجرمين؟
![](https://cedarnews.net/wp-content/uploads/2018/11/bbc-arabic.jpg)
هزت قضية الطفل المغربي عدنان بوشوف مواقع التواصل في المغرب عقب العثور على جثته مقتولا بعد تعرضه لاعتداء جنسي.
وكان الطفل عدنان، البالغ من العمر 11 عاما، قد اختفى بالقرب من منزل عائلته في مدينة طنجة شمالي البلاد، يوم الإثنين الماضي.
وبعد أيام من اختفائه رصدت كاميرات المراقبة الطفل رفقة شخص بالقرب من حيه، عندما كان في طريقه لشراء دواء لوالدته من الصيدلية.
وانخرط العديد من المغاربة في حملة للبحث عن الطفل وكلهم أمل في أن يعثروا عليه سالما. لكن صدمتهم كانت كبيرة عندما أعلنت القوات الأمنية ليلة السبت ١٢ سبتمبر /أيلول العثور على جثة عدنان.
وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان “بإيقاف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، عامل في المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في ضلوعه في ارتكاب الجريمة”.
وأضافت أن “المشتبه به استدرج الضحية إلى شقة يستأجرها في مكان غير بعيد عن منزل الطفل، واعتدى عليه جنسيا ثم قتله ودفنه”.
غضب عارم تجاوز المغرب
وتحول مقتل عدنان إلى قضية رأي عام تردد صداها في دول عربية أخرى.
وعلى الفور، تحركت مجموعة من النشطاء عبر وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بالعدالة للطفل وبإنزال أقسى العقوبات على الجاني، عبر وسمي #عدنان_بوشوف و#العدالة_لعدنان.
#عدنان_بوشوف
لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل
نسأل الله عز وجل أن يرزق أهله الصبر والسلوان وانا لله وإنا إليه راجعونأي القلوب يحمل هؤلاء في صدورهم اللهم إننا نبرأ إليك من أفعلهم ومن جرائمهم pic.twitter.com/U3doB7PrkU
— said ilmgert (@ilmgert) September 13, 2020
#عدنان_بوشوف مثل هذه الجريمة حصلت في الاردن منذ سنوات طويلة،حدثني والد الطفل كيف قاوم ابنه الوحيد مغتصبه وانه مات دفاعا عن شرفه يبكي الوالد بحرقة بعد سنوات على الحادثة: اللي قهرني فوق موت ابني انه القاتل انحكم ٧سنوات لانه(لم يقصد القتل)!
الطفل طعن عدة طعنات بعد ان فشل باغتصابه.— Aroub Soubh عروب صبح ❄️🌨 (@bataleh) September 13, 2020
tw// rape, death, murder.
In Tangier (Morocco) a 10-11 yo kid went out of his house to get medicine for his father and got kidnapped, raped, killed and buried in his own neighborhood.
Pls help sign the petitions below so they can punish him+
#عدنان_بوشوف #الاعدام_لقاتل_عدنان pic.twitter.com/It58KucExo— $ofia (@jaegeristeren) September 12, 2020
وتفاعل آلاف المغردين مع تلك الوسوم معبرين عن غضبهم من “تأخر السلطات في إيجاد الجاني وإنقاذ الصبي”.
#المغرب 2/1 بكامل الأسى والأسف والحسرة تلقينا خبر العثور على جثة الطفل المختطف #عدنان_بوشوف مدفونة بالقرب من مسكن عائلته بمدينة #طنجة بعد أيام من متابعة قصة اختطافه على أمل العثور عليه سالماً.
نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه ويرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.— سعد الدين العثماني EL OTMANI Saad dine (@Elotmanisaad) September 12, 2020
بعد أيام الله اكبر ! تم نشر صورة المجرم يوم الاختطاف ولن تحركوا ساكنا واليوم تعزون الأبوين كان المختفي قط وليس ابنا طفلا في عقده الأول! لو تحركت السلطة لما وقع الجرم ! وجب الاعتذار الاسرة والشعب أن كنتم تحترمون الشعب
— SLISLI Rachid (@SLISLI39597528) September 12, 2020
ومع استمرار جرائم اغتصاب الأطفال يبرز السؤال: كيف السبيل لقطع الطريق أمام المغتصبين وما العقوبات الرادعة بشأنهم؟
ما السبيل لردع المغتصبين؟
يقول بعض من معارف عدنان ممن قدموا شهاداتهم للإعلام المحلي إنهم “لو رأوا المعتدي، لمزقوه بأسنانهم”.
في حين تعالت الأصوات المطالبة بـ”إخصاء” أو “إعدام” مغتصب الطفل وكل مرتكبي الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
كما أطلق مغردون حملة إلكترونية لجمع مليون توقيع للمطالبة بإعدام الجاني بدل الحكم عليه بالسجن المؤبد وتتحمل الدولة الإنفاق عليه” وفق تعبيرهم .
وبينما يطالب كثيرون في المغرب بتطبيق عقوبة الإعدام أو الإخصاء على المغتصب ليكن عبرة لغيره، يرفضها آخرون بقوة باعتبارها “ممارسات ترجع للقرون الوسطى”.
أقولها وامضي:
أحكام الإعدام المطبقة في عدة ولايات أمريكية لم تحل يوما مشاكل اغتصاب الأطفال والنساء والقتل والاختطاف، لتبقى أمريكا البلد رقم واحد عالميا في انتشار الجرائم …
فلنفكر بالعقل بعيدا عن العاطفة …#مغفور
— مزلزل (@MxhY88562atIjTQ) September 12, 2020
من بين هؤلاء الناشط الحقوقي، أحمد عصيد الذي يرى أن عقوبة الإعدام لا تسهم بالضرورة في ردع المغتصبين داعيا إلى “ضرورة فتح نقاش جدي حول الظاهرة بدلا من التسابق في تعبير عن الرغبة في قتل الجاني والتمثيل بجثته”.
https://www.facebook.com/ahmed3assed/posts/3405344612856453
أما الناشطة في المجتمع المدني، حنان العيساوي، فطالبت بإخصاء مغتصب عدنان، مشيرة إلى أن العقوبات الموجودة في القانون الجنائي المغربي “غير كافية للحد من هذه الظاهرة”.
وتؤكد: ” نحن شعب محكوم بثقافة الخوف والعار ولا يمكننا إلغاء هذه الظاهرة إلا بقوانين رادعة” وتكمل “أنا مع الإعدام والإخصاء لسنا أكثر ديمقراطية من أمريكا”.
هذه قضية رأي عام ويتوجب على الحكومة حفظ حق الضحية وتطبيق أشد أنواع العقوبات على المجرم والاعدام ضروري في مثل هاته الحالة .
كذلك قضايا اغتصاب الاطفال كثرت ولازم يكون فيه عقاب رادع مثل الاخصاء. هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على أبناءنا
— محمد (@lahlimi_mohamad) September 12, 2020
" و لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون"
بعدها من يريد أن يدرس جذور و دوافع العنف في المجتمع فليعينه الله.
رحم الله #عدنان_بوشوف https://t.co/1c5QbYFbR0— محند داده (@Mouhand_Dadah) September 13, 2020
ويعاقب القانون المغربي على اغتصاب الأطفال بالسجن من عام إلى خمسة أعوام، وقد يصل في الحالات المشددة إلى 20 عاما لدى اقترانه بالعنف أو التهديد .
ورغم وجود قوانين عدة، لا يزال ناشطون ومعلقون كثر يلومون القضاء المغربي وقانون العقوبات، ويرونها “متساهلة وضعيفة” في مواجهة ظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال المتكررة في البلاد.
https://www.facebook.com/Elotmanisaad/posts/1993653484104819
We demande the 474 law to be implemented , It will never bring back young #عدنان_بوشوف but it will show to all those sick and killers what’s waiting for them #عدنان_بوشوف #الاعدام_لقاتل_عدنان pic.twitter.com/GkISeKtY45
— Ghizlane (@Ghizou16) September 12, 2020
هل القانون “متساهل” ؟
وأعادت قضية عدنان أعاد إلى أذهان المغاربة مجموعة من الحوادث المؤلمة، من بينها قضية عبد العالي الملقب بـ”سفاح تارودانت” الذي كان يختار ضحاياه من الأطفال المشردين ويقتلهم بعد اغتصابهم.
وقد حكم عليه بالإعدام سنة 2005. لكن بعد تجميد تنفيذ هذه العقوبة بالمغرب، ما يزال عبد العالي محبوسا في سجنه.
وفي ٢٠١٣ هزت تبعات جريمة اغتصاب المجتمع المغربي ودفعت مواطنين حقوقيين للنزول للشارع احتجاجاً على قرار ملكي عفى عن فنان إسباني أدين باغتصاب ١١ طفلا مغربيا، واضطر القصر آنذاك إلى نفي علم الملك بجرائم المغتصب وإعلان سحب العفو.
ومن بين تلك القضايا أيضا، اغتصاب طفلة مغربية عمرها ست سنوات من قبل رجل أربعيني. لكن أهم تفصيل في قضيتها هو أن قاضي التحقيق قرر الإفراج عن المتهم ومتابعته، بعد تنازل كتابي لصالحه من قبل والد الضحية قبل أن يلغى القرار بعد استنفار المجتمع المدني.
تذكرونه؟
مغتصب9 أطفال تارودانت 2004 وقتلهم ودفنهم هذا السفاح حكم 2005 بالإعدام لم يطبق لحد اليوم
بل الدولة اتت به في قنواتها لتخبرنا انه حي يرزق كرسالة اطمئنان لمجرمي المستقبل
الدولة تصرف عليه أكل وشرب بل وتقدمه في برنامج ضد الإعدام بصورة مضطرب نفسي والضحية#الاعدام_لقاتل_عدنان pic.twitter.com/hWJhnG7azI— wafaa ezz (@wafaaez) September 12, 2020
https://twitter.com/bousthaj/status/1304841757113364481?s=20
ومن هذا المنطلق يرى نشطاء حقوقيون أن السماح لأولياء الأمور بالتنازل عن حقوق أبنائهم وبناتهم يعتبر ثغرة قانونية تجعل هذا الطفل عرضة للظلم والإساءة. كما شددوا على ضرورة تطبيق الاتفاقات الدولية في مجال حماية الطفولة وتغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم.
الثقافة الجنسية ليست عيباً
في المقابل، ينفي محامون ونشطاء أن يكون القانون الجنائي في صيغته الحالية متهاونا مع جرائم الاغتصاب والتحرش عموما.
https://www.facebook.com/cherkom.1971/posts/860651464339747
ولأن العقوبة القانونية وحدها لا تكفي لردع الجناة، اقترح كثيرون إدراج الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية.
ويرى بعضهم أن ما يحدث من جرائم ما هو إلا مقياس لدرجة جودة التعليم والتربية المنزلية.
كما يعزو آخرون انتشار تلك الجرائم في البلاد إلى الفقر وخشية الضحايا التبليغ خوفاً من الجناة أو ملاحقة العار لهم.
• فوقاش غادي نفيقو ؟!
• فوقاش غادي نبدلو عقوبات الاغتصاب و خصوصا اغتصاب الاطفال ؟!
• فوقاش غادي نبداو نفسرو لوليداتنا النوايا السيئة ديال البالغين ؟!
• فوقاش غنديرو توعية و تربية جنسية بالمدارس ؟! • فوقاش غادي نحميو اطفالنا من المرضى اللي كيدورو بالشوارع ؟! pic.twitter.com/IFjDnNojhT— hamzaoui mohamed (@hamzaoui1) September 12, 2020
#عدنان كان ذاهباً ليشتري الدواء لأمّه من الصيدلية بجانب البيت.. غرّر به رجل راشد واختطفه.. واغتصبه.. وقتله..
كلّما سمعت بجريمة مماثلة أغضب وأغضب وأغضب.. عدنان ليس ضحية لجريمة نادرة الحدوث.. اغتصاب الأطفال وقتلهم بات متكرراً بمعدل قصة نعلم بها كلّ أسبوع، فما بالكم بمن لا نعرف بهم؟ pic.twitter.com/W0MHJ4eszU— Rawaa Augé روعة أوجيه (@Rawaak) September 12, 2020
كما نشر مغردون إرشادات تنصح أولياء الأمور بحماية أطفالهم من الاستغلال الجنسي وتدعوهم إلى توعيتهم بحرمة أجسادهم وعدم تركهم بمفردهم في الشوارع.
وفي حديث سابق مع بي بي سي، يوصي استشاري الطب النفسي وضاح حجار بفتح باب المصارحة مع الطفل لتوسيع مداركه بجسده وتدريبه على حماية نفسه.
ويوضح: “ثقافة المصافحة قد تفرض على الطفل مفهوما خاطئا لحدود الغرباء(أصدقاء الأهل أو زوار البيت أو حتى الأقارب) والضغط عليه ليقترب منهم و يسمح لهم بمصافحته أو بتقبيله”.
ويتابع: “قد يزرع هذا الضغط قبولا لدى الطفل بأن يحدث بينه وبين شخص غريب تلامس جسدي”.
لذا عندما يحجم الطفل عن ذلك بدافع الخجل أو الخوف، يجب ‘ألا يجبر على تلامس جسدي تحت مسمى التواصل الاجتماعي مع معارف أو أصدقاء مقربين، كما في الثقافات الشرقية، والأفضل تخييره”.
Comments are closed.