انفجار بيروت: مدينة في حاجة إلى المعجزات

دمر قلب بيروت جراء الإنفجار

Getty Images

دمر قلب بيروت جراء الإنفجار

ركزت الصحف البريطانية الصادرة السبت في تغطيتها للشأن العربي والشرق أوسطي على مرور شهر على انفجار بيروت الضخم، الذي أدى لمقتل المئات وإصابة الآلاف من الأشخاص، بخلاف الخسائر المادية الفادحة، وما زال وباء كوفيد 19 والتكهنات بما قد ينجم عنه من إصابات جديدة مع اقتراب قدوم الشتاء من القضايا الرئيسية التي تشغل الصحف.

نبدأ من صحيفة الغارديان، وتقرير لمارتن شولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط، بعنوان الغارديان: “مدينة في حاجة إلى المعجزات: بصيص أمل في جهود إعادة إعمار بيروت”.

ويستهل الكاتب تقريره قائلا إن “غسان عوض يعمل 13 ساعة في اليوم لأكثر من شهر، ويقود شاحنات تحمل ألواح زجاجية من ضواحي بيروت الجنوبية إلى أنقاض الواجهة البحرية”.

ويضيف أن غسان لم يعمل بهذا القدر منذ حرب 2006 مع إسرائيل. وأصبحت شركات الزجاج وغيرها من شركات مستلزمات إعادة الإعمار على خط المواجهة لجعل العاصمة صالحة للسكن بعد مرور شهر على الانفجار الهائل الذي أودى بحياة 190 شخصًا وإصابة أكثر من 6000 وتمزيق أوصال المدينة.

ويضيف الكاتب أن الكثير مما دمر في 4 أغسطس/آب ما زال في حالة خراب، بما في ذلك حي مار مخايل، حيث ظهر يوم الخميس بصيص أمل من موقع الإنقاذ. تم الكشف عن علامة محتملة للحياة تحت الأنقاض.

ويقول الكاتب إنه في مدينة في حاجة إلى المعجزات هناك معجزة يجب التشبث بها، ولو ليوم واحد فقط.

“ثلاثون يومًا بدون ماء؟ قال يزن دهما عامل متجر للهواتف ، على بعد أمتار من رجال الإنقاذ، “أقصى ما يمكنك البقاء على قيد الحياة هو أربعة ، خاصة في الحرارة مثل هذه”. “إما أن أجهزتهم معطلة أو شيء صغير زحف تحت الجسد وبقي هناك. ولكن مهما يكن، دع الناس يحلمون “.

وعلى الطريق في حي الجميزة، جلس أحد المسعفين في سيارة إسعاف يعيد تخزين مجموعة الإمدادات التي تعمل فوق طاقتها. وقال للكاتب “كانت هناك معجزات في هاواي والصين ، ولكن 32 يومًا ستكون بالتأكيد في ذروة قدرة أي شخص على التحمل”..

ويضيف الكاتب أن هيئات الإغاثة والصليب الأحمر في طليعة جهود الإنعاش في البلاد، حيث قامت بتسليم طرود غذائية من تركيا والجزائر. كما تجري الشرطة تقييمات للأضرار فيما يعتقد معظم السكان أنه إجراء غير مجدٍ.

ويختتم شولوف قائلا إنه “مع تفشي فيروس كورونا في لبنان، يبدو من غير المحتمل حدوث انتعاش اقتصادي فوري”. في غضون ذلك، يراقب السكان المرهقون ما يحدث متشككين في سياسات الدولة.

محاولات لعودة الحياة الطبيعية

انفجار بيروتGetty Images

وتتناول صحيفة آي انفجار بيروت من زاوية أخرى، ألا وهي جهود منظمات الإغاثة في تقديم العون للمتضررين. وفي صفحة الرأي في الصحيفة كتبت كلير فليشيه، مديرة الصليب الأحمر البريطاني في لبنان، مقالا بعنوان “بعد أربعة أسابيع على انفجار بيروت، يحاول اللبنانيون جمع شتات حياتهم”.

وتقول الكاتبة إنها لم تكن في بيروت عندما وقع الانفجار، وشعرت بالذنب لذلك، وحاولت بشتى الطرق الاتصال بالأصدقاء والزملاء، واعتراها قلق وخوف كبيرين على المدينة وعلى من تعرفهم فيها، خاصة وأن مقر عملها قريب من منطقة مرفأ بيروت الأكثر تضررا من الانفجار.

وتضيف أنها قطعت عطلتها لتعود إلى بيروت في أسرع وقت ممكن لدعم الاستجابة. وتضيف أن الصليب الأحمر اللبناني يبذل جهدا كبيرا في مساعدة المتضررين.

وتقول إنه في الأسابيع الأربعة الماضية، تم دعم 100،000 شخص بالطعام والمياه النظيفة والمأوى المؤقت والخدمات الطبية وخدمات نقل الدم والدعم النفسي والاجتماعي. ويقوم المتطوعون بزيارات إلى كل منزل في منطقة الانفجار، لسؤال الناس عما يحتاجون إليه، وتقييم الأضرار التي لحقت بمنازلهم والتخطيط للتعافي على المدى القصير والطويل.

وتقول الكاتبة إن أعدادا من المتضررين تعيش بدون خدمات أساسية، بدون مرحاض وبدون كهرباء أو مياه جارية. وعلى الرغم من ذلك، بدأ الكثير من الناس في العودة إلى منازلهم المتضرر ، محاولين لم شتات حياتهم.

تكهنات الشتاء

فحص فيروس كوروناGetty Images

وننتقل إلى صحيفة ديلي ميل، وتقرير عن دراسة تشير إلى تضاعف عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 في الشهور الأربعة المقبلة ثلاث مرات في الشهور الأربعة المقبلة، إذا ما لم تتخذ الحكومات إجراءات للحيلولة دون ذلك.

وتقول الصحيفة إن دراسة أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب بجامعة واشنطن تشير إلى أن الوفيات العالمية المرتبطة بكوفيد 19 قد تتضاعف ثلاث مرات بحلول نهاية العام إلى 1.9 مليون، مع تعرض أوروبا وآسيا الوسطى والولايات المتحدة للخطر.

وأشارت الدراسة إلى أن إجمالي عدد الوفيات بسبب الفيروس قد يصل إلى 2.8 مليون بحلول 1 يناير/كانون الثاني 2021 ما لم تعيد الحكومات النظر في تدابير التخفيف المصممة للتخفيف من انتشار الفيروس.

وقال الدكتور كريستوفر موراي، مدير المعهد “تقدم هذه التوقعات العالمية رؤية مروعة، بالإضافة إلى خارطة طريق نحو الإغاثة من كوفيد 19 التي يمكن للقادة الحكوميين والأفراد اتباعها”.

وقال المعهد إنه استند في توقعه لوفاة 1.9 مليون شخص جراء كوفيد 19 في الأشهر القليلة القادمة لى السيناريو “الأكثر احتمالًا”، والذي يفترض أن ارتداء الكمامات وغيره من وإجراءات الحد من انتشار الفيروس لم تتغير.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.