المظاهرات في ليبيا: ما مصير الاحتجاجات المناهضة للفساد؟

تظاهرات في طرابلس

Getty Imagesتظاهر المئات في طرابلس مؤخرا احتجاجا على تردي الأحوال المعيشية وحجب قوات حفتر لتدفق النفط

ناقشت صحف عربية استمرار المظاهرات، التي انطلقت في عدة مدن في الغرب الليبي، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وتخللت المظاهرات أحداث عنف، ما دعا بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لاتهام قوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق الوطني – المعترف بها دوليا – بـ”الاستخدام المفرط للقوة” ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين.

ورأى كُتَّاب أن هذه المظاهرات قد جعلت اتفاق وقف إطلاق النار يتراجع إلى الظل، وهو الاتفاق الذي أعلنه كل من رئيس مجلس النواب في شرقي ليبيا، عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في بيانين منفصلين.

ورأى آخرون أن موجة الغضب تلك تشير إلى أنه “لا مجال لاستمرار ما يسمى بحكومة الوفاق”.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، شهدت ليبيا نزاعات متتالية. كما فاقم وباء فيروس كورونا أزمات البلد المعيشية والاجتماعية.

وتتنافس على السلطة حاليا حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من تركيا، وسلطة موازية في الشرق بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر، المدعوم من روسيا ومصر الإمارات.

“غليان شعبي”

ويقول محمد حسن الألفي في موقع “بوابة فيتو” المصري: “لم تكن هذه الثورة التى تنمو ببطء إلا تعبيراً عن السخط العارم والغليان الشعبي، من الاستعراضات الأمنية والهمجية التي يقوم بها الجند الأتراك وجند الميلشيات والمرتزقة، وسوء معاملة المواطنين الذين باتوا أغرابا في وطنهم، يعاملهم الاحتلال التركي معاملة الأسرى. السخط وقود الانفجار.. وأصبح العالم يتابع ما يجرى في الغرب الليبي، بينما إعلان وقف النار من عقيلة والسراج تراجع إلى الظل”.

ونقلت “عكاظ” السعودية عن المتحدث باسم حراك ‘همّة شباب ليبيا‛ أحمد أبو عرقوب قوله إن “الحراك سيستمر، خصوصاً بعد الموقف السلبي للمجلس الرئاسي وعدم تجاوبه مع المطالب المشروعة، التي رفعها المتظاهرون المطالبون بتوفير سبل العيش الكريم، ولجوئه إلى التعامل الأمني من خلال قمع المتظاهرين، وفرض حظر للتجوّل لإخماد المظاهرات وإسكات الشارع الليبي”.

وأضافت الجريدة أن التوقعات تشير إلى “تمدد الحراك أكثر، نحو مدن الزاوية وصبراتة ومصراتة التي تعيش أزمة خانقة، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وضعف التزود بالمياه، وتأخر الرواتب وتفشي الفساد”.

وتعلق صحيفة “المرصد” الليبية على إيقاف حكومة الوفاق الوطني وزير الداخلية، فتحي علي باشا آغا، عن العمل احتياطياً وإحالته إلى تحقيق إداري، بعد إطلاق مسلحين النار على متظاهرين الأسبوع الماضي.

ونقلت عن المتحدث باسم ‘شعبة الإعلام الحربي‛ عبد المالك المدني قوله: “إن ماقام به السراج يوضح للناس بأنه عضو أساسي، في مافيا الفساد وجزء لا يتجزأ منه”.

“صعوبة قراءة الدوافع”

ويقول عبد الرحمن شلقم في “الشرق الأوسط” اللندنية: “مشهد جديد داخل مربع البيانات، وهو المظاهرات التي خرجت في طرابلس وبعض المدن الليبية الأخرى. في حالة الوضع الليبي اليوم، من الصعب قراءة دوافع تلك المظاهرات ودافعيها، من الشعارات والهتافات التي رُفعت مكتوبة، أو انطلقت من الحناجر وسط الشوارع والميادين. الغضب هو نتاج معمل مركب في نسيج البشر”.

وزير الداخلية الليبي فتحي علي باشا آغاAFPأوقف وزير الداخلية الليبي، فتحي علي باشا آغا، عن العمل وأحيل للتحقيق الإداري

ويتابع شلقم: “فايز السراج وجَّه حديثاً إلى الليبيين، اعترف فيه بالمختنقات التي تواجه حكومته، وقدم وعوداً عالية السقف لمواجهتها، من بينها تعديل وزاري يطال وزارات الخدمات، وبناء آلاف الوحدات السكنية. لم يكن أمامه غير الاعتراف بما تظاهر الناس ضده، ولا سبيل إلى إنكاره بأي صوت”.

من جانبها، ترى ليلى بن هدنة في “البيان” الإماراتية أن هذه التظاهرات تمثل “ملحمة بطولة، من أجل تطهير البلاد من العملاء”.

وتضيف الكاتبة: “لقد سئم الشعب الليبي من الوعود التي لا تعني شيئاً على الأرض، وملوا من الفساد، فهذا الغضب المتنامي جاء نتيجة تراكمات سابقة”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.