قاسم سليماني: نصب تمثال تذكاري للقائد الإيراني في لبنان يثير الجدل حول الانتماء
![](https://cedarnews.net/wp-content/uploads/2018/11/bbc-arabic.jpg)
أثار مقطع فيديو يظهر نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني الراحل، قاسم سليماني، في لبنان، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية.
وقد دشن حزب الله قبل أيام تمثالا لسليماني في منطقة مارون الرأس الجنوبية، ما جر عيله سيلا من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويظهر التمثال الخشبي سليماني وهو يشير بإصبعه نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية وخلفه العلم الفلسطيني.
موجة غضب في #لبنان بعد نصب تمثال للهالك #قاسم_سليماني في جنوب لبنان pic.twitter.com/pArsUTJKjl
— قناة وصال (@Wesal_TV) February 16, 2020
صراع الهوية يتجدد: ممانعة أم تبعية؟
وانقسم المغردون اللبنانيون بين منتقد ومبرر لفكرة نصب تمثال للقائد الإيراني في بلدهم.
البعض اعتبره “استغلالاً واضحا للقضية الفلسطينية ومحاولة عبثية تثير السخرية لتطويب قائد عسكري شارك في تهجير ألاف المدنيين في سوريا والعراق”.
تمثال لقاسم سليماني في جنوب لبنان.
وقبله ورقة مسربة من مدارس المهدي عن اسئلة توجه لاطفال عنه.
وطبعاهناك الكلام الهذياني الذي قاله نصرالله عن مناشدته ملك الموت ان يقبض روحه لا روح سليماني😏
كما دوماً، محاولات عبثية تثير السخرية لتطويب مجرم قاتل بغلاف القداسة المزيف#أكذب_الناس— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) February 15, 2020
رفع التماثيل و تسميه الشوارع تحتاج موافقات قانونيه تبدأ بالبلديه لتصل الى #وزارة_الداخليه
نسأل هل اعطى وزير الداخليه #محمد_فهمي موافقه على وضع تمثال لقاسم سليماني في الجنوب ؟
معكن خبر بالموضوع؟@M_mohamedfehmi@hassan_B_diab— ziad daher (@ziadfdaher) February 16, 2020
كما جدد تمثال سليماني النقاش حول صراع الهوية في لبنان، إذ يرى إعلاميون ونشطاء على تويتر أن ما أقدم عليه حزب الله يؤكد “ولاءه لإيران وينتقص من هويته الوطنية”.
وينظر المتفاعلون مع وسم ” لبنان أكبر من سليمانكم” إلى التمثال على أنه “تحد لمطالب المحتجين التي تجاوزت في مضمونها مسألة تغيير النظام أو إسقاطه كسلطة سياسية وانتقلت إلى المطالبات ببلورة هوية وطنية جديدة تنهي الطائفية والارتهان إلى الخارج” على حد قولهم.
وفي هذا الإطار، تساءلت الصحافية والوزيرة السابقة في حكومة سعد الحريري،مي شدياق، بعد تعليق صورة الإمام الخميني على طريق المطار حزب الله يدشن نصبا لقاسم سليماني في الجنوب! لماذا الإصرارعلى تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور؟”
يا اخي قد افهم وضع تمثال لأحد الزعماء الراحلين لحزب الله على حدود لبنان رغم عدم اجماع كل اللبنانيين على ذلك، لكن وضع تمثال لعسكري إيراني مثل قاسم سليماني فهذا أمر يعزز التحليلات القائلة بوقوع لبنان تحت سيطرة ايران وبالتالي يعبّر عن تحدي لإرادة كل الشعب اللبناني!
— Georges Hayek🇱🇧 (@georgeshayek712) February 15, 2020
إقامة نصب لسليماني في الجنوب لا علاقة له بمواجهة إسرائيل بل بتأكيد وصاية إيران على لبنان. فيلق القدس لم يقاتل من أجل القدس، بل دمّر سوريا والعراق وحوّل لبنان الى دولةٍ فاشلة. وصاية إيران تعمّق أزمتنا الإقتصادية، وهذا برسم رئيسَي الجمهورية والحكومة والمسؤولين.
— General Ashraf Rifi (@Ashraf_Rifi) February 16, 2020
وسبق أن تسبب تعليق لافتات تحمل صور سليماني في طريق مطار بيروت، في مشادات كلامية بين أنصار حزب الله ومعارضيه.
وسارع لبنانيون وقتها إلى استنكار التصرف داعين إلى تجنيب لبنان تداعيات التوتر بين واشنطن وطهران.
وقتل سليماني في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي بضربة لطائرة أميركية بدون طيار استهدفت موكبه قرب مطار بغداد الذي وصله قادما من سوريا.
وفي مقابل المطالبات بإزالة تمثال سليماني، دعا مغردون آخرون إلى استبدال أسماء الشوارع اللبنانية التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية وأجنبية بأخرى وطنية أو شرق أوسطية.
https://twitter.com/MhmdRizek/status/1229345526199603200
كما دافع مغردون عن حزب الله وعن فكرة نصب تماثيل لقادة إيرانيين في لبنان بحجة أنهم “يمثلون المقاومة والشعوب التي تريد الحرية والانتصار”.
ويرى المؤيدون لنصب تمثال لسليماني أن ” الانتقادات التي توجهها أطراف -عربية وغيرها- لإيران وحلفائها سببها موقف طهران الداعم للقضية الفلسطينية”.
المزايدين كانوا يتراقصون في بيروت وغيرها والجنوب يقصف ويقتل أبناؤه في حين أن الشهيد القائد #قاسم_سليماني لم يقبل على نفسه أن يبقى في إيران أو سوريا ويترك الجنوب وأهله يقاتلون العدو لوحدهم.
مزايدات العملاء المنبطحين مزكمة للأنوف.
— وائل (@waelalarb17) February 17, 2020
https://twitter.com/KhalilHijazi11/status/1229384982294155264
الجنوب الوفاء للمقاومة و للحاج الشهيد #قاسم_سلیمانی من مارون الراس مباشر رافع صورة الحاج قاسم مقابل فلسطين المحتلة pic.twitter.com/UJs6MF1PuR
— Mahmoud Mansoure (@Mahmoud96592295) February 15, 2020
وبعيدا عن جدل التمثال وصراع الهوية، فضل مغردون آخرون التركيز على الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد دعا في كلمة له، الأحد، إلى مقاطعة البضائع الأمريكية لافتا إلى أن “نقطة ضعف الأميركيين هي الأمن والدولار”.
وما إن أنهى نصر كلامه حتى تصدر وسم ” #قاطعوا_البضائع_الأمريكية” قوائم الموضوعات الأكثر تداولا في لبنان.
إلا أن التغريدة التي حظيت بالانتشار الأكبر بين المعلقين اللبنانيين، أظهرت صورة قديمة لنجل حسن نصرالله جواد وهو يرتدي قميصا من علامة “تمبرلاند” الأميركية.
#نصرالله : قاطعوا البضائع الأمريكية #جواد_نصرالله إبن حسن يروج لل USA pic.twitter.com/vvBALyd98V
— aladdino (@realaladdino) February 16, 2020
لعم يلقوا عالكلمة المكتوبة على كنزتي مافيي رد عليهن لان مقاطع البضائع الأميركية. وحتى الآيفون رح بيعه 😘😘 #شو_بعد
— جواد نصرالله (@_mjn__) February 16, 2020
وزادت موجة الانتقادات لحزب الله بعد دعمه رئيس الحكومة الجديد حسان دياب، إذ يرى كثيرون أن ذلك “سيعقد جهود المساعدات المالية العربية والغربية، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية”.
طلب السيّد نصر الله فصل الاقتصاد عن الصراع السياسي ما ممكن يتحقّق حقيقةً إلاّ بإيصال حكومة مستقلة فعلاً وسياديّة ما بتمثّل أحزاب السلطة متل ما حاصل هلّق واللي على مدى 30 سنة استباحت المال العام#لبنان__ينتفض#الكتلة_الوطنية
— Pierre Issa (@pierreissa_) February 16, 2020
هذه الأزمة فضحت بشكل صارخ الجهل المرعب لحزب الله بألف ب الاقتصاد العالمي.من بدعة تاجروا مع الصين مدري شو،لهلق قاطعوا بضاعة دولة ميزانيتها ٥ تريليون دولار لانها حتتأثر لما لبنان حيبطل يستورد ال ٢٠ مليار بضائع من عندها.خيي مسيطر علينا بالسلاح فهمنا،بس شو جاب السلاح للاقتصاد فهمنا؟
— Dima ديما صادق (@DimaSadek) February 16, 2020
في حين يدعو آخرون إلى منح الحكومة الجديدة “فرصة معقولة لتعمل على منع لبنان من الانهيار” قائلين إنه “لا حل لأزمة لبنان الاقتصادية إلا بالتوجه شرقا وإنهاء التدخل الأمريكي في شؤونه الداخلية”.
أيها اللبنانيون، #أمريكا_تدمر_الاقتصاد في لبنان غير آبهة بما يسمى «حلفاءها» اللبنانيين. هي تريد أن يقع السقف على الجميع طالما أن #حزب_الله هو من ضمن هؤلاء الجميع. على خصوم الحزب في #لبنان أن يتنبّهوا إلى أنّ #ترامب لن يدفع سنتاً واحداً لإطعامهم بعد أن يدمّر الاقتصاد
— Ali Mourad (@alihmourad) December 3, 2019
#مقاطعة_البضائع_الأمريكية واجب بسبب ما فعلته #أميركا و #إسرائيل بنا.
لكن ما هو البديل في ظل غياب الصناعة اللبنانية؟ ماذا إذا صُرف العمال من المحالات التجارية المقاطعة وازدادت البطالة من يؤمن لهم قوت يومهم؟ #لبنان بلد منهار لا يحمل أن يصبح أمنه الغذائي أيضا على الهاوية.— Amalswaidan (@amalmswaydan) February 16, 2020
ويعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة طفت على السطح في أواخر العام الماضي، مع ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على سحب الدولار.
وبلغ الدين العام نحو 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وسيتوجب على لبنان الشهر المقبل تسديد سندات اليوروبوندز التي تقدر بـ1.2 مليار دولار.
Comments are closed.