مناوشة كلامية بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة تثير الجدل في مصر
![شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب](https://c.files.bbci.co.uk/137E9/production/_110694897_gettyimages-492212382.jpg)
Getty Images
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب”عصر ديني جديد؟”
أثار نقاش محتدم بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم فيه المدونون بين مؤيد لتجديد الخطاب الديني ومعارض له.
وجاءت التصريحات، التي أدلى بها الدكتور أحمد الطيب، خلال مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي.
فقد اختلف شيخ الأزهر مع رؤية الخشت لما يمثل “تجديدا للتراث الإسلامي”.
إذ يرى الدكتور الخشت، الذي كان أستاذ فلسفة في جامعة القاهرة قبيل ترؤسها، ضرورة تجديد التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، وهذا لا يتضمن “ترميم بناء قديم” بل “تأسيس بناء جديد بمفاهيم حديثة” لتحقيق “عصر ديني جديد”.
ورداً على ذلك، أكد شيخ الأزهر على أهمية التراث الذي “خلق أمّة كاملة” وسمح للمسلمين “بالوصول إلى الأندلس والصين”، مضيفاً بأن “الفتنة الحالية سياسية وليست تراثية”.
https://www.facebook.com/OfficialAzharEg/videos/508096333467520/
“فخر الأمة الإسلامية”
أظهر الجدل تباينا في مواقف رواد التواصل الاجتماعي من الخطاب الديني والتراث الإسلامي.
فقد أشاد فريق من المغردين بخطاب شيخ الأزهر، معتبرين أن تمسكه بالتراث “لا يتعارض مع التجديد”.
كلمة فضيلة الإمام الأكبر #شيخ_الأزهر
كلمة محترمة جدا وصادقة وغير متعارضة مع التجديد ابدا هو لا يريد التخلى عن التراث أى ترجمة وتزييف لكلامه ماهى الا محاولة لإلصاق تهم ومتاجرة رخيصة الرجل متمسك بالتراث مع التجديد وهذا الأمر ليس عليه خلاف كما أنه تحدث كرجل عربي ومسلم شريف . pic.twitter.com/shci0jvBSX— MahaSeraj مهاسراج (@mahaserag) January 29, 2020
وفي السياق نفسه، اعتبر عصام الهجوم على شيخ الأزهر “تصعيدا جديدا للحرب على العلم بكل أشكاله”، مضيفاً بأن الإصلاح “ليس بتجديد عشوائي للخطاب الديني بقدر ما هو بفهم متأن له في المقام الأول”.
الهجوم الإعلامي على #شيخ_الازهر وهو يدافع عن المعرفة ،تصعيد جديد للحرب على العلم بكل أشكاله. الأنظمة التي تشغل نفسها بنسج عبارات مجوفة تغازل آذان الغرب أكثر من إنشغالها بإصلاح شؤون رعيتها، لا تعي أن الإصلاح ليس بتجديد عشوائي للخطاب الديني بقدر ما هو بفهم متأني له في المقام الأول pic.twitter.com/pbV7DT8R0M
— د. عصام حجي (@essamheggy) January 29, 2020
وواصفاً نفسه بالـ “الليبرالي الذي يؤمن بمدرسة الأزهر الشريف”، دعم السياسي المعارض أيمن نور موقف شيخ الأزهر معبراً عن فخره به واحترامه له.
بوصفي ليبرالي يؤمن بمدرسه الأزهر الشريف
ودورها في ترسيخ قواعد الوطنيه المصريه
فأنا فخور بمواقف شيخ الأزهر #الطيب_النجار
فعلا هذا الرجل يحترم نفسه
وسيسجل له التاريخ أنه رجل
في زمن عز فيه الرجال— Ayman Nour (@AymanNour) January 28, 2020
كما أشاد د. محمد الصغير برد الشيخ أحمد الطيب على الخشت وانتقد “فكر الحداثة الذي يقوم على هدم الثوابت والثورة على التراث”.
محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة من المبشرين بفكر الحداثة الذي يقوم على هدم الثوابت والثورة على التراث، حاول تسويق أفكاره بمؤتمر التجديد فجاء رد #شيخ_الأزهر حاسما قاطعا، ولقنه درسا في قواعد البحث، وأصول التعامل مع الأصول والثوابت، وأن الأفكار المرتجلة لا يصح أن تزاحم الأسس الراسخة. pic.twitter.com/67iKcAB7aF
— د. محمد الصغير (@drassagheer) January 29, 2020
في المقابل، عبّر قطاع من المغردين عن “إحباطهم” من المؤتمر بشكل عام.
فقد انتقد محمد أبو حامد “رؤية الشيخ الأزهر للتطوير”، مضيفاً بأنه لا يمتلك “نية حقيقية لأخذ خطوات جادة”.
بعد متابعة مؤتمر الأزهر الشريف بخصوص تجديد الخطاب الديني و تصريحات الإمام الأكبر فيه و مناقشته مع رئيس جامعة القاهرة أحب أقول … المؤتمر محبط للغاية ، و يؤكد أن الأزهر لا يملك رؤية للتطوير ، و ليست لديه نية حقيقية لأخذ خطوات جادة في هذه الأمر .
— Mohamed Abu Hamed (@MohamedAbuHamed) January 29, 2020
أما بعض المغردين قد اتجهوا لمنحى سياسي واتهموا شيخ الأزهر بأنه “جزء لا يتجزأ” من المنظومة السياسية المصرية التي “تغفل عن الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة”.
هل الأزهر له سلطه الان على منابر المساجد
هل له اى سلطه على أحكام الإعدام
التى يتم تنفيذها
هل فتاوى على جمعه و خطب مختار وفتاوى المفتى الذين هم أبناء الأزهر لا تمثل الأزهر
اين شيخ الأزهر منذ عهد مبارك مرورا بالثوره ثم الانقلاب وهو ينعم فى نعيم السلطه
اذا كان تاب فليتقبل الله!!!— OVER DOSS ✍️ (@QkQNrvUdTmNCMHj) January 29, 2020
“تشتيت انتباه”
من جهة أخرى، استنكرت مجموعة من المغردين الخلاف حول تصريحات شيخ الأزهر عن تجديد التراث، معتبرين ذلك “إغفالا” لأمور أكثر أهمية مثل عدد المعتقلين في السجون وقضية “صفقة القرن” الشائكة و”مصير العرب”.
الجدل الآن: شيخ الأزهر حلو ولا وحش؟هيدخل الجنة أم النار؟
بينما هناك 60 ألف معتقل زي الفل
يكتوون بالفعل في نار الحبس والقمع والتجويع والبرد!
كفاية…..!!!#شيخ_الازهر#صفقة_القرن_لن_تمر #صفقة_العار— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) January 29, 2020
https://twitter.com/EL__masry__/status/1222427831185133568
وتطرق شيخ الأزهر في المؤتمر إلى عدة مواضيع منها مفاهيم التجديد وآلياته، ودور المؤسسات الدينية والحكومية في تطبيقه، وقضايا اجتماعية كالأسرة والمرأة.
كما أشار الدكتور أحمد الطيب إلى “صفقة القرن”، ومبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لحل مشاكل الشرق الأوسط”.
ناقش #مؤتمر_الأزهر_للتجديد أطر مفاهيم التجديد وآلياته وتفكيك المفاهيم المغلوطة وقضايا المرأة والأسرة ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) January 29, 2020
وقد عقب السياسي والدبلوماسي المصري محمد البرادعي على تعليق شيخ الأزهر على صفقة القرن، قائلاً إنه “يعبر بصدق عما يجيش في صدر كل عربي”.
عندما يقول شيخ الأزهر اليوم ان "شخصيتنا انتهت كعرب ومسلمين وأننا أصبحنا لاشئ" وأنه يشعر بالخزي وهو يشاهد ترمب ونتنياهو يخططان لنا، اعتقد انه يعبر بصدق عما يجيش في صدر كل عربي. آمل ان تكون "صفقة القرن" الصدمة التي نستعيد بها وعينا كعرب ونتوقف عن أن نكون أعداء أنفسنا
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) January 28, 2020
Comments are closed.