#البصرة_تقمع: غضب في العراق بعد اقتحام ساحات التظاهرات

بث رواد مواقع التواصل صوراً ومقاطع فيديو تظهر ما قالوا إنها آثار اقتحام ساحة الاعتصام في مدينة البصرة جنوب العراق.

وأظهرت المقاطع المتداولة ألسنة اللهب تتصاعد من خيم المعتصمين وشبانا يركضون في عدة اتجاهات وهم يصرخون. كما سمعت أصوات عيارات نارية.

وبحسب شهود عيان لبي بي سي، فإن عناصر مسلحة اقتحمت فجر السبت ساحة الاعتصام في البصرة، وأحرقت خيام المعتصمين واعتقلت عددا كبيرا منهم.

ويقول ناشطون عراقيون على مواقع التواصل إن مجموعة من “قوات الصدمة” التي يتزعمها علي مشاري العضو في “كتائب حزب الله” داهمت المعتصمين وأقدمت على إحراق خيامهم”.

وسرعان ما انتشرت وسوم عبر تويتر وفيسبوك، تتضامن مع المحتجين وترفض فض الاعتصامات.

وووصف المتفاعلون مع وسم #البصرة_تقمع، ما حدث للمحتجين بـ “الغدر والخيانة”. كما تناقل بعضهم فيديو وثق وعدا أطلقه ضابط في الجيش للمحتجين في البصرة بحمايتهم قبل أن اقتحام ساحة الاعتصام.

https://www.facebook.com/stevennabilofficial/videos/638034443404997

“تصيعد مستمر”

ولا يتخلف المشهد في بغداد، إذ شهد محيط ساحة التحرير اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، ما أوقع 6 قتلى وأكثر من 50 مصابا حسب وسائل إعلام عراقية.

https://twitter.com/Zuhur_alsaedi/status/1221025654130511872

عادل الشاعر أحد المحتجين الذين كانوا متواجدين في ساحات الاعتصام ببغداد، يصف ما حدث بـ “المخزي” وبأنه “استئناف لحملات العنف المميت ضد المحتجين السلميين”.

و يتابع في حديثه معنا ” في ساعات متأخرة من مساء الجمعة 24 يناير/ كانون الثاني وقعت عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب التي قامت إطلاق الرصاص الحي وبحرق الخيم، ما أجبر العديد من المتظاهرين على التراجع”.

وفي صبيحة اليوم، تداول نشطاء على تويتر مقاطع مصورة تظهر عودة المحتجين إلى ساحات الاعتصام ونصب خيام جديدة.

https://www.facebook.com/watch/?v=209035620138762

ما الرسائل من فض الاعتصام؟

وتأتي هذه التطورات غداة مظاهرات شعبية حاشدة دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق.

وفور انتهاء المظاهرة، غادر أنصار التيار الصدري ساحة التحرير، ورفعوا خيام اعتصامهم، استجابة لتغريدة نشرها زعيمهم على تويتر عاتب فيها متظاهري ساحة التحرير الذين “شككوا بأهداف دعوته إلى الاحتجاج ضد الوجود الأمريكي”.

وتنقل تعليقات المغردين العراقيين مخاوفهم من “الانعكاسات السلبية” لمظاهرة أنصار الصدر على الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويرى الكثير منهم أن المظاهرة تعد استجابة لمطالب إيرانية بحرف الأنظار عن الاحتجاجات الرافضة لممارسات الحكومة والدفاع عن السياسة المحاصصة” حسب قولهم.

وفي هذا السياق علق أحدهم قائلا ” الدعوة إلى التظاهر ضد القوات الأمريكية خلطت الأوراق وأجبرت المحتجين على الحد من مطالبهم في تغيير النظام العراقي حتى لا يتهمبالخيانة. يبدو أن سماحة السيد استبدل المتظاهرين بإيران”.

وكان الصدر قد وجه الدعوة إلى التظاهر بعد مضي ثلاثة أسابيع على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

كما ربط قطاع واسع من المغردين بين عمليات فض الاعتصامات وانسحاب مناصري الصدر من الساحات.

ويرى نشطاء عراقيون أن الصدر أراد بعث رسالة للمتظاهرين بأنه هو من كان يحمي الاعتصامات.

وتبعا لذلك أطلقوا وسما بعنوان ” #مقتدى_لا_يمثل_الثورة”، اتهم من خلاله الصدر بخذلان المتظاهرين وأكدوا على إصرارهم في مواصلة الاحتجاجات حتى تتحقق مطالبهم.

وتميزت المظاهرات بمشاركة شبان ينتمون لجيل عانى ويعاني من البطالة و يطالب بتغير طبقة سياسية يصفها بـ “الفاسدة”.

من جهة أخرى ، انتقد النائب عن تحالف سائرون، غايب العميري المشككين بتوجهات الصدر السياسية ومواقفه إزاء الاحتجاجات.

وقال في تصريح صحفي إن: “الجميع يعلم بأن الصدر عراقي وقراره عراقي، لذلك هذا التشكيك ليس بمحله”.

وتابع بأن ” تغريدته الأخيرة وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى السياسيين ودعتهم إلى الإسراع بتشكيل حكومة مستقلة خلال الفترة القريبة المقبلة، وإلا فإنه سيعلن براءته من كل سياسي”.

يذكر أن العراق يعيش فراغا دستوريا، مع انتهاء المدة الممنوحة للرئيس برهم صالح لتكليف مرشح برئاسة الحكومة.

ولا يزال هناك شد وجذب بين الكتل العراقية حول من يخلف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يتولى رئاسة حكومة تصريف الأعمال بعد أن استقال نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت ضغط الشارع.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.