شمال سيناء: ماذا تعني زيارة “نادرة” لوفد أمريكي للمنطقة؟

الأوضاع الأمنية في المنطقة - بحسب خبرا أمنيين - تحسنت كثيرا

Reuters

الأوضاع الأمنية في المنطقة – بحسب خبرا أمنيين – تحسنت كثيرا

تشير زيارة نادرة لمسؤولين أجانب لشمال سيناء إلى تحسن نسبي في الأوضاع الأمنية، بحسب خبراء ومحللين أمنيين، لكن بعض سكان المنطقة يقولون إن الأوضاع لم تعد بعد إلى طبيعتها في مدن المحافظة التي تشهد منذ سنوات اضطرابات أمنية.

وزار ستة من مساعدي أعضاء في الكونغرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي مدينة العريش، وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤولين أجانب لهذه المنطقة منذ سنوات، بحسب بيان للمتحدث العسكري المصري.

والتقى المسؤولون الأمريكيون محافظ شمال سيناء وتفقدوا مشروعات البنية التحتية في مدينة العريش.

وتأتي الزيارة، بحسب المتحدث العسكري المصري العقيد تامر الرفاعي، “فى إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى المجالات المختلفة والمساعى المشتركة لدعم السلام والتنمية والتصدي للتحديات الراهنة”.

أكثر من رسالة

ويري أحمد كامل البحيري، الباحث فى التطرف العنيف بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الزيارة تحمل أكثر من رسالة فى الوقت نفسه. فهي من جانب تؤكد على الدور التنموي الذي تقوم به الدولة المصرية فى شمال سيناء، وتحمل أيضا “دلالة على تقلص نفوذ التنظيم ونجاح العملية الأمنية”.

وقال البحيري لبي بي سي إن الزيارة تهدف بشكل أساسي إلي توضيح أن نفوذ التنظيم تراجع، خاصة مع نجاح العملية الشاملة، سيناء 2018، وأن الأوضاع أصبحت أكثر أمنا.

وكانت العملية العسكرية “سيناء 2018″، قد بدأت فى فبراير/شباط 2018، وتدير فيها القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة، عملية شاملة في شمال ووسط سيناء بهدف القضاء على العناصر الإرهاربية.

وهناك، كما يقول البحيري، تراجع كبير فى عدد وطبيعة العمليات التي ينفذها تنظم ولاية سيناء، الذي يتبع تنظيم الدولة الإسلامية، و”يمكن القول إنه لم يعد مسيطرا على أي مناطق”.

ويوضح أن العمليات تحولت من عمليات ضخمة مثل استهداف كمائن كبري أو ارتكازات أمنية وربما كتائب، إلى الاعتماد على القنص، أو زرع قنابل علي جانبي الطريق، باستثناء استهداف كمين “البطل 14” فى يونيو/حزيران الماضي.

أما الرسالة الأخرى، التي تظهرها هذه الزيارة، فتتمثل في إظهار العمل التنموي الذي تجريه الدولة فى شمال سيناء، فيما يخص البنية التحتية والمشروعات التي تمس المواطنين، وهذا يفسر زيارة الوفد الأمريكي لمحطة تحلية مياه.

  • لماذا ترسل نساء سيناء ثيابا مطرّزة إلى القاهرة؟

وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ وحظر التجوال الليلي في بعض مناطق شمال سيناء منذ أكثر من ست سنوات، وتشن حملة أمنية موسعة بمشاركة الجيش والشرطة لمواجهة العناصر المسلحة هناك.

ويتفق العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، على أن زيارة الوفد الأمريكي هي زيارة لمنطقة كانت الأخطر فى مصر، وفي ذلك مؤشر نجاح للعملية العسكرية.

ويقول عكاشة لبي بي سي إن مصر جعلت التنمية إحدى وسائل محاربة الإرهاب.

وردا علي سؤال حول متى ستعود الحياة إلى طبيعتها فى شمال سيناء، يقول عكاشة إن المنطقة “مازالت تعد منطقة استثنائية”، مضيفا أن الإجراءات الأمنية خففت إلي حد كبير، وأصبح حظر التجوال فى أضيق الحدود. وأوضح أن زيارة الوفد الأمريكي تأتي بعد زيارة نظمتها السلطات المصرية لصحفيين أجانب إلى المنطقة.

ويضيف عكاشة أن الأمر يسير وفق خطة متدرجة من قبل الدولة والأجهزة العاملة علي الأرض، ولكن الطبيعة الجغرافية للمنطقة وقلة عدد السكان بها تجعل الخطوات تسير بخطى أبطأ نحو استعادة الحياة بشكل طبيعي خوفا من عودة التنظيمات مرة أخرى.

وكان عدد من التنظيمات المسلحة فى شمال سيناء، أبرزها ولاية سيناء، الذي كان يسمى في السابق بتنظيم أنصار بيت المقدس، قد أعلن البيعة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية.

المتضرر الأكبر

تضرر كثير من المنازل في الهجمات التي كان يشنها متشددونEPA

تضرر كثير من المنازل في الهجمات التي كان يشنها متشددون

إلا أن “منير فاروق”، وهو اسم مستعار لأحد مواطني مدينة العريش بشمال سيناء، تحدث إلينا عبر الهاتف، يؤكد أن الأمور فى العريش، أكبر مدن شمال سيناء، تبدو غير مستقرة، وأن سبع سنوات من المعارك بين قوات الأمن والمسلحين أثرت بشكل كبير في حياة المدنيين داخل المدينة.

ويقول إن قوات الأمن تمنع دخول أي شخص إلي مناطق شمال سيناء، باستثناء ساكني تلك المناطق، وبعد الاطلاع علي إثبات الشخصية. وفي بعض الأوقات تلقي القبض عليهم والتحقيق معهم.

  • جماعة “ولاية سيناء” تحد يواجه المؤسسة الأمنية في مصر

ويشكو فاروق من منع السلطات دخول بعض المنتجات والسلع، من بينها منتجات لازمة لعملية البناء، وبعض قطع غيار السيارات، وحتي دخول بعض السلع الأخرى، الذي يجب أن يتم وفق تنسيق مع السلطات، وهو ما يؤدي إلى احتكار بعض السلع وارتفاع أسعارها بشكل كبير.

ويضيف فاروق أن عددا كبيرا من أبناء المدينة فقدوا مصادر رزقهم بسبب الإجراءات الأمنية، وأغلقت المنطقة الصناعية تماما، وكذلك يمنع الصيد علي سواحل العريش، موضحا أن الخروج من العريش باتجاه القاهرة يستغرق أضعاف الوقت الطبيعي بسبب وجود أكثر من نقطة تفتيش علي طول الطريق.

ورغم هذه المخاوف فإن هناك تحسنًا علي بعض الأصعدة، حسبما قال.

فقد قلت وتيرة إطلاق النار بشكل عشوائي بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة. صحيح أنه مازال مستمرا، ولكن ليس كما كان. كما أن حظر التجوال خارج مدينة العريش أصبح أيسر مؤخرا.

وأضاف فاروق وآخرون أن المدراس والجامعات تعمل بشكل طبيعي في الفترة الأخيرة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.