وفاة إيمان الغوري: تفاعل واسع يعيد بطلة “أحلام أبو الهنا” إلى الشاشة رغم الغياب #عاجل

لم تكن وفاة الفنانة السورية إيمان الغوري مجرّد خبر عابر، بل تحوّلت إلى موجة حزن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وخارجها، حيث امتلأت الصفحات برسائل وداع ومقاطع من أدوارها، أبرزها شخصية “خيرو” التي ظلت حاضرة في ذاكرة المشاهدين رغم ابتعادها عن الشاشة.
في صباح يوم الثلاثاء 19 أغسطس/آب، غيّب الموت الممثلة السورية إيمان الغوري في مدينة حلب، عن عمر ناهز 57 عاماً، وسط غموض يحيط بأسباب الوفاة التي لم تُعلن رسمياً حتى الآن.
وأعلنت نقابة الفنانين في سوريا خبر الرحيل عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، قائلة في بيان النعي: “تعازينا القلبية بوفاة الزميلة الفنانة القديرة إيمان الغوري.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
عرفها الجمهور العربي بموهبتها الفريدة وأدوارها الكوميدية والاجتماعية التي تركت أثراً دائماً في ذاكرة المشاهدين.
https://twitter.com/i_classic__/status/1957884543588843633?t=A2qodWXa4JTJsClu9Tk98A&s=19
من هي إيمان الغوري؟
إيمان الغوري ممثلة سورية ولدت في الرياض في المملكة العربية السعودية عام 1968، وتعود جذورها إلى الهجرات القديمة للشركس، ويعود نسبها إلى السلطان قانصوه الغوري.
بدأت إيمان الغوري مشوارها الفني في الرابعة عشرة من عمرها من خلال مسرحية للكاتب فرحان بلبل بعنوان “لا ترهب حد السيف”.
بعد دراستها الثانوية، فكرت في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ولكن لم تتمكن من ذلك، إلا أنها فازت بمنحة بعثة الحكومة السورية إلى موسكو في روسيا لدراسة التمثيل في معهد السينما الحكومي الروسي.
حصلت في عام 1993 على دبلوم تمثيل من “معهد السينما الحكومي” في موسكو، وبعد عودتها انتسبت إلى نقابة الفنانين في حلب، وشاركت في أعمال تلفزيونية وإذاعية.
قالت عنها إحدى صديقاتها في تعليقٍ على خبر وفاتها: “كانت الطالبة الأجنبية الوحيدة في كلية التمثيل السينمائي في ВГИК وكانت متميزة في صفها ومبدعة. روحها المرحة تدخل النفوس دون استئذان بكرت كتير يا إيمان يا حبيبتي”.
“خيرو” نقطة تحوّل في مسيرة الغوري

شاركت إيمان الغوري عام 1996 في المسلسل الكوميدي الساخر “أحلام أبو الهنا” إلى جانب الفنان السوري دريد لحّام، إذ جسّدت شخصية “خيرو”، زوجة أبو الهنا، أو “خرخورة” كما كان يغازلها زوجها في حلقات البرنامج.
برعت إيمان الغوري في تجسيد شخصية “خيرو”، التي ظهرت في المسلسل كامرأة ضخمة البنية، بسيطة الطبع، كثيرة الشجار مع حماتها، وموضع غيرة دائمة من زوجها الذي كثيراً ما يقع في مواقف حرجة بسببها، قبل أن يستنجد بها لإنقاذه.
في إحدى المقابلات التلفزيونية، عبّرت الغوري عن حبها الكبير لهذه الشخصية، مؤكدة أنها لم تشكّل لها عبئاً كما يظن البعض، بل كانت تراها “غيمة فرح” تُضفي البهجة على العمل والمشاهدين.
https://twitter.com/HaithamMos88243/status/1844062831152595000?t=BJjAgrvyHrnZqJIuGYcf1A&s=19
وقد شكّلت “خيرو” نقطة تحوّل في مسيرتها، إذ نالت من خلالها شهرة واسعة، حتى بات الجمهور يناديها باسم الشخصية، رغم مشاركاتها في أعمال درامية بارزة مثل “خان الحرير”، و”يوميات أبو عنتر”، و”قلوب خضراء”، وغيرها من الأعمال التي تركت فيها بصمة مميزة.
الاعتزال والعودة
ابتعدت إيمان الغوري عن عالم الدراما بعد مشاركتها في مسلسل “شو حكينا” عام 2001، دون أن تعلن اعتزالها بشكل رسمي. غابت عن الساحة الفنية نحو 11 عاماً، قبل أن تعود عام 2012 بدور “أم قصي” في مسلسل “الجذور تبقى خضراء”، كما شاركت عام 2014 في المسرحية الكوميدية “حلبي وبيدونة وأمبير”.
وكان من المفترض أن تظهر مجدداً في مسلسل “روزانا” عام 2018، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى رفضها للدور المعروض، ما حال دون مشاركتها في العمل.
وفي تصريحات سابقة، كشفت الغوري أن قرارها بالابتعاد جاء بدافع شخصي، إذ فضّلت التفرغ لتربية ابنها الوحيد، معتبرة أن حبها له فاق حبها للفن، وأرادت أن تعيش تجربة الأمومة بكل تفاصيلها.
https://twitter.com/Reem_30_04/status/1957859648200966568?t=FR7mJEeWt_FHJaE1behptg&s=19
“ضحكة التسعينات”
ما إن أُعلن خبر وفاة الممثلة السورية إيمان الغوري حتى غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والرثاء، حيث عبّر الآلاف من محبيها عن صدمتهم لرحيل من أضحكتهم طويلاً بشخصية “خيرو” الشهيرة في مسلسل “أحلام أبو الهنا”.
استعاد الجمهور مشاهد طريفة ومؤثرة من أعمالها، وكتب كثيرون أن خبر وفاتها أعاد إليهم ذكريات الطفولة و”ضحكة التسعينيات التي لا تُنسى”، فيما وصفها آخرون بأنها كانت “وجه الفرح في زمن صعب”.
https://twitter.com/312343k5678/status/1957806864634114459?t=qe0Os0YLX0qXnMas_kqe6w&s=19
وفي وداعه للممثلة إيمان الغوري، استذكر المخرج السوري هيثم حقي أداءها الاستثنائي في شخصية “صبحية” بمسلسل خان الحرير، وعبّر عن حزنه العميق لرحيلها المبكر، مشيداً بـجرأتها وصدقها الفني، اللذين جعلا من الدور تجربة لا تُنسى وبصمة باقية في الذاكرة.
هذا التفاعل الكبير يعكس مكانة الغوري في الذاكرة الجماعية السورية والعربية، ليس فقط كممثلة كوميدية، بل كأيقونة شكلت حضوراً استثنائياً رغم قلة أعمالها.
- كيف تحايلت الدراما السورية على الرقابة عندما طرحت قضايا من حكم الرئيس المعزول بشار الأسد؟
- لماذا كل هذا التعلّق بمسلسلات رمضان التي أنتجت في الثمانينيات والتسعينيات؟
- من هو حاتم علي الراحل الذي غيّر وجه الدراما السورية؟
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.