BBC

لغز وفاة الطبيبة بان زياد يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق

صورة متداولة للطبيبة النفسية العراقية بان زياد
Social Media
صورة متداولة للطبيبة النفسية العراقية بان زياد

أصدر مجلس القضاء الأعلى العراقي، يوم الاثنين، توضيحاً بشأن قضية الطبيبة النفسية بان زياد، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات حول ملابسات وفاتها.

وُجدت جثة الطبيبة بان في منزل أسرتها بمحافظة البصرة، مع وجود جروح قطعية في الساعدين الأيمن والأيسر، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً قاسية تُظهر جثة ومكان الحادثة.

وقال المركز الإعلامي للمجلس في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية: إن “رئاسة محكمة استئناف البصرة، أرسلت إلى مكتب رئيس المجلس، القرار الخاص بوفاة الطبيبة بان زياد والذي يتضح من خلال حيثيات القرار أن الحادث انتحار”.

وأضاف أنه “تم غلق التحقيق”.

لكن التقرير الطبي الأولي الصادر عن المستشفى الذي أودع فيه الجثمان، كشف وجود آثار خنق على الرقبة، وجرح باليدين بشكل طولي وعميق حتى ظهور العظم في الذراع، وهو ما دفع أطباء للقول إن هذه العلامات لا تتطابق مع فرضية الانتحار.

كما نُشرت على القناة الرابعة العراقية، صوراً لجثة الطبيبة بها آثار كدمات وجروح عميقة، وهو ما أثار حفيظة البعض ودفع كثيرين إلى التشكيك في الرواية الرسمية التي تبنتها أسرتها والحكومة.

https://www.youtube.com/watch?v=Ous2sReNL-I

وما إن صدر هذا التوضيح حتى توسعت دائرة الجدل، وسط تشكيك بأن ما حصل مع الطبيبة بان هو “عملية قتل وليست انتحاراً” كما يدعي البعض.

وأرفقت وكالة الأنباء العراقية تقريراً يحتوي على تفاصيل قرار المجلس من عدة صفحات، تتضمن نتيجة فحوصات وتحقيقات بناء على أدلة جنائية.

وجاء في إحدى نقاط التقرير أقوال والد ووالدة الطبيبة بان، قالا فيه: “الحادث الذي تعرضت له ابنتهما (بان) هو انتحار جاء نتيجة لضغوط نفسية قاهرة كانت تعاني منها وليس حادثاً جنائياً (قتل)”.

وقد أكّد أقوال الوالدين “شهود الحادث”، وهم: شقيقتها، خالها، زوجة خالها، ابن خالها، شهود من الأطباء، والمتهم المفرج عنه شقيقها، وأكدوا جميعا أن الحادث انتحار وليس جنائيا، وفق التقرير.

ولم يطلب الأهل، وفق التقرير، الشكوى بحق أحد.

https://twitter.com/S3Alkenani/status/1955822708299604182?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1955822708299604182%7Ctwgr%5E7844ff7e20d48dafb56ae4d6fdd9a069aa875cfc%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Faawsat.com%2FD8A7D984D8B9D8A7D984D985-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98A%2FD8A7D984D985D8B4D8B1D982-D8A7D984D8B9D8B1D8A8D98A%2F5176440-D8A7D984D982D8B6D8A7D8A1-D8A7D984D8B9D8B1D8A7D982D98A-D98AD8ADD8B3D985-D8ACD8AFD984D8A7D98B-D8A7D8B3D8AAD985D8B1-D8A3D8B3D8A8D988D8B9D98AD986-D8ADD988D984-D988D981D8A7D8A9-D8B7D8A8D98AD8A8D8A9-D8A7D984D8A8D8B5D8B1D8A9

وتناقلت العديد من الحسابات والأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يُقال إنه رواية لأحد زملاء الطبيبة بان، والتي يقول فيها إن “بان، بروحها وبطموحها الذي لا يعرف حدوداً .. كانت تشارك زملاءها أفكارها، وقراءاتها..وقد افتتحت عيادتها الخاصة في العباسية، وشاركتنا حتى تفاصيل ديكورها”.

وأضاف أن الطبيبة بان “كسبت ثقة أستاذها وأبيها الروحي، الطبيب عقيل الصباغ، فأسند إليها علاج مرضاه ومتابعتهم حتى قبل افتتاح عيادتها… وهي ثقة لا ينالها إلا من كان أهلاً لها”، بحسب وصفه.

https://twitter.com/AlyamaAr/status/1956473748149666135

وذهب البعض بالقول إن “الشعب هو من يجمع الأدلة الجنائية للدولة، والدولة تكذّب الأدلة وترفضها”، فيما قال آخرون إن “من يرى ملابسات وصور الحادث ويقول إنها انتحار، فهو يقتل الحقيقة”.

بدوره، قال المجلس الأعلى للمرأة العراقية، في بيان إن “القضاء العراقي سيقوم بدوره بكل شفافية وعدالة لإنصاف الطبيبة بان زياد”، مشيرا إلى أن الحداث “أثار استنكاراً واسعاً ومطالبات بضرورة كشف الحقيقة كاملة للرأي العام”.

https://twitter.com/HajarKhamenai/status/1957404597447749658

ولقيت هذه الحادثة اهتماماً حكومياً كبيراً أيضاً، حيث أكد مصدر حكومي عراقي، في وقت سابق، متابعة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شخصياً مع القضاء العراقي ملف الطبيبة بان زياد وملابسات وفاتها، مشيراً إلى أن لجنة تحقيق مختصة توجد في البصرة منذ يوم الحادث.

كما وجه وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، بإرسال لجنة تحقيق من مقر الوزارة إلى محافظة البصرة لمتابعة مجريات التحقيق وضمان سلامته في ملابسات وفاة الطبيبة بان زياد.

https://twitter.com/sadeqatyia/status/1957351079621923232

في المقابل، أبدى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ثقتهم بقرار مجلس القضاء الأعلى العراقي حول ملابسات وفاة الطبيبة، وأن ما حدث معها هو “انتحار”.

وشهدت الأيام الماضية خروج مظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى، تطالب بإجراء تحقيق عادل وشفاف حول ملابسات حادث وفاة بان زياد.

https://twitter.com/osaIraq/status/1957149219720183866

وأيد البعض ما تتضمنته التغريدات التي تتحدث عن “نزاهة القضاء” في العراق، مؤكدين أن الجميع يلجأون إلى القضاء في العراق في أي حادثة، سواء كانت قتل أو غيرها، ومحذرين في ذات الوقت مما وصفوه بـ “حملة تهدف إلى إثارة الفوضى”.

لغز وفاة الطبيبة بان زياد يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button