“صواريخ توماهوك الأمريكية يمكن أن تكون قوة سلام” – وول ستريت جورنال

في جولة الصحف اليوم نستعرض ثلاثة مقالات تحاول بدورِها الإجابة عن ثلاثة تساؤلات رئيسية هي: كيف يمكن لصواريخ توماهوك بعيدة المدى الأمريكية أن تكون قوّة سلام؟؛ وكيف خرج نتنياهو من حرب غزة أقوى ممّا دخلها؟ وأخيراً: مَن يضحك أكثر في موسم الرياض الترفيهي؟
نستهل جولتنا من وول ستريت جورنال، وافتتاحية بعنوان: “زوِّد أوكرانيا بصواريخ توماهوك، يا سيادة الرئيس”.
قالت الصحيفة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب لم يحسِم موقفه بعدُ من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك كروز بعيدة المدى، التي تحسِب روسيا لها حساباً كما يبدو.
ورأت الصحيفة أنّ مصلحة الولايات المتحدة في الدفع إلى سلام مستدام في أوكرانيا تتفوّق بكثير على أيّ أخطار قد تكتنف إرسال تلك الصواريخ التي يتجاوز مداها ألف ميل.
وعزتْ وول ستريت جورنال تردُّد ترامب إلى أمرين، أوّلهما خشية التصعيد إزاء دولة نووية – لكنّ روسيا تضرب أوكرانيا بصواريخ كروز وصواريخ باليستية منذ سنوات، كما أنه لا شيء تصعيديّ في الردّ على الصواريخ بمثلها.
ونبهت الصحيفة إلى أن صواريخ توماهوك يمكن أن تكون قوة سلام؛ بالحدّ من قدرة بوتين على الاستمرار في حربه الطاحنة.
وقالت وول ستريت جورنال إن الصواريخ بعيدة المدى ستزيد من كفاءة أوكرانيا القتالية؛ فلن تظل مكتفية بالتصدّي لمئات المسيّرات، بل قد تقصف هي المصْنع الذي ينتج تلك المسيّرات في روسيا.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن حديث بوتين على مدى ثلاث سنوات عن التهديد النووي لإثناء الولايات المتحدة عن تزويد أوكرانيا بهذا السلاح أو ذاك، إنما هو محض “تهديد أجوف”.
الأمر الثاني الذي عزتْ إليه وول ستريت جورنال تردُّد ترامب، يتعلق بالمخزون الأمريكي من السلاح. ورأت الصحيفة أن تكديس صواريخ كروز لحرب أخرى، ربما تأتي وربما لا، مِن شأنه أن يدعو إلى مزيد من الصراع أكثر من دعوته إلى السلام.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الصين تدعم روسيا، سواء بشراء النفط أو بالرقائق التي تدخل في تصنيع الأسلحة؛ كما أن الولايات المتحدة لن تخيف الصين بما تكدّسه من صواريخ توماهوك إذا هي بدتْ خائفة حتى من مجرّد الدفاع عن مصالحها في أوروبا، وفقاً للصحيفة.
“نتنياهو خرج من الحرب أقوى ممّا دخلها”
ننتقل إلى الأوبزرفر البريطانية ومقال بعنوان: “نتنياهو يتهرّب من دفْع فاتورة السابع من أكتوبر”، بقلم رُوث ميكائيلسون.
وقالت ميكائيلسون إنّ استعادة 20 رهينة على قيد الحياة وإعلان دونالد ترامب أن “الحرب انتهت” تُعدّ بمثابة نقطة تحوّل؛ وبينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “النضال لم ينتهِ بعد”، فإنّ كثيراً من عموم الإسرائيليين يأملون بشِدّة أنْ تؤرّخ هذه اللحظة للنصر في المعركة.
ونبّهتْ الكاتبة إلى أن نهاية هذه الحرب كان متوقعاً أنْ تؤرّخ للبدء في محاسبة نتنياهو، فضلاً عن المطالبة بانتخابات مبكرة؛ لكن جميع الشواهد تشير إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي صاحبَ المدّة الأطول في منصبه مرشّحٌ للنجاة من هذه المحاسبة، وأنه خرج من هذه الحرب أقوى مما دخلها – ولسوف يفوز مجدداً.
وأشارت صاحبة المقال إلى أن نَجم نتنياهو سياسياً كان قد بدا أنه داخلٌ في مرحلة أفولٍ لا مفرّ منها، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولفتت الكاتبة إلى أنه في غضون السنتين الماضيتين استقال كل المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا في مناصبهم يوم هجوم السابع من أكتوبر، باستثناء نتنياهو – ظلّ في منصبه.
ونوّهت ميكائيلسون إلى أن نتنياهو ليس محتاجا إلى تأمين أغلبية للفوز في انتخابات، مشيرة إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه يحوز على حوالي رُبع عدد مقاعد الكنيست، بما يسمح لنتنياهو بقيادة الائتلاف اليميني الأقصى تطرفاً في تاريخ إسرائيل.
ولفتت صاحبة المقال إلى أن النظام الانتخابي القائم على بناء ائتلافات يعني أن نتنياهو ليس في حاجة إلى أكثر من تأمين مشاركة قاعدته الانتخابية في التصويت في الانتخابات المتوقعة بعد نحو عام من الآن.
كيف تنازل الفنانون الكوميديون عن مبادئ أساسية في موسم الرياض الترفيهي؟
ونختتم جولتنا من التايمز البريطانية، ومقال بعنوان: “مَن يضحك أكثر في موسم الرياض الترفيهي؟”، بقلم سارة ديتوم.
واستهلتْ سارة بتعريف لماهية الفنان الكوميدي وضعه الأمريكي الراحل بيل هيكس مفاده أن الكوميديان هو “لهيب – يشبه الإله شيفا المُحطِّم (في الثقافة الهندوسية)- الذي يحطّم الأوثان أياً كانت”.
ولفتت الكاتبة إلى موسم الرياض الترفيهي الذي أقفل أبوابه في وقت سابق من الشهر الجاري، مشيرة إلى أنّ عدداً من الفنانين الكوميديين (معظمهم أمريكيون لكنّ بينهم بريطانيين مثل جيمي كار وأوميد جليلي) قدّموا عروضاً “على هوى الحكومة السعودية” – وهي “مؤسسة ليس معروفاً عنها السرور برؤية مشاهد الإطاحة بالأوثان وتحدّي الثوابت”، على حدّ تعبير الكاتبة.
ورأت سارة ديتوم أن السعودية استثمرتْ بسخاء في إقامة عروض رياضية وترفيهية رفيعة المستوى، وأنفقتْ أموالا طائلة لاجتذاب نجوم كرة القدم والتنس والألعاب الإلكترونية.
“لكنها رغم ذلك لا تزال أمّة قمعية، يدفع فيها المعارضون أرواحهم ثمناً لآرائهم”، بحسب الكاتبة التي أشارت إلى الصحفي المعارض جمال خاشقجي الذي تمّ تصفيته في القنصلية السعودية باسطنبول في عام 2018.
ولفتت صاحبة المقال إلى أن مُقدّمي العروض الكوميدية، قبل أن يقفوا على المسرح في موسم الرياض الترفيهي، “يضطرون إلى التوقيع على تعهُّدات بعدم التهكّم – سواء على السعودية نفسها أو على “أيّ دين أو طقس دينيّ أو شخصيّة دينية”.
وأشارت سارة إلى أنّ الالتزام بهذا التعهّد، يٌكافأ عليه مقدّمو العروض الكوميدية بسخاء؛ وقد كشف أحدهم أنّ أجره في الموسم تجاوز 500 ألف دولار.
وتساءلت الكاتبة “كيف يقبل فنانون، يعرّفون عن أنفسهم بأنهم يرفضون قيود الرقابة، بتقديم عروض تخضع لرقابة حكومة ثيوقراطية؟”
ورصدت سارة ما قاله الكوميديان الأمريكي ديف شبيل عن موسم الرياض الترفيهي من أن “الحديث في السعودية أيسر منه في الولايات المتحدة … الآن في أمريكا، يقولون إذا تحدّثتَ عن تشارلي كيرك، فسوف يُلغى العرض الذي تقدّمه … أمّا في الرياض، فمِثل هذا التهديد كفيل بأن يستدعي ردّ فِعل مضاد”.
وعلّقت الكاتبة بالقول: “حسناً، إذَنْ قُل شيئاً عن محمد بن سلمان”.
واستدركتْ سارة بالقول إن الفن الكوميدي شهد وقتاً عصيباً على مدى العقدين الأخيرين في أوروبا والولايات المتحدة، لكنْ تجدر الإشارة إلى أن الكوميديا على التاريخ مرّتْ بفترات أكثر صعوبة.
ونبّهت الكاتبة إلى أن رسالة الفنان الكوميدي لا تزال كما هي أبداً: “الإضحاك وليس التفلسُف”، قائلة إن عروض موسم الرياض “الغريبة تُظهر أنّ بعض الكوميديين تنازلوا حتى عن المبدء الأساسي الذي يجمع بينهم – وهو الحق في قول أيّ شيء دونما عقاب”.
- بعد عامين من حرب غزة: ما الذي حققه كل من حماس ونتانياهو؟
- حفل “جوي أورد” لصناع الترفيه يشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي
- هل ستحظى أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” الأمريكية؟
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.