BBC

خبراء في غزة يعكفون على التعرف على هويات 90 جثة سلمتها إسرائيل #عاجل

نقل كيس به جثة في مستشفة فلسطيني في غزة
BBC
يقول مسؤولون فلسطينيون إن من الصعب التعرف على الجثث عندما تكون مرفقة فقط بأكواد وأرقام على الأكياس دون أي معلومات

قال مسؤول صحي رفيع المستوى في غزة، إن لجنة متخصصة تعمل على تحديد هوية جثث 90 فلسطينياً سلّمتهم إسرائيل في إطار صفقة تبادل مع حركة حماس مقابل رهائن إسرائيليين متوفين.

ونُشرت صور وجوه الضحايا، إلى جانب علامات مميزة ومتعلقات شخصية عبر الإنترنت لمساعدة الأسر في التعرف على أقاربهم المفقودين.

وما يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجثث، التي تم حفظها في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، لفلسطينيين قضوا داخل غزة أو أثناء احتجازهم لدى السلطات الإسرائيلية.

وذكر أحد أعضاء اللجنة أن المجموعة الأولى التي تضم 45 جثة، والتي وصلت الثلاثاء الماضي، أظهرت “أدلة واضحة على التعذيب وعلامات تشير إلى الإعدام”.

وطلبت بي بي سي تعليقاً رسمياً من الجيش الإسرائيلي ووزارة العدل الإسرائيلية بشأن هذه الادعاءات.

وأظهرت لقطات مصورة التقطها صحفي مستقل، يعمل لصالح بي بي سي، داخل مشرحة مستشفى ناصر، جثة رجل معصوب العينين في حين بدت على جثة أخرى آثار قيود حول المعصمين والكاحلين.

من جانبها، نفت الحكومة الإسرائيلية في وقتٍ سابقٍ الاتهامات المتعلقة بسوء المعاملة والتعذيب الممنهج للمعتقلين، مؤكدةً أن قواتها تعمل وفقاً للقانون الدولي.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس، وافقت إسرائيل على تسليم جثث 15 فلسطينياً مقابل كل رهينة إسرائيلي متوفى.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم حتى الآن استعادة رفات ستة رهائن إسرائيليين من غزة. كما تم تسليم جثمان رهينة آخر يحمل الجنسية النيبالية، إلى جانب جثة شخص آخر لم يكن ضمن قائمة الرهائن.

ودعت إسرائيل حركة حماس إلى “بذل كل الجهود اللازمة” لاستعادة جثث 21 رهينة متوفى لا يزال مصيرهم مجهولاً، وذلك وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.

وكانت حماس قد سلمت الاثنين الماضي، آخر مجموعة من الرهائن الأحياء، وعددهم 20 شخصاً في إطار صفقة تبادل شملت إطلاق سراح 250 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1718 معتقلاً من قطاع غزة.

وسلمت السلطات الإسرائيلية الاثنين، الماضي 45 جثة لفلسطينيين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ثم سلمت دفعة أخرى تضم 45 جثة يوم الأربعاء الماضي. ونُقلت هذا الرفات إلى مستشفى ناصر في خان يونس عبر اللجنة الدولية.

وقال محمد زقوت، المدير العام للمستشفيات في وزارة الصحة في قطاع غزة، لوسائل إعلام أمام المستشفى الثلاثاء الماضي، إن المجموعة الأولى من الجثث كانت محفوظة في ثلاجات لدى السلطات الإسرائيلية، مضيفاً: “بعضها يمكن التعرف عليه بوضوح، بينما يصعب تحديد هوية البعض الآخر”.

وأضاف: “بمجرد تأكيد الهوية، سننشر الأسماء حتى تتمكن الأُسر من الحضور للتعرف على أحبائهم ودفنهم”.

وأشار زقوت إلى أن اللجنة المكلفة بتحديد الهويات لم تتلق حتى الآن أي معلومات تساعدها في عملها، مثل أسماء الضحايا أو ظروف وفاتهم.

وقال أحد أعضاء اللجنة المختصة بتحديد هوية الجثث: “ما استلمناه هو عبارة عن جثث تحمل رموزاً وأرقاماً فقط. لكننا تلقينا وعوداً بالحصول على الأسماء، ونحن بانتظار توضيحات إضافية من زملائنا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

شاحنة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر تصل إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي تحمل جثامين فلسطينيين أعادتهم إسرائيل، وذلك بتاريخ 14 أكتوبر 2025.
Reuters
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تقدم إرشادات فنية للسلطات المحلية المسؤولة عن تحديد هوية الجثث.

وصرح سامح حماد، عضو اللجنة، الأربعاء الماضي أن المجموعة الثانية التي تضم 45 جثة سيكون “التعرف عليها بالغ الصعوبة، إذ أن معظمها في حالة تحلل شديد”.

وأضاف: “الجثث التي تسلمناها أمس تحمل علامات واضحة على التشويه، وقد لاحظنا ذلك بأنفسنا: هناك أيادي وأقدام مقيدة، أدلة واضحة على التعذيب، وعلامات تشير إلى الإعدام”.

وتابع: “رصدنا وجود علامات حول أعناق بعض الجثث – حبل مربوط حول عنق أحدهم – وقد تم توثيق ذلك وتصويره”.

وفي بيان لها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقها “تتخذ إجراءات لضمان التعامل مع الجثث باحترام، بما في ذلك توفير أكياس حفظ الموتى، ومركبات مبردة، ونشر طواقم إضافية لتسهيل هذه العملية”.

وأضاف البيان أن “الجهات الصحية والجنائية المحلية هي المسؤولة عن تحديد هوية الجثث، فيما تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إرشادات فنية عند الحاجة”.

يذكر أن النظام الصحي في غزة يعاني من دمار واسع نتيجة الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحماس، ويفتقر إلى المعدات المتخصصة اللازمة لتحديد الهوية، مثل تقنيات تحليل الحمض النووي.

رسمية قديح تقف خارج مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 14 أكتوبر 2025.
BBC
قالت رسمية قديح إنها تبحث عن ابنها فادي، الذي فُقد منذ بداية الحرب.

ومن بين الحاضرين أمام مستشفى ناصر الثلاثاء، رسمية قديح من بلدة خزاعة شرق خان يونس.

كانت رسمية تبحث عن ابنها فادي، 36 سنة، والذي فُقد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما شنت إسرائيل الحملة العسكرية في غزة رداً على هجوم قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخصاً واحتجاز 251 رهينة.

ومنذ ذلك التاريخ، قُتل ما لا يقل عن 67,938 شخصاً في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

قالت رسمية: “لا أعرف إن كان قد اعتُقل أو استُشهد. تواصلت مع الجميع، ولم يخبرني أحد بأي شيء”.

وأضافت: “كلما أُطلق سراح سجين أو معتقل، أسألهم: هل رأيتم فادي؟ هل هو سجين؟ شهيد؟ مفقود؟ ويجيبون بالنفي. كل من في سجن النقب يقول إنه لم يسمع بهذا الاسم. كل واحد يروي لي شيئاً مختلفاً”.

وأوضحت أن الانتظار لمعرفة مصير ابنها هو أصعب ما مرت به في حياتها، قائلةً: “لست غاضبة، فقط أريد أن أعرف إن كان ابني بينهم. وإن لم يكن، وإن لم يجدوه بين هؤلاء الشهداء، فسوف تكون صدمة كبيرة”.

وتابعت: “إذا اتضح شيء ما، سنتعرف عليه. ساق ابني مبتورة، ويعاني من البُهاق…شعره أبيض. سأعرفه”.

ولا تزال أعداد الجثث الفلسطينية التي تحتفظ بها إسرائيل غير واضحة. وأفادت “الحملة الوطنية لاستعادة جثامين الشهداء”، وهي مجموعة فلسطينية غير حكومية، الأسبوع الماضي أن إسرائيل تحتفظ برفات ما لا يقل عن 735 شخصاً، بينهم 99 من غزة، في مشارحها أو مقابرها.

كما نقلت الحملة عن تقارير إعلامية إسرائيلية من العام الماضي أن إسرائيل تحتفظ بجثث نحو 1500 من مقاتلي حماس في قاعدة سديه تيمن العسكرية.

خبراء في غزة يعكفون على التعرف على هويات 90 جثة سلمتها إسرائيل #عاجل

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى