إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي تمهيداً لـ “السيطرة” على مدينة غزة، وترقب لرد إسرائيلي رسمي بشأن مقترح الهدنة

أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي، الأربعاء، خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيداً لتنفيذ العملية، فيما يُنتظر أن ترد إسرائيل بشكل رسمي على مقترح الهدنة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأقرت الحكومة الأمنية الإسرائيلية في مطلع أغسطس/آب خطة للسيطرة على مدينة غزة، وتوسيع العمليات للإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
- مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة “السيطرة الكاملة على غزة”، فما تفاصيلها؟
- ما مدى واقعية خطة نتانياهو بتوسيع نطاق الحرب في غزة لهزيمة حماس؟
وقالت وزارة الدفاع إنّ الوزير يسرائيل كاتس “أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة”، ووافق “على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة”.
كما وافق كاتس على “الاستعدادات الإنسانية لإجلاء” السكان من مدينة غزة.
وتُعرض الخطة، الخميس، على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للمصادقة النهائية.
وتنص الخطة على مشاركة خمس فرق عسكرية واثنتي عشرة كتيبة قتالية، مع تجنيد 60 ألف جندي احتياط وتمديد الخدمة الإلزامية للجنود من ثلاثين إلى أربعين يوماً، ليصل العدد الكلي لجنود الاحتياط في الخدمة الفعلية إلى 130 ألفاً.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحافية الأربعاء: “سننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حالياً المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس”.
وذكرت البطريركية اللاتينية-القدس، التي تشرف على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة والواقعة في مدينة غزة، أنها أُبلغت بأن الأحياء المجاورة لها تلقت إخطارات بالإخلاء.
ويقول فلسطينيون من مدينة غزة إن القوات الإسرائيلية شنت بالفعل قصفاً عنيفاً على أجزاء من مدينة غزة، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات من المدينة.
ونزح معظم سكان غزة عدة مرات وأُجبروا على التوجه إلى مناطق مكتظة على ساحل البحر المتوسط، من بينها مدينة غزة.
هجوم قرب خان يونس

وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أحياء في شرق مدينة غزة خلال الليل، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل.
وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة (حماس)، عن هجوم على موقع إسرائيلي جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
واستُهدفت في الهجوم، دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4″، ومنازل يتحصن بداخلها جنود إسرائيليون، وفجر مسلح فلسطيني نفسه في جنود و”أوقعهم بين قتيل وجريح”، وفق بيان كتائب القسام.
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن 15 فلسطينياً شنوا هجوماً على موقع تابع لقوات من لواء كفير في منطقة خان يونس.
وتحدث الجيش عن “تصفية نحو عشرة” مسلحين في اشتباك وجهاً لوجه وبمساندة جوية، وإصابة عسكري من كتيبة نحشون (90) التابعة للواء كفير بجروح خطيرة، بالإضافة إلى جنديين آخرين بجروح طفيفة.
“أولويات نتنياهو تغيّرت”
وطالبت مصر إسرائيل بقبول مقترح الوسطاء الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، الذي وافقت عليه حركة حماس.
ودعا بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء إلى إحياء مسار التسوية الشاملة على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن الخمسين (الأحياء والأموات) المحتجزين في غزة، مما يُثير الشكوك حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.
وأضاف المسؤول أن موقف إسرائيل “يتوافق مع المبادئ التي وضعها مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) لإنهاء الحرب”، دون أن يرفض صراحةً خطة الوسيطين قطر ومصر.
وصرّح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، لبي بي سي، بأن أولويات رئيس الوزراء نتنياهو تغيّرت منذ اتفاق وقف إطلاق النار السابق، وهو يصر على ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن “مصادر مصرية رفيعة المستوى”، نفيها “ما ورد في وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود مقترح مصري بنقل سلاح حركة حماس لمصر”.
وأضافت المصادر، وفق القناة، أن المقترح الذي قدّمته مصر وقطر ووافقت عليه حماس يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع البدء بالتفاوض بشأن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في اليوم الأول من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن تسليم 10 رهائن أحياء وجثث 18 رهينة، في الوقت الذي يتفاوض فيه الجانبان على وقف إطلاق نار دائم وإعادة الرهائن الآخرين.
وتعتقد إسرائيل أن 20 فقط من أصل 50 رهينة ما زالوا على قيد الحياة بعد 22 شهراً من الحرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، للصحفيين في الدوحة يوم الثلاثاء إن المقترح مشابه بنسبة “98 في المئة” للمقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في يونيو/حزيران.
وصرح مسؤول فلسطيني لبي بي سي أن الاقتراح المصري والقطري ينص على أن تفرج حماس عن ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول، واثنين آخرين في اليوم الخمسين. وتسليم جثث خمس رهائن في اليوم السابع، وخمس جثث أخرى في اليوم الثلاثين، وثماني جثث أخرى في اليوم الستين.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل ستفرج في المقابل عن 1500 معتقل من غزة، بالإضافة إلى 150 سجيناً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و50 آخرين يقضون فترات أطول من 15 عاماً.
وأضاف المسؤول أن القوات الإسرائيلية ستنسحب أيضاً إلى مناطق في غزة تقع على بُعد 800 متر و1.2 كيلومتر من الحدود مع إسرائيل خلال الهدنة، لكنها ستبقى متمركزة في ممري موراج وفيلادلفيا العسكريين جنوب القطاع.
- “أنا يا ماما سأموت مثل جوري؟”، الطفلة جنى جائعة وتخشى أن تلقى مصير شقيقتها في قطاع غزة
- تقرير أممي يحذر إسرائيل وروسيا من احتمال إدراج جنودهما على قائمة المشتبهين بارتكاب “عنف جنسي”
- إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.