BBC

أفضل الطرق لـ”تحييد” حزب الله في لبنان؟ – مقال في فايننشال

أشخاص يسيرون في شارع في لبنان وعلم لبناني.
Reuters
تحاول الحكومة اللبنانية توطيد سُلطتها والدفاع عن الدولة.

في جولة الصحف اليوم نستعرض عدداً من الموضوعات على عدة أصعدة، بداية من الشرق الأوسط ومقال عن “حزب الله”، وكيف يمكن تحييده لصالح الدولة اللبنانية؛ ثم نتحوّل إلى الغرب ومقال عن “معاناة اللاجئين” والمهاجرين في بريطانيا؛ قبل أن نختتم الجولة من الولايات المتحدة بمقال عن “الحياة الطيبة”- هل توجَد، وكيف يمكن الوصول إليها؟

نستهل جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ومقال بعنوان “حزب الله ليس الجيش الجمهوري الأيرلندي”، للكاتبة كيم غطاس.

ورأت كيم أن التوقعات بانضمام لبنان قريباً إلى اتفاقات أبراهام، أو بتطبيع السعودية مع إسرائيل، تعكس قصور أصحابها في فَهم حقيقة الوضع في المنطقة وفي معرفة الأطراف المؤثرة فيه.

واستدركتْ الكاتبة بالقول إنه صحيحٌ أنّ ثمة تغييرات كبيرة تشهدها المنطقة، ومنها تراجُع القوة العسكرية لحزب الله بشكل كبير، وانعزاله سياسياً داخل لبنان، وانقطاع الطريق الذي كان يتلقّى عبره الإمدادات بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.

ولفتت كيم إلى أن الحكومة اللبنانية، في سابقةٍ تاريخية، صوّتتْ مطلع أغسطس/آب الجاري لصالح نزع سلاح الحزب، كما أمرت الجيش بوضع خطة- وذلك كله وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

ونبّهت الكاتبة إلى أن إيران لا تزال تعتبر حزب الله “سلاحاً هاماً” في ترسانتها يمكن أن تستخدمه في مواجهة أخرى متوقَّعة مع إسرائيل.

وقالت كيم غطاس إن حزب الله، رغم اغتيال معظم قياداته، عاد مُجدداً إلى حضن طهران؛ وما لم تصبح إيران نفسها طرفاً في تفاهُم إقليميّ مع إسرائيل، لن يكون بإمكان حزب الله أن يُبرم اتفاقه الخاص مع الدولة اللبنانية فيما يتعلق بالنزع الكامل لسلاحه – وإلى أنْ يحدث ذلك، فهناك الكثير مما يمكن القيام به.

وأشارت كيم إلى شروع الجيش اللبناني في مصادرة أسلحة حزب الله الثقيلة، وتفكيك بِنيته التحتية جنوب نهر الليطاني، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار المبرَم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ورأت الكاتبة أن ثمة طريق أفضل من ذلك يمكن للدولة اللبنانية أن تسلكه، وهو: ممارسة ضغوط مالية وقضائية لتضييق الخناق على حزب الله، بحيث لا يعود يستطيع المناورة.

وثمة شيء أكثر جدوى وأكبر تأثيراً من كل ذلك، بحسب صاحبة المقال، ويتمثل في تقديم الخدمات للشيعة اللبنانيين، وسحْب البساط من تحت قدم حزب الله في هذا الصدد.

ولطالما استندت شرعية الحزب على إقناع المجتمع بأنه وحده القادر على تقديم تلك الخدمات إليهم، فضلاً عن حمايتهم، بحسب الكاتبة التي رأت أنّ تقديم الحكومة كبديل للحزب على هذا الصعيد سيكون صعباً، لا سيما في ظل الهجمات الإسرائيلية المنتظمة على لبنان، وفي ظل احتلال إسرائيل لخمس نقاط على الجانب اللبناني من الحدود.

واختتمت الكاتبة بالقول إنه “بينما تحاول الحكومة اللبنانية توطيد أركان سُلطتها والدفاع عن الدولة، فإنه يقع على كاهل إسرائيل أنْ تساعد في البرهنة على أن سلاح حزب الله لم يعُد ذا فائدة”.

“العنصرية تشهد ازدهاراً في بريطانيا”

وإلى الغارديان البريطانية، حيث نطالع مقالاً بعنوان: “أنا لاجئ شرعي في بريطانيا. فلماذا ألقى معاملة المجرمين؟”، للكاتب أيمن الحسين.

وقال الحسين، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 31 عاماً، إنه لا يكاد يمرّ يوم دون إهانة جديدة يتلقاها طالبو اللجوء واللاجئون في بريطانيا، ما بين وصْفهم بالطُفيليين حيناً والذئاب البشرية حيناً آخر، وبأنهم رجال في سِن القتال ما كان ينبغي أن يغادروا أوطانهم.

“وفي بعض الأحيان، نحنُ ‘غير شرعيين’ وهو الوصف الأكثر إهانة”، وفقاً للحسين، الذي يتساءل: “متى أصبحت النجاة بالحياة جريمة؟”.

ونوّه الكاتب إلى أن الأشخاص الذين يوجّهون تلك الاتهامات للاجئين غالباً ما يكونون بارعين في إيصال أصواتهم للجماهير.

ويتساءل الحسين مجدداً: “كم مرّة جلس معنا أيّ من هؤلاء الذين يرموننا بتلك الاتهامات؟ كم مرّة استمعوا إلى قصصنا؟”.

وقال الكاتب إن الناس لا يقفون على مقدار التعب الذي يكون عليه اللاجئ بعد ما شاهد من أهوال في وطنه اضطرته إلى مغادرة هذا الوطن والنجاة بحياته.

ولفت الحسين إلى أنه رغم كل شيء هناك أشخاص رائعون عاملوه بإنسانية، بدءاً من عناصر في قوات حرس الحدود الفرنسية والبريطانية، لكنّ “هناك أشخاصاً لا يرون في اللاجئين سوى مجرمين”، على حد تعبيره.

وقال الكاتب إنه عند وصوله إلى المملكة المتحدة في عام 2017 ظنّ للوهلة الأولى أنه أخيراً وصل إلى برّ الأمان، لكنّ ذلك الظنّ تبدّد في قسم الشرطة، وفقاً للحسين، الذي أضاف أنه ظلّ مُطالَباً بالمثول إلى القسم بانتظام لمدة تجاوزت عامين للبتّ في قرار منحه حق اللجوء.

“لكن بعيداً عن السلطات، متمثلة في قسم الشرطة، كان المجتمع البريطاني بشكل عام أكثر ترحيباً بنا؛ فكان بإمكاني أن أمشي في شوارع أكثر المدن تنوّعاً وأن أخالط الناس، ولقد قابلت أشخاصاً رائعين طالما جعلوني أشعر أنني واحد منهم”، على حدّ تعبير الحسين.

“لكن كل هذا تغيّر منذ قدّمت الحكومة السابقة خطة رواندا- التي أُلغيت الآن”؛ ليتمّ الزجّ بالبعض في مراكز الاعتقال وليتلقوا تهديدات بالترحيل- وقد كان ذلك شيئاً مرعباً”.

ولفت صاحب المقال إلى أنه ومنذ غيّرت الداخلية البريطانية سياستها في فبراير/شباط الماضي، أصبحت الطلبات التي يتقدّم بها مَن دخلوا البلاد على نحو غير قانوني للحصول على جنسية “يتمّ رفضها بشكل اعتيادي”.

وقال الحسين إن أحد الكوابيس التي أصبحت تقُضّ مضجعه بشكل اعتيادي هو أن يصرخ طلباً للنجدة في وسط شارع ولا أحد يستمع إليه.

ورأى الكاتب أنه وبعد أن عاش سنوات في المملكة المتحدة، أصبح أكثر قدرة على فَهم السياسات، قائلاً إن الناس إنما يرغبون في إلقاء اللوم على طرَفٍ فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي وحالة الخدمات العامة- وبالطبع ليس هناك طرفٌ أسهل في هذا المقام من المهاجرين واللاجئين.

ونوّه الحسين إلى أن معظم اللاجئين يحلمون بالعودة إلى أوطانهم متى كان ذلك آمناً، “فمَهما أفعلْ هنا سيُنظَر إليّ دائماً على أنني مجرم وسأظلّ مهدَّداً بالترحيل، مهما انطوى عليه ذلك من مخاطر على حياتي”.

واختتم الحسين بالقول إن “العنصرية السافرة تشهد ازدهاراً في بريطانيا، وإذا كان الأمر قد بدأ باللاجئين والمهاجرين، فإنه سرعان ما سيطال الآخرين لمجرد أنهم ملوّنون أو لأنهم مختلفون دينياً، أو بسبب توجهم الجنساني. وما لم يتمّ التحرّك الآن فإن الأمور ستسوء”، وفقاً لصاحب المقال.

كيف يمكن أن نحيا حياة طيبة؟

امرأة تتطلع إلى الأفق تعلو وجهها ابتسامة.
Getty Images
الحياة الطيبة هي “حياة سعيدة”، يمكن الوصول إليها عبر السعي وراء الراحة والرضا والفرح أكثر من البحث عن الأحزان.

ونختتم جولتنا من واشنطن بوست الأمريكية، ومقال بعنوان: “هل هناك حياة طيبة؟ الباحثون يجيبون بـ ‘نعم'”، للكاتب ريتشارد سيما.

ويقول سيما إن أكثر من أربعين عاماً من البحث عن معنى الحياة الطيبة وعن كيفية الوصول إليها، تمخضتْ عن جوابين اثنين: الأول هو أن الحياة الطيبة هي “حياة سعيدة”، يمكن الوصول إليها عبر السعي وراء الراحة والرضا والفرح أكثر من البحث عن الأحزان.

أما الجواب الثاني، فهو أن الحياة الطيبة هي “تلك التي يكون لها معنى”، والتي تجري انطلاقاً من هدف يُرجى الوصول إليه، وتكون حافلة بالتواصل في عالم أفضل.

لكن مؤخراً، توصّل الباحثون إلى جواب ثالث، وهو أن الحياة الطيبة هي تلك “الحياة الغنيّة نفسياً”، الحافلة بالتجارب الجديدة، وبالنظرة المتجددة إلى الأشياء والأمور. ولكنها أيضاً حياة حافلة بالتحديات والمصاعب أكثر مما في حالة الحياة السعيدة أو الحياة التي لها معنى.

يقول شيغيهيرو أويشي، الباحث بجامعة شيكاغو: “أردنا حياة أكثر استكشافاً ومغامرةً وإبداعاً من الحياة الطيبة”، كتلك التي يحياها الفنانون والشعراء.

وكان أويشي هو أول مَن وضع تصورّاً للغنى النفسي.

ويرى أويشي أن السعادة تزيد وتنقُص آنياً رَهْنَ الخبرات الجيّدة والسيئة؛ أمّا الغِنى النفسي، فهو مرتبط بكَمّ الخبرات المثيرة التي يمرّ بها الإنسان في رحلة حياته.

وهذه أشياء يمكن اكتسابها من الترحال أو من التعرُّف على أشخاص مختلفين، أو من قراءة الكتب أو من مجابهة ظروف صعبة والتغلُّب عليها.

تقول إرين ويستغيت، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة فلوريدا، إن الحياة الغنيّة نفسياً هي حياة مثيرة تطالبنا بالتخلّي عن مناطق الراحة التي نركن إليها، وبأن نكون على استعداد لتغيير آرائنا.

وتضيف إرين: “ذِهنياً وعاطفياً، ليس من المريح أن يدرك الإنسان خطأ النظرة التي كان ينظر بها إلى العالم أو حتى إلى نفسه”.

ويخلص صاحبُ المقال إلى أن الحيوات الثلاث التي أشرنا إليها (الحياة السعيدة، والحياة التي لها معنى، والحياة الغنيّة نفسياً) يمكن أن يُلخّصها مَن عاشها بعبارة واحدة في نهاية الطريق:

فصاحب الحياة السعيدة سيقول: “لقد كان الأمر مُمتعاً”؛ أمّا صاحب الحياة التي لها معنى فسيقول: “لقد أحدثتُ فارقاً”؛ لكنّ صاحب الحياة الغنيّة نفسياً سيقول: “يا لها من رحلة!”.

أفضل الطرق لـ"تحييد" حزب الله في لبنان؟ - مقال في فايننشال

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button