وزير الخارجية الأمريكي يعرب عن ثقته في توسيع هدنة غزة، و”الصحة العالمية” تحذر من غياب التقدم في إدخال المساعدات
أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الخميس، عن ثقته في الحفاظ على اتفاق الهدنة في قطاع غزة وتوسيعه، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس.
وجاء اللقاء في إطار جولة يجريها الوزير الأمريكي في المنطقة لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ومتابعة تنفيذ التفاهمات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.
وقال روبيو إن “كل يوم سيكون هناك تهديد للهدنة، لكنني أعتقد أننا متقدّمون على الجدول الزمني، ونجاحنا في تجاوز عطلة نهاية الأسبوع الماضية يُعد مؤشراً جيداً”.
وأضاف “إنه اتفاق سلام تاريخي أنجزه الرئيس ترامب، وعلينا الآن أن نضمن استمراره والبناء عليه”.
وكان نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أوضح في ختام زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى إسرائيل أن “لدينا (الولايات المتحدة) مهمة صعبة للغاية هي نزع سلاح حماس وإعادة بناء غزة لتحسين حياة سكانها وضمان ألا تشكّل الحركة تهديداً مجدداً لأصدقائنا في إسرائيل”.
محادثات مصرية فلسطينية مكثفة لتثبيت الهدنة
الخميس، عقد وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، ووفد من حركة فتح برئاسة حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، اجتماعاً في القاهرة لبحث ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، وذلك وفقاً لمصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات لبي بي سي.
وسبق هذا اللقاء اجتماع بين رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء حسن رشاد، ووفد حركة فتح بحسب نفس المصدر.
ووفقاً لقناة القاهرة الإخبارية الممولة من الحكومة المصرية، التقى رشاد اليوم شخصيات فلسطينية من بينها الأمين العام لـ “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” فهد سليمان، والأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، وذلك في إطار السعي لتحقيق التوافق الفلسطيني بشأن تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
وتعمل مصر لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بالتعاون مع قطر وتركيا والولايات المتحدة، في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وافقت عليها إسرائيل وحركة حماس، وأدت في مرحلتها الأولى للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء، وتسليم عدداً من جثث المتوفين.
وينتظر أن تبدأ محادثات المرحلة التانية، والتي ستناقش فيها ملفات متعلقة بمستقبل حكم غزة وتسليم سلاح حركة حماس، وذلك فور انتهاء حركة حماس من تسليم جثامين الرهائن.
“غزة تشبه كارثة هيروشيما”
شبّه توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، المشهد في غزة بعد وقف إطلاق النار بـ”كارثة هيروشيما”.
وقال فليتشر، الذي زار غزة لتقديم المساعدات الإنسانية، إن الشوارع التي كانت مغطاة بالجثث بدأت تُنظف، لكن أميالاً من الأنقاض الملتوية وكتل الخرسانة لا تزال قائمة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وفي مقابلة مع بي بي سي، أضاف أن نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيثبت للجميع “خطأه التام”.
كما أعرب فليتشر عن غضبه بعد أن اتهمته إسرائيل بمعاداة السامية، مشدداً على ضرورة التمييز بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، مشيراً إلى أن عدم محاسبة إسرائيل بنفس معايير الدول الأخرى يمثل، في الواقع، شكلًا من أشكال معاداة السامية.
“الأزمة لم تنتهِ بعد، والاحتياجات هائلة”
وتدرس الولايات المتحدة مقترحاً جديداً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، من شأنه أن يحل محل مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل، وفق نسخة من الخطة اطلعت عليها وكالة رويترز.
وأفاد مسؤولان أمريكيان ومسؤول إنساني مطلع على المقترح بأن هذه الخطة تمثل واحداً من عدة خيارات قيد الدراسة، في إطار جهود واشنطن لتسهيل زيادة إيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني بعد عامين من الحرب.
في السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية الخميس عدم تسجيل أي تقدم يُذكر على صعيد كميات الأغذية التي يُسمح بإدخالها إلى غزة منذ وقف إطلاق النار، أو أي تحسن ملحوظ لناحية الحد من الجوع في القطاع حيث لا يزال الوضع “كارثياً”.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس للصحافيين إن “الوضع لا يزال كارثياً لأن الكميات التي تدخل (غزة) غير كافية”.
وحذّر من أن “الجوع لا يتراجع، بسبب نقص الأغذية” منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول.
وقطعت إسرائيل المساعدات عن قطاع غزة مراراً خلال الحرب، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المزرية، وتسبب ذلك بحسب الأمم المتحدة في مجاعة في أجزاء من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وفيما ينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن ما بين 200 و300 شاحنة فقط تدخل يومياً في المرحلة الحالية قطاع غزة.
وقال إن عدداً كبيراً من الشاحنات التي تدخل غزة حالياً هي مركبات “تجارية”، مشيراً إلى أن الكثير من سكان القطاع يفتقرون إلى الموارد اللازمة لشراء السلع، ما “يقلل من عدد المستفيدين”.
وأشاد غيبرييسوس بصمود وقف إطلاق النار رغم الانتهاكات، لكنه حذّر من أن “الأزمة لم تنتهِ بعد، والاحتياجات هائلة”.
وأضاف “على الرغم من زيادة تدفق المساعدات، إلا أنها لا تزال تمثل جزءاً ضئيلاً فقط من الاحتياجات”.
وتعرّض النظام الصحي في غزة لضربة موجعة خلال الحرب التي استمرت عامين عقب هجمات حماس على مناطق في إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
“استهداف مباشر”
ولا تزال إسرائيل تشنّ بعض الغارات على قطاع غزة، إذ قُتل فلسطينيان، الجمعة، متأثرين بجروحهما جراء قصف إسرائيلي استهدف إحدى مناطق مدينة غزة.
كما أُصيب طفلان بجروح إثر انفجار جسم مشبوه من مخلفات الجيش الإسرائيلي في حي النصر غرب المدينة.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي عدة قذائف شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الخميس، عن مقتل 14 فلسطينياً وإصابة اثنين آخرين خلال يوم واحد.
وأوضحت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي أن فلسطينياً قُتل بـ”استهداف مباشر” من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، فيما انتشلت الكوادر 13 قتيلاً من تحت الأنقاض.
وأضاف البيان أن “عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة بسبب الدمار الكبير في المناطق المستهدفة”.
وبذلك ترتفع حصيلة الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,280 قتيلاً و170,375 إصابة.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنه منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تم تسجيل 89 قتيلاً و317 إصابة، إضافة إلى 449 جثماناً تم انتشالها من بين الأنقاض، موضحة أنه تم إضافة 32 قتيلاً إلى الحصيلة الإجمالية بعد التعرف على جثامينهم.
- بعد عامين من حرب غزة: ما الذي حققه كل من حماس ونتانياهو؟
- “كلهم رحلوا، وبقيت أنا” في غزة: حين تُمحى العائلة بالكامل، ويُكتب لشخص واحد أن يعيش
- ما موقف الرأي العام الأمريكي من إسرائيل بعد عامين من حرب غزة؟
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.