تحذير علمي: فيروس شيكونغونيا يضرب بلا نمط أو إنذار مسبق

كشفت دراسة حديثة عن التحديات الكبيرة التي تواجه الخبراء في التنبؤ بتفشي فيروس شيكونغونيا
والمرض الذي ينقله البعوض يسبب حمى حادة وألماً مزمناً في المفاصل قد يستمر لشهور، ورغم أنه نادراً ما يكون قاتلاً، إلا أنه قد يكون شديد الخطورة على الأطفال حديثي الولادة وكبار السن.
وأجرى الباحثون في جامعة نوتردام الأمريكية تحليلا شاملا لأكثر من 80 تفشيا للفيروس، ليصبح هذا أكبر قاعدة بيانات مقارنة من نوعها تساعد في فهم أنماط المرض وتسهيل تطوير اللقاحات المستقبلية.
وذكر البروفيسور أليكس بيركنز، أحد مؤلفي الدراسة، أن تفشي شيكونغونيا غير قابل للتنبؤ سواء من حيث الحجم أو الشدة، مضيفا: “قد يصيب تفشي واحد بضعة أشخاص فقط، بينما يصيب آخر عشرات الآلاف في ظروف مماثلة. هذا يجعل التخطيط الصحي العام وصناعة اللقاحات أمرا بالغ الصعوبة”.
وأوضح الباحث ألكسندر ماير، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن تحليل التفشيات جميعها معا، بدلا من النظر لكل واحدة بشكل منفصل، ساعد في اكتشاف أنماط محتملة بين التفشيات، رغم استمرار العشوائية في النتائج.
تم التعرف على فيروس شيكونغونيا لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين أصبحت التفشيات أكثر تواترا وانتشارا، لكنها تبقى متفرقة وصعبة التنبؤ، مما يزيد من صعوبة حماية المجتمعات.
وأظهرت الدراسة أن العوامل المناخية مثل الحرارة والأمطار ليست العامل الأكثر تأثيرًا على شدة التفشي، إذ قال بيركنز: “المناخ يساعدنا فقط على تحديد المناطق المحتملة للتفشي، لكن شدة المرض تعتمد على الظروف المحلية مثل جودة المساكن وكثافة البعوض واستجابة المجتمعات”.
تجدر الإشارة إلى أن لقاحين فقط ضد فيروس شيكونغونيا حصلوا على الموافقة التنظيمية حتى الآن، لكنهما غير متاحين على نطاق واسع في المناطق الأكثر تعرضًا للفيروس. وهذا يبرز أهمية الدراسة الكبيرة، التي توفر بيانات دقيقة لتوجيه تجارب اللقاح المستقبلية ومساعدة المسؤولين الصحيين على الاستعداد للتفشيات وحماية الفئات الضعيفة.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.