أسعار الذهب تفاجئ الأسواق وتقفز فوق 4100 دولار عالمياً

شهدت أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية المبكرة قفزة جديدة تجاوزت معها حاجز 4100 دولار للأوقية، في ارتفاع يوصف بأنه “غير عادي” قبل أسابيع قليلة من قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بشأن الفائدة. هذا التحرك السريع أعاد الذهب إلى واجهة المشهد الاقتصادي العالمي، مثيرًا موجة من الأسئلة حول المسار المقبل للمعدن الأصفر، وما إذا كان يتجه بالفعل نحو مستويات قياسية جديدة خلال ديسمبر أو مطلع العام المقبل.
وجاء هذا الارتفاع بدعم مباشر من توقعات قوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض سعر الفائدة الشهر المقبل، وهو عامل تاريخي لطالما منح الذهب زخمًا استثنائيًا باعتباره ملاذًا آمنًا غير مرتبط بالعوائد المباشرة.
سعر الذهب اليوم: أرقام تتجاوز التوقعات
في بيانات افتتاح الأسواق، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.2% ليسجل 4136.59 دولار للأونصة بحلول الساعة 04:54 بتوقيت أبوظبي.
وفي المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتسجل 4134 دولارًا.
هذه الحركة المتباينة بين العقود الفورية والآجلة تعكس حالة ترقّب استثنائية بين المتداولين، خصوصًا مع تزايد شهية الاستثمار في الذهب وسط احتمالات خفض الفائدة بنسبة تصل إلى 84% وفق بيانات منصة “سي إم إي”، بعد أن كانت لا تتجاوز 50% فقط الأسبوع الماضي.
خفض الفائدة الأمريكية… العامل الأكثر تأثيرًا على أسعار الذهب
لماذا يرتفع الذهب عندما تنخفض الفائدة؟
تاريخيًا، يتأثر الذهب بشكل مباشر بقرارات الفيدرالي، فكلما انخفضت الفائدة، فقد الدولار جزءًا من جاذبيته، وارتفع الطلب على الذهب كبديل آمن.
وبحسب خبراء الاقتصاد، فإن الأسواق تتصرف اليوم على أساس “التحضير المسبق” لاحتمال صدور قرار كبير خلال اجتماع ديسمبر، ما يعزز احتمالات استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة.
كما يضيف التوتر السياسي العالمي وعدم وضوح المسار الاقتصادي بعد الانتخابات الأمريكية طبقة إضافية من الضبابية التي عادةً تعزز مكانة الذهب كملاذ يحمي من التقلبات.
الحرب الروسية – الأوكرانية تدخل على خط الأسعار
لم يكن العامل الاقتصادي وحده مؤثرًا في حركة الذهب، فقد شهدت الأسعار تذبذبًا بعد تصريحات لافتة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن فيها استعداد بلاده للمضي قدمًا في إطار عمل مدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وتأتي هذه الإشارات في وقت حساس، خصوصًا مع تغيّر محتمل في الموقف الأمريكي بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتلويحه بإعادة صياغة استراتيجية واشنطن تجاه الحرب.
هذه التطورات تضيف طبقة جديدة من التأثيرات على أسعار الذهب التي تتحسس دائمًا أي تغيير جيوسياسي.
وفي وقت لاحق اليوم، ينتظر المستثمرون صدور تقرير طلبات إعانة البطالة الأمريكية، الذي غالبًا ما يحرك الأسواق ويحدد نبرة توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
تراجع الفضة والمعادن النفيسة الأخرى… صورة السوق ليست موحّدة
رغم قوة الذهب، فإن الصورة في بقية المعادن النفيسة بدت مختلفة تمامًا:
الفضة: تراجعت بنسبة 0.1% إلى 51.36 دولارًا
البلاتين: انخفض بنسبة 1% مسجلًا 1538 دولارًا
البلاديوم: هبط بنسبة 1.1% إلى 1382.24 دولارًا
هذه المؤشرات تؤكد أن الذهب وحده يستفيد من توقعات الفائدة، بينما تتعرض باقي المعادن لضغوط مرتبطة بالنشاط الصناعي العالمي وتراجع الطلب في الأسواق الرئيسية.
هل تستعد الأسواق لمرحلة صعود جديدة؟
يرى محللون أن استمرار توقعات خفض الفائدة سيبقي أسعار الذهب فوق 4000 دولار، وقد يدفعها لاختبار مستويات أعلى، خصوصًا إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية ضعيفة أو إذا شملت تصريحات الفيدرالي إشارات واضحة إلى بداية دورة تخفيف نقدي.
لكن في المقابل، يحذر آخرون من احتمال تصحيح مفاجئ في حال صدرت أرقام اقتصادية قوية تعيد الفيدرالي إلى التشدد، أو في حال تراجع التوتر الجيوسياسي.
المرحلة المقبلة تبدو حساسة، والذهب مرشح ليكون العنوان الأبرز في الأسواق العالمية حتى نهاية العام.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.