إقتصاد

متقاعدو الإدارات العامة يرفعون الصوت: خطوات تصعيدية لتحقيق المطالب المشروعة

متقاعدو الإدارات العامة

متقاعدو الإدارات العامة في قلب المشهد المعيشي

يشكّل متقاعدو الإدارات العامة اليوم محورًا أساسيًا في النقاشات المطلبية والاجتماعية في لبنان، حيث تتزايد تحركاتهم في مواجهة التدهور المعيشي والاقتصادي الذي يطال فئة واسعة من الموظفين السابقين في الإدارات العامة والمصالح المستقلة والمؤسسات الرسمية. وفي خطوة جديدة على طريق تصعيد الضغط، زار وفد من التجمع النقابي والعمالي كلًّا من الخبير النقابي الدكتور غسان صليبي والمستشار الإقليمي في منظمة العمل الدولية الدكتور مصطفى سعيد، لعرض المطالب وبحث آليات العمل المناسبة لضمان حقوق المتقاعدين.

خلفية التحرك وأسباب التصعيد

تأتي تحركات متقاعدو الإدارات العامة نتيجة تراكم الأزمات المالية والاقتصادية، وغياب أي حلول جذرية تضمن الاستقرار المعيشي لهذه الفئة. فالتراجع في قيمة الرواتب التقاعدية، وارتفاع كلفة الرعاية الصحية والدواء، جعل المتقاعدين يعيشون ظروفًا ضاغطة وغير مسبوقة. ومع غياب خطة واضحة من الدولة لإعادة الاعتبار إلى حقوقهم، بدأ التجمع يخطط لتحركات أوسع قد تشمل اعتصامات وفتح قنوات تواصل مع المنظمات الدولية.

لقاء صليبي: إرشاد ودراسة للملف

خلال اللقاء مع الدكتور غسان صليبي، عرض الوفد مجمل المطالب الأساسية التي يسعى متقاعدو الإدارات العامة إلى تحقيقها. وقدّم صليبي بدوره إرشادات عملية حول كيفية تنظيم التحرك النقابي بطريقة مدروسة وفعالة، مع التشديد على أهمية توحيد الخطاب وعدم تشتت الجهود. وأكد أنه سيعمل على دراسة الملف من مختلف الجوانب الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية لتقديم مقاربة شاملة تساعد في صياغة رؤية واضحة تدعم مطالب المتقاعدين.

لقاء منظمة العمل الدولية: مقاربة دولية

أما في الاجتماع مع الدكتور مصطفى سعيد، المستشار الإقليمي للأنشطة العمالية في المكتب الإقليمي للدول العربية – منظمة العمل الدولية، فقد نُوقشت آليات التحرك من زاوية مختلفة، تأخذ في الاعتبار البُعد الدولي وسبل الاستفادة من الخبرات التي يمكن أن توفرها المنظمة. وأعلن سعيد أنه سيكلف فريقًا من الخبراء العاملين في مكتب بيروت بدراسة الملف بشكل معمّق، والبحث في الحلول الممكنة التي تراعي القوانين المحلية والمعايير الدولية.

آفاق التحرك المستقبلي

يشير متابعون إلى أن متقاعدو الإدارات العامة باتوا أمام مرحلة جديدة من النضال المطلبي، حيث يجمعون بين التحركات الميدانية والتواصل مع مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية. هذه الاستراتيجية المزدوجة قد تشكل ورقة ضغط إضافية على الحكومة اللبنانية، خصوصًا أن مطالب المتقاعدين تعتبر حقوقًا مكتسبة وليست منّة من أحد.

كلمة المتقاعدين: إصرار على الاستمرار

وفي ختام بيانهم، شكر التجمع كلًّا من صليبي وسعيد على تجاوبهما واهتمامهما، مؤكدين أنهم مستمرون في متابعة خطواتهم حتى تحقيق المطالب كاملة. ويشدّد أعضاء التجمع أن صبر المتقاعدين بدأ ينفد، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات أوسع وأكثر تأثيرًا إذا لم تبادر الجهات الرسمية إلى معالجة الملف بشكل عاجل.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button