سعر الذهب يترقب المؤشرات حول الفائدة الأمريكية بانتظار ندوة جاكسون هول

يشهد سعر الذهب حالة من الترقب في الأسواق العالمية اليوم الخميس، وسط انتظار المتعاملين لإشارات جديدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول مستقبل أسعار الفائدة، وذلك قبل انطلاق ندوة جاكسون هول في ولاية وايومنغ، والتي غالبًا ما تشكل بوصلة للتوجهات النقدية المقبلة.

سعر الذهب اليوم وتطوراته

بحلول الساعة 04:32 بتوقيت أبوظبي، سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليبلغ 3343.09 دولارًا للأوقية. كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول بنسبة مماثلة إلى 3386.10 دولار. هذا التراجع البسيط يعكس حالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين بانتظار ما سيعلنه رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول في خطابه المرتقب يوم الجمعة.

الفائدة الأمريكية وتأثيرها على سعر الذهب

يأتي التراجع في سعر الذهب بعد نشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير، الذي كشف أن عضوين فقط صوتا لصالح خفض سعر الفائدة بربع نقطة مئوية لمواجهة ضعف سوق العمل، بينما لم يحظَ هذا التوجه بدعم واسع.
لكن بيانات وزارة العمل الأمريكية أظهرت لاحقًا تراجعًا في خلق فرص العمل وارتفاع البطالة، ما يعزز احتمالات إقدام الفيدرالي على خفض الفائدة في اجتماعه المقبل. ووفقًا لأداة “فيد ووتش”، هناك احتمال بنسبة 85% لخفض الفائدة في سبتمبر/ أيلول، وهو ما سيكون له أثر مباشر على سعر الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في مواجهة الضبابية الاقتصادية.

سعر الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية

لا يتأثر سعر الذهب بالسياسات النقدية وحدها، بل تلعب الأوضاع الجيوسياسية دورًا محوريًا. فقد حذّرت روسيا مؤخرًا من أن أي محاولات لحل القضايا الأمنية المتعلقة بأوكرانيا دون مشاركتها “لن تقود لشيء”، ما يرفع مستوى التوتر في الأسواق ويزيد من إقبال المستثمرين على الذهب كأصل آمن في فترات عدم الاستقرار الدولي.

أسعار المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب سعر الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات طفيفة. فقد استقرت الفضة عند 37.88 دولارًا للأوقية، فيما انخفض البلاتين 0.3% ليصل إلى 1335.14 دولار، وتراجع البلاديوم 0.5% ليسجل 1108.73 دولار. وتُظهر هذه الأرقام أن الحذر لا يقتصر على الذهب وحده بل يطال مختلف أسواق المعادن النفيسة.

توقعات سعر الذهب في الفترة المقبلة

يرى محللون أن مسار سعر الذهب خلال الفترة المقبلة سيكون مرتبطًا مباشرة بخطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول، وما إذا كان سيؤكد التوجه نحو خفض الفائدة لدعم سوق العمل، أم سيُبقي التركيز منصبًا على مواجهة التضخم. في الحالتين، تبقى أعين المستثمرين على الذهب كخيار استراتيجي، سواء للتحوط من التضخم أو للاستفادة من انخفاض الدولار نتيجة تيسير السياسة النقدية.