حماس تشترط إنهاء “المجاعة” في غزة للعودة للمفاوضات، والمبعوث الأمريكي سيزور القطاع ويلتقي بعضاً من سكانه

قالت حركة حماس إن استمرار المفاوضات الساعية للتوصل إلى اتفاق إلى وقف إطلاق النار في غزة في ظل “التجويع” في القطاع “يفقدها مضمونها وجدواها”.
وأكدت الحركة الفلسطينية في بيان، أن ما وصفته بـ “حرب التجويع” التي تمارسها إسرائيل في القطاع بلغت “حداً لا يُحتمل، وأصبحت تشكّل الخطر الأكبر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني”، داعية المجتمع الدولي إلى “التحرّك الفوري لوقف هذه المجزرة الجماعية… وإيصال المواد الغذائية فوراً” إلى سكان القطاع، “دون قيد أو شرط، وضمان حمايتها”.
بيد أنها أوضحت أنها جاهزة لـ “الانخراط الفوري في المفاوضات مجدّداً حال وصول المساعدات إلى مستحقّيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة”، معتبرةً أنَّ إسرائيل انسحبت من المفاوضات الأسبوع الماضي “دون مبرّر”، في الوقت الذي كانوا فيه على وشك التوصّل إلى اتفاق، على حد قول حماس.
ويأتي ذلك، فيما التقى مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في إطار مساعٍ لإحياء محادثات التهدئة في القطاع، وفق وكالة رويترز.
ويتكوف إلى غزة
في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ويتكوف، سيتوجه الجمعة، إلى قطاع غزة، برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، وذلك لمتابعة جهود توزيع المساعدات الإنسانية ولقاء سكان متضررين من الحرب.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لصحافيين، “سيتوجه كل من المبعوث الخاص ويتكوف والسفير هاكابي غداً (الجمعة) إلى غزة لتفقد مواقع توزيع المساعدات القائمة، ووضع خطة لتعزيز إيصال المواد الغذائية، إضافة إلى لقاء عدد من سكان القطاع للاطلاع بشكل مباشر على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية”.

ويتزامن وصول ويتكوف إلى إسرائيل مع تصاعد الضغوط الدولية على الأخيرة، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية في غزة، واستمرار القيود على دخول المساعدات الإنسانية.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة، يوم الخميس، فرض عقوبات على عدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، متهمة الجهتين بالسعي إلى “تدويل نزاعهما مع إسرائيل”، وذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
واتهمت واشنطن السلطة والمنظمة بـ”الاستمرار في دعم الإرهاب، من خلال التحريض على العنف وتمجيده”، وأوضحت أن هذه العقوبات تشمل منع إصدار تأشيرات دخول لأعضاء من المؤسستين.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، معتبراً أنها تعبّر عن “وضوح أخلاقي”.
- الغذاء يتساقط من السماء: جدل حول إسقاط المساعدات جواً
- مقتل ما لا يقل عن 113 فلسطينياً في غزة، و وزراء عرب يقولون: لا بديل عن حل الدولتين، خلال مؤتمر نيويورك

فرنسا: نظام المساعدات في غزة أدى إلى “مذبحة”
ونقلت وكالة “رويترز” عن هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن ويتكوف يعتزم زيارة إحدى نقاط توزيع المساعدات داخل القطاع خلال زيارته.
وصرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الخميس، بأن نظام توزيع المساعدات في غزة، والمدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، أدى إلى “مذبحة” ويجب وقفه فوراً، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.
وقال بارو للصحفيين عقب لقائه نظيره القبرصي في العاصمة نيقوسيا: “أدعو إلى وقف أنشطة مؤسسة غزة الإنسانية، ووقف التوزيع العسكري للمساعدات الإنسانية، الذي أدى إلى مذبحة في صفوف المنتظرين في طوابير التوزيع بغزة، هذا أمر مخزٍ ويجب أن يتوقف”.
ونشر ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “أسرع طريقة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتفرج عن الرهائن”.
وفي السياق، وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس، بأن 104 شاحنات تحمل مساعدات دخلت إلى قطاع غزة الخميس، لكن “غالبيتها تعرضت لعمليات نهب وسرقة” محملاً إسرائيل مسؤولية ذلك، وهو أمر كرره المكتب منذ أن سمحت الأخيرة باستئناف دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
- “شهدتُ جرائم حرب” في غزة، يقول عامل سابق في موقع مؤسسة غزة الإنسانية لبي بي سي
- “لم يقتلني السرطان، ولكني قد أموت جوعاً”، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة
ثلاجة الموتى “ممتلئة” في مستشفى الشفاء
أفاد مراسل وكالة فرانس برس، الخميس، بأن ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة امتلأت بعشرات الجثث، أغلبها لرجال لقوا مصرعهم جراء إطلاق النار أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات، بحسب ما أفادت به عائلاتهم.
وقال جميل عاشور، وهو أحد أقارب الضحايا، لوكالة فرانس برس من داخل المشرحة المزدحمة، إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بعدما “شاهد الناس لصوصاً ينهبون الطعام ويلقونه على الأرض، فسارع الجوعى نحوه أملاً في الحصول على شيء يسد رمقهم”.
من جهته، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أن ما لا يقل عن 90 فلسطينياً قُتلوا ليلة أمس، بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم نحو 58 شخصاً أُصيبوا بالرصاص أثناء محاولة وكالات الإغاثة إيصال قافلة مساعدات غذائية للسكان.
وصرح الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت “طلقات تحذيرية” بينما كان الغزيون يتجمعون حول شاحنات المساعدات.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” اليوم الخميس مقتل 4 أشخاص برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز الشاكوش شمال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وأوضحت “وفا” أن القوات الإسرائيلية استهدفت تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، ما أسفر عن مقتل 15 فلسطينياً وإصابة 65 آخرين، أغلبهم من الأطفال.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية أن عدد القتلى من منتظري المساعدات الذين وصلوا إلى المستشفيات ارتفع إلى 1,320 قتيلاً، بالإضافة إلى أكثر من 8.818 مصاباً.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 60.249 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما أفادت به “وفا”.
ونقلت رويترز عن مصدر مطّلع إن إسرائيل أرسلت يوم الأربعاء رداً على تعديلات حماس الأخيرة على مقترح أمريكي لتهدئة مدتها 60 يوماً، تتضمن إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
ولم تُصدر حماس تعليقاً فورياً على الرد. وفي الأيام الأخيرة، فيما لوّح مسؤولون إسرائيليون بإمكانية إعلان ضم أجزاء من غزة إذا استمر الجمود في المفاوضات، وفق رويترز.
وكانت المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة قد انتهت الأسبوع الماضي دون تحقيق تقدم، حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الجمود، مع استمرار الخلافات بشأن حجم الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة.
- هل تبيع المملكة المتحدة أسلحة لإسرائيل؟
- ماذا نعرف عن استخدام الجيش الإسرائيلي لمقاولين لهدم غزة؟ | بي بي سي تقصي الحقائق
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار على فلسطينيين جوعى
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.