لبنان

يوبيل الرهبانية الأنطونية المارونية يحتفل بـ 325 عاماً من الجهاد الروحي: “فرحون بالرجاء”

يوبيل الرهبانية الأنطونية المارونية يحتفل بـ 325 عاماً من الجهاد الروحي: "فرحون بالرجاء"

احتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية بـ يوبيلها الثلاثمائة والخامس والعشرين على تأسيسها، تحت عنوان “فرحون بالرجاء”، وهو مستوحى من رسالة القديس بولس إلى أهل روما، بالتناغم مع شعار يوبيل الكنيسة الكاثوليكية الجامعة لهذه السنة “حجّاج رجاء”. الحدث جاء على شكل حفل موسيقي ديني أقيم في كنيسة مار الياس – أنطلياس، خصصته الرهبانية عربون شكرٍ لله على المسيرة التي عبرت القرون والمحن والظروف، مستمرّة برسالتها الروحية والتربوية والراعوية والثقافية.

لوحة فنية – روحية بعنوان الرجاء

الحفل الذي دام ساعة ونصف، حمل توقيع الأب المايسترو توفيق معتوق الأنطوني من حيث القيادة الموسيقية والتنسيق الفني، وقد شاركت فيه جوقة الجامعة الأنطونية وجوقة جامعة سيدة اللويزة، بأداءٍ من الترانيم والمزامير باللغتين السريانية والعربية، من تأليف آباء أنطونيين أمثال: بولس الأشقر، يوحنا الحبيب صادر، ألبير شرفان، فادي طوق وتوفيق معتوق.

رافقت الجوقتين أوركسترا رومانية عريقة، هي “The Romanian Radio Chamber Orchestra”، وشارك 65 عازفاً وعازفة في تقديم توليفة موسيقية راقية. الفنان القدير رفعت طربيه سرد بأسلوب مونولوجي مشوّق تاريخ الرهبانية الأنطونية عبر ثمانية مشاهد مرئية مؤثرة ذات تقنيات عرض متقدمة.

ترانيم منفردة وأصوات ملائكية

تألق في الإنشاد المنفرد كل من غادة شبير، غريس مدور، وسيزار ناعس، بأداء اتسم بعمق الشعور ورقيّ التقديم الروحي، حاملاً في طيّاته أبعاداً من التراث الموسيقي الشرقي والروحي المسيحي، ما أضفى على الأمسية نكهة خاصة جمعت بين الفن المقدس والهوية الأنطونية.

حضور دبلوماسي وكنسي لافت

شهد الحفل حضوراً واسعاً من فعاليات دينية ودبلوماسية وثقافية، على رأسهم السفير البابوي باولو بورجيا، وسفير رومانيا في لبنان رادو كاتالين مارداري، إضافة إلى شخصيات روحية وإعلامية واجتماعية، ما يؤكد على البعد العالمي للرهبانية وتقدير رسالتها خارج حدود لبنان.

الأباتي بو رعد: “ما عشناه الليلة هو تجلٍ للأنطونية”

في كلمته خلال الحفل، قال الرئيس العام للرهبانية الأباتي جوزف بو رعد:

“ما شهدناهُ اللَّيْلَةَ هُوَ تَجَلٍّ لِلأَنْطُونِيَّة “المـُحْتَفِيَةِ بِيُوبِيلِهَا”، في لوحاتٍ وأنغامٍ وكلماتٍ مستوحاة من تاريخ طويل. مشاهد لا تقول إلا اليسير من جهادٍ رهبانيٍّ عبر القرون، أجمله مخبّأٌ في القلالي والكنائس، بعيداً عن الأضواء”.

وأكد أن هذه المسيرة متجذّرة في عمق الكنيسة المارونية، واستمرارها شهادة على وفاء الرهبان لدعوتهم رغم كل الصعوبات.

الأب شماطه: الموسيقى سلّمنا نحو الأعالي

أما الأب إلياس شماطه، الأمين العام للرهبانية، فقال في كلمته:

“هذا الحفل ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو مسيرة روحية تتخذ من الموسيقى سلّماً يرتقي بنا نحو الأعالي. ما سمعناه اليوم هو ثمرة صلاة وجهد وموهبة، ترجمه آباء أنطونيون أوفياء للرسالة”.

ودعا الحاضرين إلى جعل هذا اليوبيل محطة للعودة إلى الينابيع، حيث انطلقت الرهبانية تلبية لنداء الروح.

سنة يوبيلية عامرة بالعطاء

الاحتفال الموسيقي هو واحد من سلسلة مبادرات ستشهدها السنة اليوبيلية للرهبانية، والتي افتُتحت في 17 كانون الثاني 2025 وتُختتم بالتاريخ نفسه عام 2026، وهي سنة مخصصة للتأمل بالتراث، والشكر على النِعم، وتجديد الالتزام بالرسالة الرهبانية، في قلب الكنيسة اللبنانية والعالمية.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button