استنفار أمني ومخاوف من تسلل متطرفين… خلايا نائمة أم فزّاعة سياسية؟

عادت الهواجس الأمنية لتخيّم على الشارع اللبناني مجددًا، في ظل الحديث عن احتمال تسلّل مجموعات متطرفة إلى الداخل اللبناني، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة في الجنوب السوري. إلا أن مصدرًا قضائيًا مطّلعًا قلّل من هذه المخاوف، معتبرًا أن ما جرى تداوله إعلاميًا عن تفكيك شبكة إرهابية كانت تخطط لتفجير انتحاري في الضاحية الجنوبية لبيروت، هو أمر “مبالغ فيه” ولا يعكس صورة الوضع بدقة.
وفي حديثه إلى صحيفة الشرق الأوسط، أكد المصدر أن الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية في حالة استنفار دائم، وتخوض سباقًا مستمرًا مع الخلايا المتطرفة، سواء “النائمة أو المتوثبة”. وأشار إلى توقيف شابين سوريين، هما خالد الزعبي ومحمد العجلوني، دخلا لبنان خلسة بعد سقوط النظام السوري، وأقاما في صيدا، حيث “بدأا التخطيط لعمليات أمنية، أبرزها تفجير دراجة نارية وسط تجمّعات في الضاحية”.
ورغم الإشارة إلى أن أغلب الموقوفين لديهم ميول متطرفة، أوضح المصدر أن معظمهم لا يمتلكون قدرات تنفيذية أو مخططات واضحة، مشيرًا إلى أن تنظيم “داعش” لا يجنّد أشخاصًا من دون أن يزوّدهم مباشرة ببنك أهداف ومعدّات تنفيذ.
كما اعتبر المصدر أن ما يُنشر من معلومات في الآونة الأخيرة يدخل ضمن إطار “التهويل السياسي والإعلامي”، خاصةً بعد الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء السورية، مشددًا على ضرورة عدم استخدام المخاوف الأمنية لترويع الناس.
وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية قد أوقفت في الأسابيع الماضية مجموعتين من السوريين، الأولى في برج البراجنة (الضاحية الجنوبية)، والثانية في بلدة شمسطار (البقاع). وتم تداول صور اعتقالهم من قبل عناصر محسوبين على “حزب الله”، بتهمة الانتماء إلى تنظيم “داعش”. لكن مصدرًا أمنيًا نفى علاقتهم بأي تنظيم إرهابي، موضحًا أن مجموعة برج البراجنة كانت تنشط في تهريب سوريين للعمل في لبنان، فيما خلية شمسطار “تضمّ عمالًا لا يحملون أوراقًا ثبوتية وتم الاشتباه بهم فقط”.
وختم المصدر بالتأكيد على أن الحذر مطلوب ومبرّر في هذه المرحلة الدقيقة، لكنه حذّر من تحويل الحذر إلى وسيلة ترهيب نفسي واجتماعي.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.