كيف خططت عصابة تجسس روسية لقتل صحفي بطرق “تفوق الخيال”؟

كشف صحفي مستهدَف من قبل عصابة تجسس روسية، أن العصابة لديها قائمة “بأساليب اغتيال” لقتله “تفوق الخيال”.
وأوضح الصحفي، كريستو غروزيف، لبي بي سي أن المجموعة “تخيلت” وفاته، وتحدثت عن استخدام مطرقة ثقيلة أو حتى استخدام “انتحاري” لتفجيره.
وقال الصحفي البلغاري، الذي نشر العديد من التحقيقات عن روسيا مع زميله رومان دوبروخوتوف، إن العديد من المواقف كشفت أن هناك من يتعقبه هو وزميله في جميع أنحاء أوروبا، حيث رصدا عملاء يلاحقونهما عن كثب، للدرجة التي جعلتهما يشعران بأنفاس من يراقبونهما.
وجاء حديث الصحفي عقب إدانة ثلاثة مواطنين بلغاريين الأسبوع الماضي بالتجسس لصالح روسيا، في واحدة من أكبر عمليات الاستخبارات الأجنبية في المملكة المتحدة.
وقال غروزيف إنه منذ تلك القضية، طمأنت الشرطة النمساوية أطفاله بأن ما حدث لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى، مضيفاً أن عائلته كانت “مصدومة” في البداية.
وأضاف في حديثه لإذاعة بي بي سي، أن “قائمة أساليب الاغتيال المتخيلة” التي تناولت حياته “تبدو وكأنها فيلم بوليسي”.
وبيّن الصحفي البلغاري أن إحدى الطرق التي “تخيل بها الجواسيس قتلي” كانت استئجار “انتحاري” من تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية و”تفجير نفسه بجانبي في الشارع”.
وكشف غروزيف عن وجود خطة لاختطافه و”إرساله إلى معسكر تعذيب في سوريا”، بالتزامن مع ترحيل رجل آخر يشبه هيئته وهو يرتدي قناعاً مطاطياً، إلى روسيا، على متن رحلة تجارية، مع رصد “اعتقاله أمام الكاميرات لإبعاد التهمة تماماً”.
“كانت هناك طريقة أخرى، وهي ضربي حتى الموت باستخدام مطرقة ثقيلة”، بحسب غروزيف الذي أشار إلى أن “خيال أولئك الجواسيس يفوق أي تصور”.
ويرى غروزيف أن إخفاقات الاستخبارات الروسية في الماضي، تعني أن التجسس كان “يُعهد به” إلى جواسيس غير محترفين.
ومع ذلك، فإن استخدام جواسيس “غير محترفين” في هذا الشأن، لا يقلل من “نية القتل” كما يقول الصحفي، موضحاً أن المشكلة هي أن “الجواسيس المحتملين” لا يعرفون بالضرورة كيفية تخفيف حدة المواقف.

وقال إنه يشعر بأن الحظ حالفه لكونه على قيد الحياة، نظراً إلى أنه وزميله كانا تحت أنظار الجواسيس لفترة طويلة، وكانت تلك العملية ممولة بشكل جيد.
وأضاف أنه وزميله دوبروخوتوف لم يكونا أبداً على علم بأن مواطنين ينتمون لدول الاتحاد الأوروبي يتجسسون عليهما، لكنهما كانا يتوقعان مراقبتهما على يد عملاء روس.
جدير بالذكر أن من أعمال الثنائي الصحفي فضح دور روسيا في الهجمات بغاز الأعصاب على زعيم المعارضة الروسي آنذاك أليكسي نافالني في عام 2020 وسيرغي سكريبال في سالزبوري في بريطانيا عام 2018.
وكتب يان مارساليك، الذي أشرف على حلقة التجسس نيابة عن أجهزة الاستخبارات الروسية، في رسالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020 أن غروزيف كان “المحقق الرئيسي في قضية نافالني”.
وجاء في رسالة أرسلها مارساليك إلى أورلين روسيف – الذي أدار المجموعة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها في بيت ضيافة سابق في مقاطعة نورفولك – قوله: “أنا شخصياً لا أجد غروزيف هدفاً قيماً للغاية، لكن يبدو أن بوتن يكرهه بشدة”.
وبعد عام 2020، تعقبت خلية التجسس الصحفيين في جميع أنحاء أوروبا، وتجسست عليهما في أماكن عدة، بعضها كان على متن الطائرات وفي الفنادق بل وفي مسكنهما الخاص.
وأُدين ثلاثة جواسيس، الجمعة، بالتجسس لصالح روسيا في واحدة من أكبر “عمليات الاستخبارات الأجنبية في المملكة المتحدة”.
وفي المحكمة، تبين أن عملاء من حلقة التجسس دخلوا شقة غروزيف في فيينا عام 2022 “عندما كان ابني يلعب ألعاب الكمبيوتر في غرفته”، كما قال الصحفي.
واستعاد تفاصيل المشهد قائلاً “لا أريد أن أفكر في ما كان سيحدث إذا قرر ابني الخروج من غرفته أثناء وجودهم داخل الشقة”.
في يوم الجمعة أيضاً، أُدينت فانيا غابيروفا، 30 عاما، وكاترين إيفانوفا، 33 عاما، وتيهومير إيفانشيف، 39 عاما، بالتآمر للتجسس.
وكان كل من الثلاثي يعمل في وظائف عادية؛ كخبيرة تجميل وموظفة للرعاية الصحية ومصمم ديكور. وخططت الخلية التي كانوا جزءا منها لاختطاف أهداف وقتلها، بالإضافة إلى التخطيط لإيقاعهم فيما يسمى بفخاخ العسل.
وقال قائد شرطة العاصمة البريطانية لندن، دومينيك مورفي، إن الأساليب التي استخدموها كانت من النوع الذي “تتوقع رؤيته في رواية تجسس”.
- روسيا تتهم ستة دبلوماسيين بريطانيين بالتجسس
- ماذا نعرف عن المحتجزين في بريطانيا بتهمة التجسس لصالح روسيا؟
- روسيا تصنف أحد أشهر كتابها “عميلا أجنبيا”
- لماذا تتهم روسيا علماء الفيزياء لديها بالخيانة العظمى؟
Powered by WPeMatico
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
Comments are closed.