قصف “عنيف” يطال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وعملية أمنية ضد “لصوص المساعدات” تودي بحياة العشرات
قال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، إن المستشفى المحاصر في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة تعرض اليوم لما وصفه بـ “قصف إسرائيلي مدفعي عنيف”، طال مداخله وأقسامه، ما أدى إلى إصابة عدد من العاملين والجرحى، فضلاً عن تناثر الشظايا في أقسام الاستقبال والطوارئ.
وطالب أبو صفية في رسالة صوتية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما سماه “آلية القتل والقصف”، مشيراً إلى أنه من الضروري توفير الحماية للمستشفيات.
ووصف أبو صفية استهداف المستشفى بأنه “جريمة ضد المنظومة الصحية، ويجب على العالم إيقافها فوراً، لأننا نتعامل مع المصابين والجرحى وسط القصف الإسرائيلي الذي يستهدفنا من كل ناحية”.
كما تحدث أبو صفية عما قال إنه استهداف مستمر لأطباء وسط عائلاتهم. وقال أبو صفية: “قمنا بتشييع بعض الشهداء، حيث تم استهداف منزل بجوار المستشفى يعود لعائلة الطبيب هاني بدران، واستشهد كل من كانوا في المنزل”.
وفي وقت سابق الاثنين، قُتل 4 أشخاص من بينهم طفلان وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي الساحلية غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر طبية لم تذكر اسمها، قولها إن القتلى هم فلسطيني وزوجته وطفلاه، إضافة لإصابة طفلة أخرى له بـ “جروح خطيرة”.
كما قُتل وأُصيب العشرات منذ فجر اليوم، الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني، في تجدد للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على بلدة بيت لاهيا ومنطقة المشروع شمالي قطاع غزة.
وطال القصف عدة منازل مأهولة بالسكان، وكرر الجيش الاسرائيلي نداءاته إلى السكان هناك بالنزوح تجاه مناطق مدينة غزة وجنوبي القطاع.
ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل أكثر من سبعين شخصاً في القصف الذي طال منزلين مأهولين بالنازحين في المنطقة ذاتها.
وقال شهود عيان إن قتلى وجرحى ومفقودين ما زالوا تحت الأنقاض جراء قصف اسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع صباح اليوم.
وقُتل شخصان على الأقل وأصيب عدد من المارة بعد أن استهدفت طائرات إسرائيلية مجموعة من المواطنين في مشروع بيت لاهيا.
وفي محافظة وسط القطاع، عاودت الطائرات الإسرائيلية قصف مداخل منطقتي مخيم البريج والنصيرات والمخيم الجديد شمالي النصيرات، وتمكنت طواقم طبية من انتشال جثتين من محيط مدرسة الفردوس في منطقة المواصي غربي مدينة رفح.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة في بيان له إن عدد القتلى بين عناصره بلغ 85 قتيلاً فيما أصيب أكثر من 300 بجروح منذ بدء الحرب في غزة.
ودمر الجيش الإسرائيلي 17 مركزاً للجهاز الفلسطيني “تدميراً كلياً أو جزئياً” وفق ما أفاد الدفاع المدني، إضافة إلى تدمير وتضرر 56 مركبة تابعة له.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع إجمالي حصيلة قتلى الحرب منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إلى 43 ألفاً و922 شخصاً بجانب 103 آلاف و898 جريحاً.
ومنذ فجر الأحد، قُتل أكثر من 111 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال غالبيتهم في شمال قطاع غزة مع تكثيف الجيش الإسرائيلي لغاراته، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
ومن بين الضحايا 72 شخصاً قتلوا في مخيم الشاطئ في مدينة غزة وفي بيت لاهيا شمالي القطاع غزة، وذلك إثر “10 غارات عنيفة نفذتها قوات الاحتلال” على مبانٍ سكنية ومدارس ومراكز إيواء لنازحين، وفق الوكالة الرسمية.
وحينها، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه نفذ ضربات عدة على “أهداف إرهابية”.
وقال الجيش “كانت هناك أنشطة إرهابية مستمرة في منطقة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. خلال الليل نُفّذت عدة ضربات على أهداف إرهابية في المنطقة”.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد عن مقتل النقيب يوغيف بازي من بلدة جيفوت بار، والرقيب أول نعوم إيتان من مدينة الخضيرة في معارك شمال غزة. وأُصيب جندي آخر من كتيبة نحشون بجروح خطيرة في الحادث نفسه.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن بازي هو ابن شقيق عضو الكنيست غادي آيزنكوت.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن 27 ضابطاً وجندياً من الجيش الإسرائيلي قُتلوا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية الأخيرة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، في جباليا.
بينما ذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن 30 ضابطاً وجندياً قتلوا في معركة جباليا المتواصلة منذ 5 أسابيع.
“عملية أمنية ضد قطاع الطرق وسارقي المساعدات في قطاع غزة”
قالت مصادر في وزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس في قطاع غزة لقناة “الأقصى” التابعة للحركة، إن أكثر من 20 شخصاً ينتمون لما وصفته المصادر بـ “عصابات لصوص شاحنات المساعدات”، قتلوا في عملية أمنية “نفذتها الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع لجان عشائرية”، كما أوردت القناة.
وأضافت المصادر، في تصريحاتها للقناة نفسها، بأن العملية الأمنية، الاثنين، لن تكون الأخيرة، مشيرة إلى أنها “بداية عمل أمني موسع، تم التخطيط له مطولاً، وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات”، وفقا لتعبيرها.
وأشارت المصادر إلى أنها “رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك الإسرائيلي”.
وجاء في التصريحات أيضاً أن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس “ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص”، قائلة إن “الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها، وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات، التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة”.
وأشارت تقارير إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظراً لخطورة حالات المصابين الذين وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي الواقع بين خان يونس ورفح.
حملة اعتقالات في الضفة الغربية
وفي السياق، نفذت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واعتقالات الليلة الماضية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تركزت في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم.
وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية فرضت طوقاً أمنياً على مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم، وداهمت عشرات المنازل وحوّلت صالة مناسبات لمركز تحقيق ميداني وأجرت تحقيقات مع الشبان.
وأضافت المصادر أن الجيش اعتقل عدداً من الشبان خلال حملة الاعتقالات في المخيم.
ووقعت اشتباكات بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس الليلة الماضية، دون تسجيل إصابات.
وقالت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة “فتح” إن مقاتليها تصدوا للقوات الإسرائيلية بالأسلحة والعبوات الناسفة.
وداهمت القوات الإسرائيلية عدة مناطق أخرى في مدينة قلقيلية والخليل، واعتقلت عدداً من الشبان.
- ما بين سقوط القنابل وهطول الأمطار، النساء والأطفال “الأكثر تعرضا للقتل” في غزة
- من هو كمال عدوان الذي أطلق اسمه على مستشفى في غزة؟
- حراك شعبي لأول مرة في غزة تحت شعار “لا للاحتكار وجشع التجار”
Powered by WPeMatico
Comments are closed.