ما قصة القرية اللبنانية التي “تحتضن مقام بنيامين ابن النبي يعقوب”؟

تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية في جنوب لبنان.

Getty Images

دوت في قرية محيبيب الحدودية، الواقعة جنوب لبنان، انفجارات ضخمة، الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أثارت الجدل والغموض.

وتحولت القرية إلى محور اهتمام بين النشطاء العرب على منصات التواصل الاجتماعي، وتحتضن القرية مقاماً تاريخياً يُعتقد أنه لبنيامين ابن النبي يعقوب، وفقاً لسكانها.

وتقع قرية محيبيب على بعد 115 كيلومتراً من العاصمة بيروت، و30 كيلومتراً من مركز قضاء مرجعيون التابعة لمحافظة النبطية، وتشتهر بموقعها الذي يطل على مناطق واسعة من جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي.

وتقول الجمعية العاملية لإحياء التراث في لبنان، إن المقام الموجود في القرية يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وهو مزار ديني ومقام تراثي وتاريخي في جبل عامل.

ولا يوجد تأكيد إلى الآن، فيما إذا كان المقام قد دُمر بسبب التفجيرات التي طالت القرية أم لا.

وتضيف الجمعية في تعريفها للموقع، “لمقام بنيامين شأن كبير في التاريخ الديني والثقافي، فهو الابن الأصغر للنبي يعقوب وشقيق النبي يوسف، ويُعتبر بنيامين أحد أسباط بني إسرائيل الـ12، وكان له دور في قصة يوسف الشهيرة التي ذكرت في القرآن”.

https://www.facebook.com/61567248747831/videos/2348742395459717

وتذكر الجمعية أنه لا توجد مصادر تاريخية ودينية واضحة تبين كيف وصل بنيامين بن يعقوب إلى لبنان، وتضيف “إلا أن هذه المناطق عُرفت عبر التاريخ بإنسانيتها ووفائها وتدينها، لذا كان الكثير من الصالحين يجدون فيها مأوى لهم وقد يبقون فيها إلى حين وفاتهم”.

وتعتبر العديد من شخصيات الأسباط الـ 12، محط احترام في الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية. ولا يُعرف متى بُني المقام، لكن المصادر تشير إلى أن جمعيات وشخصيات من لبنان وإيران والعراق اهتموا بالمقام وعملوا على تحسينه ورعايته.

https://twitter.com/Tweets_Radar/status/1846557961528680955

وسارع نشطاء عرب إلى اتهام إسرائيل بالوقوف خلف التفجير، معتبرين “أنه جزء من حملة تدمير ممنهج تستهدف البنية التحتية والرمزية للقرى الجنوبية اللبنانية”.

وقالت إحدى الناشطات التي تنحدر من القرية، إن محيبيب تُعد القرية الأصغر مساحة في جنوب لبنان المجاورة للحدود.

https://twitter.com/zainabjbr33/status/1846516682061226379

على الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير ما وصفه بمسار نفق يمتد “تحت منازل مواطنين لبنانيين”، دون أن يسمي القرية. الفيديو الذي نشره الجيش يوضح لحظة التفجير، وسط حديث عن أن النفق يُستخدم في العمليات العسكرية التابعة لحزب الله.

https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1846476870352564508

ولا يعرف بعد إذا ما كان فيديو الجيش الإسرائيلي الذي يُظهر تفجير مسار نفق، هو ذات التفجير الذي طال قرية محيبيب الذي تداول النشطاء مقطعاً مصوراً له.

ونشرت منصات إعلامية لبنانية فيديو يجمع بين المقطعين، في إشارة إلى أن المكان المستهدف هو ذاته.

https://twitter.com/janoubia_news/status/1846527373707022535

هذه التطورات أثارت حفيظة البعض الذين وصفوا ما يجري بأنه “تدمير متعمد”، وأنه “يحوّل لبنان إلى غزة ثانية”.

https://twitter.com/ElieGemayel9/status/1846520964084801606

وكتب العديد من النشطاء عن زياراتهم للمقام ووصفوا المشهد بأنه “صعب” عليهم.

https://twitter.com/farahAayach/status/1846516587030798776

فيما استعاد آخرون ذكريات زياراتهم إلى القرية التي يراها البعض كرمز تاريخي وثقافي، مع بعض الشرح عن موقعها المطل على مناطق واسعة في المنطقة.

https://www.facebook.com/ali.rifai.188/videos/509787041958708

وقلل نشطاء من “الأهمية العسكرية” للمكان المستهدف، واعتبروا أن هذا الفيديو “يهدف إلى التأثير على وعي الجمهور”.

https://twitter.com/NewHajjBadaro/status/1846519877667901602

في المقابل، انتقدت أصوات أخرى حزب الله واعتبرته عاجزاً عن حماية مناطق نفوذه. وتساءلوا عن “مفهوم الانتصار” لدى حزب الله في ظل تفجير القرى اللبنانية.

https://twitter.com/fadiraslan88/status/1846661611030757690

وكان البيت الأبيض قد حذر من تحوّل الوضع في لبنان إلى سيناريو مشابه لما يحدث في غزة. وقال في بيان رسمي يوم الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين أول 2024: “لا نريد أن نرى لبنان يتحوّل إلى غزة أخرى”.

فيما يظل الوضع في محيبيب مشوباً بالحزن والتخوف من تحويل لبنان إلى غزة ثانية، يبدو أن هذا التفجير يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر، لتطال مستقبل العلاقة بين لبنان وإسرائيل، ودور حزب الله في الجنوب. ليتساءل الناس: هل تعتبر هذه التفجيرات مجرد “عمليات عسكرية” كما تصفها إسرائيل، أم أنها خطوات ضمن سياسة أوسع تهدف إلى تغيير طبيعة الصراع في المنطقة؟

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.