عاجل

الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته شمالي قطاع غزة لليوم الـ 12 على التوالي

صورة تظهر أشخاصاً يمشون وسط دمار واسع في منطقة سكنية على إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة

Reuters
العمليات العسكرية مستمرة في منطقة جباليا منذ 12 يوماً

يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني عشر على التوالي “حصاره المشدد” وعملياته العسكرية البرية وما يرافقها من قصف جوي ومدفعي مكثف على منطقة شمال قطاع غزة، موقعاً أعداداً من القتلى والجرحى بحسب ما أورده مراسل بي بي سي لشؤون غزة عدنان البرش.

وتحدث شهود عيان عن عمليات نسف وتدمير كبيرة لمنازل في مخيم جباليا وفي شمال غربي المنطقة، كما قصفت زوارق حربية إسرائيلية سواحل بحر مدينة غزة.

ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الوضع شمالي القطاع “بالكارثي والمأساوي في ظل ضعف الخدمات الصحية وعدم إدخال الغذاء ومياه الشرب والدواء للسكان”، مشيراً إلى أن عشرات نداءات الاستغاثة تصلهم من عائلات محاصرة لكنهم لا يستطيعون الوصول إليها “بسبب كثافة القصف وتدمير الجيش الإسرائيلي للشوارع”.

وفي مدينة غزة، قُتل خمسة على الأقل وأصيب نحو عشرة آخرين نتيجة قصف إسرائيلي على منزل في منطقة النصر شمال غربي المدينة.

وقال شهود عيان إن القصف المدفعي العنيف لم يتوقف منذ الليلة الماضية على طول المناطق الشرقية لمحافظة وسط قطاع غزة. وتطلق المسيرات الإسرائيلية “كواد كوبتر” النار في أجواء المناطق الشمالية الغربية للقطاع.

ووصف فيليب لازاريني مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الوضع في قطاع غزة بالكارثي في ظل أزمة الجوع وتفشي الأمراض، مشيراً إلى أن منع عمل الوكالة يحرم مئات الآلاف الأطفال في غزة من التعليم.

وقال لازاريني “إن الوضع في غزة كارثي في ظل أزمة الجوع وتفشي الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال الذي قُضي عليه قبل 25 عاماً في القطاع، وإن الأطفال يعيشون في ظروف صحية سيئة للغاية محاطين بمياه الصرف الصحي وجبال من النفايات، “في وقت تحولت فيه وكالة “الأونروا” من تقديم التعليم لمئات الآلاف من الأطفال إلى عمليات إنقاذ الحياة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت أكثر من 50 مسلحاً في منطقة جباليا في غزة، خلال اشتباكات وغارات جوية.

كما أضاف الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد وحدة في حماس مسؤولة عن الطائرات المسيّرة، وذلك في غارة جوية شمالي قطاع غزة.

وقال الجيش إنه قتل محمود المبحوح الذي كان يقود عمليات إطلاق الطائرات المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ولم تعلّق حركة حماس بشأن ذلك.

الولايات المتحدة تمهل إسرائيل شهراً لتحسين الوضع الإنساني بغزة أو المخاطرة بتقييد الدعم العسكري

فلسطينيون يحملون أمتعتهم أثناء فرارهم من مناطق شمال مدينة غزة في شمالي القطاع في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

Getty Images

حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها يجب أن تتخذ خطوات خلال 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في غزة؛ تفادياً لمواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء.

ووجّه كل من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، رسالة لإسرائيل أكدا فيها على “وجوب أن تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات لنرى مجدداً ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية للغاية التي هي عليها اليوم”.

وتعتبر الرسالة التي أُرسلت، الأحد 13 أكتوبر/تشرين أول 2024، أقوى تحذير مكتوب معروف من الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل، وتأتي تزامناً مع هجوم إسرائيلي جديد على شمال غزة؛ والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وجاء في الرسالة أن الولايات المتحدة لديها مخاوف عميقة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مضيفةً أن إسرائيل منعت أو أعاقت ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين الشمال والجنوب الشهر الماضي.

ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “المسؤولين الأمنيين في إسرائيل استلموا رسالة وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن ويراجعونها بدقة”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنهم “في إسرائيل يأخذون الرسالة الأمريكية على محمل الجد ويعتزمون معالجة ما أثير فيها من مخاوف”، بحسب قوله.

وتشير رسالة بلينكن – أوستن إلى أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية أجبرت 1.7 مليون شخص على النزوح إلى منطقة المواصي الساحلية الضيقة، حيث يتعرض النازحون “لخطر العدوى المميتة” بسبب الاكتظاظ الشديد، وأن المنظمات الإنسانية تفيد بأنه لا يمكن تلبية احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة.

وتضيف الرسالة: “نحن قلقون بشكل خاص من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية – بما في ذلك وقف الواردات التجارية، ومنع أو إعاقة ما يقرب من 90 في المئة من التحركات الإنسانية بين شمال وجنوب غزة في سبتمبر/أيلول 2024، واستمرار القيود المرهقة والمفرطة ذات الاستخدام المزدوج، وفرض متطلبات جديدة للتدقيق والجمارك المرهقة على موظفي المساعدات الإنسانية والشحنات – إلى جانب زيادة انعدام القانون والنهب – تساهم في تسريع تدهور الأوضاع في غزة”.

وتقول الرسالة إن على إسرائيل “أن تعمل، ابتداءً من الآن وفي غضون 30 يوماً” على اتخاذ سلسلة من التدابير الملموسة لتعزيز إمدادات المساعدات، مضيفةً أن الفشل في ذلك قد “تكون له آثار على سياسة الولايات المتحدة”

وتستشهد الرسالة بالقوانين الأمريكية التي يمكن أن تحظر تقديم المساعدات العسكرية للدول التي تعيق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.

وجاء في مضمون الرسالة أيضاً إنه يجب على إسرائيل “زيادة جميع أشكال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة” قبل حلول فصل الشتاء، بما في ذلك تمكين ما لا يقل عن 350 شاحنة يومياً من الدخول عبر جميع المعابر الرئيسية الأربعة ومعبر خامس جديد، وكذلك السماح للأشخاص في المواصي بالتنقل إلى الداخل.

كما تدعو الرسالة إسرائيل إلى إنهاء “عزلة شمال غزة”، من خلال إعادة التأكيد على أنه “لن تكون هناك سياسة إخلاء قسري للمدنيين من شمال القطاع إلى جنوبه”.

“رسالة لم نكن ننوي نشرها”

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر.

Getty Images
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن الرسالة كانت “رسالة دبلوماسية خاصة لم نكن ننوي نشرها على الملأ”.

ورفض ميلر التكهن بالعواقب التي قد تترتب على إسرائيل إذا لم تعزز من تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقال ميلر إن مهلة 30 يوماً ليست مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قائلاً إنها “مناسبة لمنح إسرائيل الوقت للعمل على حل القضايا المختلفة”.

وفي وقت سابق، أصرت إسرائيل على أنه لا توجد حدود لكمية المساعدات الإنسانية التي يمكن إيصالها إلى غزة، وألقت باللوم على وكالات الأمم المتحدة في عدم توزيع المساعدات، كما اتهمت حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

وقالت الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة (كوغات)، الاثنين 14 أكتوبر/تشرين أول، إن 30 شاحنة تحمل مساعدات من برنامج الغذاء العالمي دخلت شمال غزة عبر معبر بيت حانون – إيرز.

أسامة حمدان: “ما يحدث في جباليا إبادة جماعية”

وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن “ما يحدث في شمال قطاع غزة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، إبادة جماعية مكتملة الأركان ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين”.

وأضاف حمدان في كلمة مصورة، نشرها الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين أول، أن الحملة العسكرية المستمرة لليوم الـ 11 “قررتها حكومة الاحتلال الفاشي”، في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوة نارية كبيرة، “لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، وتُطبق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين؛ حيث ارتقى أكثر من 342 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال”.

ودعا القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “تجاوز الإرادة الأمريكية المكبّلة والنظر في إجراءات فعالة وواضحة، وفرض قرارات تحمي المدنيين العزّل، وتوقف حرب الإبادة بحقهم”.

خريطة توضح المناطق الحضرية ومخيمات اللاجئين والمعابر الحدودية في قطاع غزة.

BBC

ومنذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول، تشنّ إسرائيل حملة جوية وبرية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة، خصوصاً في منطقة جباليا ومخيمها، حيث تقول إن “عناصر حماس يحاولون إعادة تشكيل صفوفهم هناك”.

وأمر الجيش الإسرائيلي سكان جباليا، وبيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين بإخلائها إلى “منطقة المواصي” الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 50 ألف شخص فروا إلى مدينة غزة وأجزاء أخرى من الشمال.

وقال رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أدريان زيمرمان، الثلاثاء، “مع استمرار الأعمال القتالية المكثفة وأوامر الإخلاء في شمال غزة، تشعر الأُسر بخوف لا يمكن تصوره وتفقد أحباءها وتواجه حالة من الاضطراب والإرهاق. يجب أن يكون بمقدور الناس الخروج بأمان دون مواجهة مزيد من الخطر”.

وأعلن الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، أن 69 شخصاً على الأقل قتلوا في العملية العسكرية في جباليا، مشيراً إلى وجود جثث كثيرة تحت أنقاض المنازل المدمرة.

وقال رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، إن “الأضرار المادية جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة تتراوح الآن على الأرجح بين 14 و20 مليار دولار”.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف “إرهابيين متحصنين في مناطق مدنية”، ويتهم مقاتلي حماس بمنع السكان من الابتعاد عن منطقة القتال.

وحذرت جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية، الاثنين، مما أسمته “إشارات مقلقة على أن الجيش الإسرائيلي بدأ في تنفيذ خطة الجنرالات”.

وتدعو خطة الجنرالات إلى الترحيل القسري لجميع المدنيين في الشمال، يعقبه حصار لمقاتلي حماس المتبقين هناك لإجبارهم على الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وينفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ هذه الخطة، ويقول إن الهدف منها فقط “إبعاد المدنيين عن طريق الأذى”.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.