ما هي الصواريخ البالستية وفرط الصوتية؟

صورة تظهر عددا من الصواريخ البالستية محملة على شاحنات
التعليق على الصورة، يمكن للصواريخ البالستية إيصال أنواع متعددة من الرؤوس الحربية بما فيها النووية

في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل. وسائل إعلام إيرانية قالت إن الحرس الثوري استخدم في الهجوم للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية، إلى جانب صواريخ بالستية.

فما هي الصواريخ فرط الصوتية؟ وما هي الصواريخ البالستية؟

الصواريخ البالستية: رمية رمح محسوبة بعناية

إطلاق الصواريخ البالستية يشبه إلى حد كبير رمي الرمح. حين يقذف الرامي الرمح، يدفعه بيده بزاوية إلى الأعلى ثم يفلته، يستمر الرمح في الاندفاع بفضل القوة الأولية التي اكتسبها من يد الرامي، وينطلق إلى الأعلى حتى تتغلب قوة الجاذبية على قوة الدفع، فيصل الرمح إلى أعلى ارتفاع ممكن، قبل أن يعود للانحدار تدريجيا نحو الأرض، إلى أن يصيب هدفه، فيكون مساره في الهواء أشبه بالقوس المنحني الذي يشبه القطع المكافئ، وهو ما يسمى بالمسار البالستي.

من هنا جاءت تسمية الصواريخ البالستية، بحسب قاموس “ميريام ويبستر” تعني كلمة “بالستي” بالإنجليزية “مقذوفي”، وهي كلمة تصف سلوك الأجسام حين تسير بنفس الطريقة التي تسير بها المقذوفات، مثل الرمح أو الحجر أو القذيفة المدفعية أو غيرها، وجميع هذه المقذوفات تتشارك في كونها تتلقى قوة دفع عند انطلاقها فقط، ثم تسير بتأثير من اندفاعها وقوة الجاذبية ومقاومة الهواء، دون الحصول على دفع إضافي أو توجيه أثناء تحليقها في مسارها الذي يتبع الشكل القوسي “المسار البالستي”، تماما مثل الرمح الذي يتلقى قوة دفعه فقط من يد الرامي، ولا يتلقى أي دفع إضافي أثناء تحليقه في الهواء.

بحسب منظمة “مبادرة التهديد النووي”، فإن الصواريخ البالستية تتلقى قوة دفعها الأولى من محركاتها الصاروخية عند الانطلاق فقط، وهذه المحركات قد تكون محركاً واحداً، أو محركات عدة تعمل على أكثر من مرحلة.

بعد نفاد الوقود وتوقف المحركات، تستمر الصواريخ في الانطلاق إلى الأعلى بفضل قوة الدفع التي اكتسبتها عند الانطلاق، ثم تصل إلى أعلى نقطة ممكنة حيث تعود الجاذبية لتتغلب على قوة الدفع، فيعود الصاروخ إلى الأرض بشكل تدريجي، ويسير بمسار قوسي إلى هدفه.

كم يبلغ مدى الصواريخ البالستية؟

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

تستطيع الصواريخ البالستية الوصول إلى مدى كبير بفضل مسارها القوسي، فهي تغطي المسافة منذ الانطلاق وحتى الوصول إلى أعلى نقطة لها، ثم تغطي المسافة من تلك النقطة وحتى عودتها إلى الأرض. بحسب “رابطة الحد من الأسلحة”، تصنف الصواريخ البالستية بناء على مداها إلى أربع فئات:

  • الصواريخ قصيرة المدى: ويبلغ مداها الأقصى 1000 كيلومتر.
  • الصواريخ متوسطة المدى: يبلغ مداها بين 1000 و 3,500 كيلومتر.
  • الصواريخ وسيطة المدى: ويبلغ مداها ما بين 3,500 و 5,500 كيلومتر.
  • الصواريخ طويلة المدى أو العابرة للقارات: ويبلغ مداها أكثر من 5,500 كيلومتر.

هل صحيح أن الصواريخ البالستية تغادر الغلاف الجوي؟

توجهنا بهذا السؤال إلى الباحث الزائر لشؤون التحليل الدفاعي والعسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ساشا بروشمان، الذي أجاب بأن بعض الصواريخ البالستية وليس كلها يغادر الغلاف الجوي، إذ “يعتمد ذلك على مدى الصواريخ، وكلما كان الهدف الذي تريد إصابته أبعد، يتوجب عليك قذف الصاروخ إلى ارتفاع أعلى”، الصواريخ قصيرة المدى لا تغادر عادة الغلاف الجوي، الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى تغادره على الأغلب، أما الصواريخ العابرة للقارات، فهي وبشكل شبه أكيد تسير في ارتفاع خارج الغلاف الجوي.

كيف يتم إطلاق الصاروخ البالستي؟

بحسب وثائق وزارة الدفاع الأمريكية، يتم إطلاق الصاروخ البالستي على مراحل ثلاث:

  • المرحلة الأولية: تبدأ منذ لحظة إطلاق الصاروخ وحتى توقف محركاته وإكمال الصاروخ مساره دون قوة دفع إضافية. تستمر هذه المرحلة من ثلاث إلى خمس دقائق، وتحدث في معظمها داخل الغلاف الجوي.
  • المرحلة الوسطى: تبدأ عند توقف المحركات، يستمر عندها الصاروخ في الاندفاع نحو أعلى نقطة في مساره، ثم يبدأ في الانحدار نحو الأرض. وتستغرق هذه المرحلة وقتا هو الأطول بين المراحل الثلاث. في الصواريخ العابرة للقارات مثلاً، يمكن أن تستغرق هذه المرحلة نحو 20 دقيقة.
  • المرحلة النهائية: تبدأ هذه المرحلة عند انفصال الرأس المتفجر عن الصاروخ وعودته إلى الغلاف الجوي باتجاه هدفه. تستمر هذه المرحلة لوقت قصير قد لا يتجاوز الدقيقة الواحدة.

هل الصواريخ البالستية أسرع من الصوت؟

سرعة الصوت في الهواء تتغير بحسب درجة حرارته وعوامل أخرى، وبحسب “الموسوعة البريطانية” تبلغ سرعته في الهواء الجاف وفي درجة حرارة 32 مئوية نحو 331 متراً في الثانية.

بحسب الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية “ناسا”، يمكن تصنيف الأجسام بحسب سرعة مسيرها في ثلاث مجموعات:

أجسام دون سرعة الصوت: وهي التي تسير بسرعة أقل من سرعة الصوت.

أجسام أسرع من الصوت: وهي التي تسير بسرعة تتجاوز سرعة الصوت، لكن أقل من خمسة أضعاف سرعته.

أجسام فرط صوتية: وهي أجسام تسير بسرعة تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت.

بحسب بروشمان، فإن سرعة الصواريخ البالستية تعتمد على نوع الصاروخ ومرحلة الإطلاق. خلال المرحلة الأولية، يسير الصاروخ بسرعة “بطيئة” نسبياً، خلال المرحلة الوسطى، وخاصة خارج الغلاف الجوي، يمكن لسرعة الصاروخ أن تصل بسهولة إلى ما يتجاوز 10 آلاف كيلومتر في الساعة، “الصواريخ العابرة للقارات تستطيع الوصول إلى سرعة تبلغ 15 ضعف سرعة الصوت خارج الغلاف الجوي. لكن حين تعود الصواريخ إلى الغلاف الجوي، عليها إبطاء سرعتها قليلا لتجنب الاحتراق بسبب قوة الاحتكاك الكبيرة بالهواء. 

“تعتمد سرعة عودة الصاروخ إلى الأرض على الدرع الحراري الذي يحمي الرأس الحربي من الحرارة العالية عند عودته، والتكنولوجيا المستخدمة هنا لها حدودها”، وكلما “كان الرأس الحربي والمواد المستخدمة لحمايته أفضل، كلما ازدادت درجة الحرارة التي يستطيع تحملها وبالتالي ازدادت السرعة التي يستطيع فيها العودة إلى الأرض” وكلما ازدادت السرعة التي يعود فيها إلى الأرض، ازدادت صعوبة اعتراضه. عموماً “معظم الصواريخ البالستية تبلغ سرعتها آلاف الكيلومترات في الساعة لحظة ارتطامها بالهدف”.

هل يعود الصاروخ بأكمله إلى الأرض؟

ما يعود من الصاروخ هو جزء صغير منه يعرف بـ “مركبة العودة”، وتحتوي هذه المركبة على الرأس الحربي ونظام التوجيه “إن وُجد”، يقول بروشمان إن “الصواريخ الكبيرة مثل العابرة للقارات، قد تمتلك ثلاث مراحل من الدفع الصاروخي، ما يعني أنها ستُلقي خلال مسارها ثلاثة معززات أو محركات صاروخية”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.