ما الذي تحتاج إليه أفريقيا لكي تفوز بكأس العالم؟

يرى المدير الفني لمنتخب الكونغو الديمقراطية، سيباستيان ديسابر، أن الدول الأفريقية بحاجة إلى تحسين معايير ملاعبها إذا كانت تريد لأحد منتخباتها أن يفوز بكأس العالم لكرة القدم.

وتزامنت تصريحات ديسابر مع قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإضافة غانا إلى الدول الممنوعة من استضافة المباريات الدولية.

ويعتقد المدير الفني الفرنسي، الذي قاد منتخب الكونغو الديمقراطية إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2023 هذا العام، أن مستوى اللعب في أفريقيا يتحسن، لكن المنشآت لا تساعد المدربين في أداء مهامهم.

وقال لبي بي سي: “للأسف بعض الملاعب وبعض المنشآت ليست في مستوى أهداف رئيس الاتحاد الأفريقي، ولا في مستوى أهداف الاتحادات”.

وأضاف: “ولهذا السبب تجد أفريقيا صعوبة في تحقيق نتائج جيدة”.

فقد أُجبرت منتخبات بنين، وكينيا، ومدغشقر، ودول أخرى، على استقبال منافسيها، في تصفيات كأس أفريقيا 2025 في ملاعب محايدة، لأن ملاعبها لم تستوف شروط الاتحاد الأفريقي، لاستضافة المباريات الدولية.

ويبدو أن غانا ستلتحق بهذه المجموعة الشهر المقبل، بسبب مخالفات فنية بملعب بابا يارا، بما فيها تحفظات على نوعية أرضية الملعب، في كوماسي.

وطلبت وزارة الشباب والرياضة الغانية من الاتحاد الأفريقي معاينة ملاعب أخرى في البلاد. وإذا لم توافق عليها أيضا، فإن النجوم السوداء ستلعب مباراتها أمام السودان، الشهر المقبل، خارج البلاد.

وبلغ المنتخب المغربي نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، ليصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى المربع الذهبي. لكن ديسابر يعتقد أن تحسين المنشآت أمر ضروري حتى تتمكن المنتخبات الأفريقية من تحقيق نتائج أفضل.

وقال المدير الفني، البالغ من العمر 48 عاما، إن “مستوى اللعب الاحترافي في تحسن. بعد أكثر من 10 سنوات في أفريقيا، شاهدت التغيير في الاتحاد الأفريقي، وفي الاتحادات المحلية، والمدارس الكروية. وأنا متأكد أنه سيأتي وقت يفوز فيه منتخب أفريقي بكأس العالم”.

وأضاف: “لكن يتعين علينا أن نستمر في بناء الملاعب وتحسين أرضيات التدريب، لمساعدة المدربين واللاعبين، من أجل الاستمتاع وتحقيق نتائج جيدة”.

وكان ديسابر من المدربين الوطنيين، الذين حضورا منتدى للمدربين، في ساحل العاج، من تنظيم الاتحاد الأفريقي.

والهدف من هذا المنتدى هو تقييم النسخة الأخيرة من نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي أقيمت في البلاد، والتفكير في سبل تحسين مستوى الدورات المقبلة.

يقول ديسابر إن المنتدى فرصة جيدة للحديث مع الزملاء من المدربين الآخرين الذي تنافسوا في دورة 2023 من كأس أمم أفريقيا، خاصة أن التصفيات المؤهلة لبطولة 2025 في المغرب بدأت.

ويضيف: “هناك روابط واحترام متبادل بيننا. قد يكون عمل كل مدرب مختلفا، لكن من المهم أن يستفيد كل واحد فينا من الآخرين، وينمي معارفه باستمرار، وأن نتعلم الدروس من الدورات السابقة”.

وحقق منتخب الكونغو الديمقراطية نتائج جيدة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، إذ فاز بأول مبارتين في المجموعة، على أثيوبيا وغينيا.

ويقول ديسابر عن ذلك: “الفوز بأول مبارتين مهم لاكتساب الثقة. لكن هناك 6 مباريات أخرى، وهذه ليست النهاية، لأننا لم نتأهل حتى الآن”.

ويضيف: “يتعين علينا أن نحافظ على تركيزنا للمباراة المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول”.

وستنتهي التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية القادمة التي يستضيفها المغرب، في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يعني أن المنتخبات ستنتظر أكثر من عام قبل أن تبدأ البطولة.

وستقام النهائيات فترة من 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 وحتى 18 يناير/كانون الثاني 2026.

يقول ديسابر عن ذلك: “أعتقد أنه من الأفضل أن تبدأ الدورة مباشرة بعد التصفيات. لكن هذا ما يحدث مع تصفيات كأس العالم أيضا”.

ويضيف: “فنحن محترفون ومطالبون بالتأقلم مع الأوضاع الحالية”.

ويتابع: “نتعامل من المباريات الواحدة بعد الأخرى. ومن المهم بالنسبة لمنتخبنا ولجمهورنا، ولبلادنا أن نفوز بالمباراة المقبلة، سواء كانت في إطار التصفيات أو مباراة ودية أو في كأس العالم”.