كيف كانت ردة الفعل في الأردن والضفة الغربية وإسرائيل على مقتل 3 إسرائيليين على يد سائق شاحنة أردني؟

متظاهرون يشاركون في مسيرة دعماً للفلسطينيين في غزة ودعماً للمواطن الأردني القتيل الذي أطلق النارعلى ثلاثة إسرائيليين

Reuters

يُشدد الأردن في جميع بياناته الرسمية على أن حادثة إطلاق النار قرب معبر اللنبي / جسر الملك حسين، الرابط بين الأردن والضفة الغربية المحتلة، هي “حادثة فردية”، لكن الحراك الشعبي الذي عبر عن نفسه في العاصمة الأردنية عمّان ليل الأحد، جاء بصورة تبدو أكثر تبنياً للعملية التي قام بها ماهر الجازي.

وتجلى ذلك في التظاهرة التي دعت إليها أحزاب يسارية وإسلامية أردنية مساء الأحد، والتي لبى دعوتها مئات الأردنيين، في ظل إجراءات أمنية مشددة شهدتها منطقة وسط البلد، في العاصمة عمّان.

وهتف المتظاهرون باسم الجازي وباسم مدينته معان -جنوب الأردن- وحملوا لافتات تُؤيد العملية والفلسطينيين ولافتات أخرى ضد إسرائيل بعضها كان باللغة العبرية.

وحمل الأردنيون العلمين الأردني والفلسطيني، وسط مظاهر احتفالية وتوزيع حلوى وإطلاق الألعاب النارية وخرجت “زفة رمزية احتفالاً بالجازي”، قائلين إن المسلح “انتقم” لمقتل الآلاف من الفلسطينيين في الحرب في غزة.

وأُختتمت التظاهرة بأداء صلاة الغائب عن روح ماهر الجازي.

وتشهد العاصمة عمان تظاهرات شبه يومية كما تخرج تظاهرات أسبوعية في بعض المحافظات الأردنية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.

ورفض بعض الأردنيين ما فعله الجازي وانتقدوا ما فعله، رافضين أن يتحول الأردن إلى ساحة حرب، واصفين الأمر بأنه عمل “يضر بمصلحة الأردن” و”لا يحترم اتفاقيات الأردن الدولية”.

https://twitter.com/NSbeihi/status/1832733185198768287

واقتصر هذا النقد على منصات التواصل الاجتماعي ولم تُرصد أي مظاهرة رافضة للعملية التي نفذها الجازي.

ووقعت إسرائيل والأردن معاهدة سلام في عام 1994 وبينهما علاقات أمنية وثيقة. وتعبر عشرات من الشاحنات يومياً من الأردن، محملة بالبضائع من المملكة ودول خليجية إلى أسواق بالضفة الغربية المحتلة وإسرائيل.

“الضفة الغربية وغزة”

وفي الضفة الغربية المُحتلة كانت ردود الفعل الشعبية مشابهة لتلك التي في الأردن، فقد رُصدت بعض مظاهر الاحتفال في بعض المدن الفلسطينية.

وقال مغردون إن “الضفة الغربية جزء من العمق الاستراتيجي الأردني”، وهو ما يجعل الأردنيين يقومون بعمليات وصفوها بالـ “الفدائية”.

وغاب الموقف الرسمي الفلسطيني عن المشهد، إذ لم يصدر بيان رسمي من السلطة الفلسطينية حول الحادثة.

https://twitter.com/rdooan/status/1832752104026280361

وعلق ناشطون من غزة على الحادثة “بأنها رد فعل طبيعي على مجازر إسرائيل بحق الغزيين”.

وقال العديد من الناشطين أن الأردن “كان من أوائل الدول الداعمة للغزيين في ظل الحرب”.

وعقب تنفيذ عملية معبر اللنبي / جسر الملك حسين “الكرامة”، تداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصورا للناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، يوجه فيه رسالة للأردنيين.

ودعا أبو عبيدة في مقطع الفيديو، الذي كانت القسام بثته بوقت سابق، الأردنيين إلى تصعيد العمل الشعبي والجماهيري والمقاومة، معتبراً “أن أهل الأردن كابوس يخشى الاحتلال تحركه وهو يعمل على عزله وتحييده عن قضيته”.

“إدانة ضعيفة”

ويبدو أن كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي صرّح به بعد الحادثة “نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني”، قد وجد رواجاً في الشارع الإسرائيلي.

وانتشرت تغريدات حمّلت إيران مسؤولية الحادثة، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

واعتبر إسرائيليون إن ما حدث ليس إلا “إرهاباً” بحق مدنيين إسرائيليين كانوا يقومون بعملهم، وفق وصفهم.

وتطرق موقع واي نت التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت، “إلى ضعف الإدانة الرسمية الأردنية” للحادثة، وجاء في الموقع أن المتظاهرين الأردنيين “أحرقوا علم إسرائيل في وسط العاصمة عمّان”.

وأشار الموقع إلى أن “المحاولات الإيرانية لإلحاق الضرر بالنظام في الأردن يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على إسرائيل وتخلق تهديداً حقيقياً لها على حدودها الأكبر”.

بينما رفض بعض الإسرائيليين تحميل المسؤولية على الدولة الأردنية، مؤكدين في تغريداتهم على أن الحادث عمل “فردي”، ولا يجوز تحميل النظام أو الشعب الأردني بالمجمل “ذنب ما قام به الجازي”، وفق ما قالوا.

https://twitter.com/MeirMasri/status/1832790193629172119

وتشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً متصاعداً، وتتعلق أبرز مصادر التوتر بسبب حرب غزة وبمواقف إسرائيل تجاه الأماكن المقدسة في القدس، خاصة الحرم القدسي، حيث يؤكد الأردن أنه يحتفظ بدور الوصاية الهاشمية. بالإضافة إلى ذلك، تثير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وبناء المستوطنات في الضفة الغربية، غضب الحكومة الأردنية والشعب الأردني. هذه التوترات أدت إلى تبادل التصريحات الحادة وتراجع التعاون في بعض المجالات السياسية والأمنية، رغم استمرار التفاهمات الاستراتيجية بين البلدين.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.