لمن تكون اليد العليا في المناظرة الرئاسية الثانية؟ دونالد ترامب أم كامالا هاريس؟

REUTERS

تجرى المناظرة الثانية من المناظرات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء المقبل، والتي تشهد أول مواجهة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.

وتُبث المناظرات الرئاسية على نطاق واسع عبر شاشات التلفزيون وقد تؤثر إلى حدٍ كبيرٍ على كيفية قرار الأمريكيين بالتصويت.

ويرى البعض أن كامالا هاريس مناظرة بارعة، لكن دونالد ترامب أظهر في المناظرات الرئاسية لعامي 2016 و2020 أنه منافس مميز.

متى تُجرى المناظرة الرئاسية الثانية، وما هي القواعد التي تحكمها؟

تُجرى المناظرة في مدينة فيلادلفيا الواقعة في ولاية بنسلفانيا، في 10 سبتمبر/ أيلول في 9مساءً بتوقيت نيويورك الشرقي (1 ليلاً بتوقيت غرينتش).

وهذه هي المناظرة الرئاسية الثانية لعام 2024. وكانت الأولى قد أُجريت في يونيو/ حزيران الماضي، بين دونالد ترامب والرئيس جو بايدن قبل أن يقرر الأخير الانسحاب من السباق الرئاسي.

ومن المقرر أن تُبث المناظرة على قناة إيه بي سي الإخبارية، كما تُبث عبر البث الإخباري الحي لشبكة إيه بي سي، وشبكتي ديزني وهولو.

وتفرض المناظرة حدوداً زمنية صارمة، إذ تُمنح كل مرشح دقيقتين كحد أقصى للإجابة على أسئلة المشرفين، وسيكون لديه دقيقتين لتفنيد حجج المنافس.

ويُكتم صوت ميكروفونات كل مرشح عندما يتحدث منافسه، كما لن يكون هناك جمهور في قاعة المناظرة.

وكانت هاريس قد طلبت أن تظل الميكروفونات مشغلة طوال الوقت، لكنها وافقت بعد ذلك على قاعدة كتم الصوت عند تحدث المنافس.

وبدأ العمل بهذه القاعدة قبل أربع سنوات بعد أن شابت المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن مقاطعات ومشاجرات.

ويدير مناظرة الثلاثاء المقبل، اثنان من المشرفين؛ هما دايفيد موير ولينسي ديفيس، وكلاهما يقدمان برامج إخبارية على شبكة إيه بي سي الإخبارية.

ما هي مواطن قوة كامالا هاريس كمشاركة في المناظرة؟

شاركت كامالا هاريس في المناظرات الانتخابية منذ عام 2003 عندما فازت بالسباق لتتولى منصب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو.

كما شاركت في المناظرات خلال حملاتها الانتخابية الناجحة لانتخابها نائبة عامة لولاية كاليفورنيا وعضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا.

وناظرت جو بايدن في 2019 عندما كانت تنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، كما واجهت مايك بنس في مناظرة نائب الرئيس لعام 2020.

وأظهرت نائبة الرئيس الأمريكي قدرة على السيطرة على المسرح. وفي مناظرة 2020 مع بنس، وبخته لمقاطعته لها قائلة: “سيدي نائب الرئيس، أنا أتحدث”.

واكتسبت هاريس الكثير من الخبرة في المناظرات في مجلس الشيوخ الأمريكي وقبل ذلك كمدعية عامة في محاكم كاليفورنيا، حيث تتمثل المهارة الأساسية في تسليط الضوء على نقاط ضعف الخصم.

وقد يفيدها ذلك عند تفنيد النقاط التي يطرحها دونالد ترامب أثناء المناظرة.

رغم ذلك، فشلت هاريس في أن تكون المرشحة الرئاسية الديمقراطية لعام 2020، وانسحبت قبل المنافسة الأولى في ولاية أيوا. وكان من أهم الانتقادات التي وُجهت إليها أنها ليس لديها مواقف سياسية ثابتة.

وفي مناظرة الثلاثاء المقبل، من المرجح أن تواجه هاريس أسئلة صعبة حول سياساتها من قبل المشرفين على الحدث.

كما ينتقدها البعض لما يرونه إطالة في الحديث أثناء الإجابة على الأسئلة.

على سبيل المثال، قالت في مقابلتها الأخيرة مع شبكة سي إن إن: “إنها مسألة ملحة يجب أن نطبق عليها مقاييس تتضمن إلزام أنفسنا بالمواعيد النهائية في الوقت المحدد”.

ويكون وقت التحدث محدوداً للغاية أثناء المناظرات الرئاسية، في حين ينبغي أن تصل رسائل الحملة بوضوح إلى الناخبين.

ما هي مهارات ترامب كمناظر؟

تعتبر مناظرة الثلاثاء المقبل ضد ترامب التحدي الأكبر الذي يتعين على هاريس مواجهته منذ دخولها السباق الرئاسي.

وسبق لترامب أن شارك في سلسلتين من المناظرات الرئاسية، في عامي 2016 و2020، وأثبت أنه خصم يقاتل بشراسة وغير تقليدي.

وأثناء مناظرات 2016 ضد هيلاري كلينتون، كان يسير على خشبة المسرح ويقف خلفها مباشرة أثناء حديثها، الأمر الذي قالت عنه إنه “جعل جسدها يرتعد”.

وفي أول مناظرة رئاسية عام 2020، كان يقاطع جو بايدن باستمرار، مما دفعه إلى أن يقول وهو منزعج: “هل صمتَّ يا رجل؟”.

وعلى الأرجح، كانت هذه التكتيكات هي السبب وراء تعطيل خصوم الرئيس الأمريكي السابق وتسليط الضوء عليه طوال الوقت أثناء المناظرات.

ومع ذلك، غالباً ما كان ترامب ينحرف عن الموضوع أثناء المناقشات ويؤكد الكثير من الأمور التي تبين أنها غير صحيحة من قبل مدققي الحقائق.

من هو المرشح الذي يتقدم في استطلاعات الرأي؟

قبل أن ينسحب من السباق الرئاسي في يوليو/ تموز الماضي، كان جو بايدن يتخلف عن دونالد ترامب في استطلاعات رأي الناخبين على المستوى الوطني وفي العديد من الولايات المتأرجحة.

وتقول منظمة “ريال كلير بوليتيكس”، وهي منظمة للتحليل السياسي تحسب متوسط استطلاعات الرأي الوطنية، إن هاريس أصبحت أكثر شعبية من ترامب منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي. وقالت إنها تتقدم على ترامب بفارق 1.9 نقطة على المستوى الوطني، اعتباراً من 3 سبتمبر.

ومع ذلك، كانت هيلاري كلينتون تتقدم بخمس نقاط في استطلاعات الرأي الوطنية في نفس الفترة من عام 2016، وخسرت الانتخابات أمام ترامب.

وتعتبر استطلاعات الرأي داخل الولايات أكثر أهمية من استطلاعات الرأي الوطنية. وذلك لأن نتائج الانتخابات في الولايات الفردية تحدد عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشح في المجمع الانتخابي، ويقرر المجمع الانتخابي من يصبح رئيساً.

وهناك عدد قليل من الولايات المتأرجحة مثل أريزونا وجورجيا وميتشيغان وشمال كارولينا وبنسلفانيا والتي تعتبر حاسمة بالنسبة للمرشحين للفوز. وفي كل هذه الولايات، هناك تقارب شديد بين حظوظ المرشحيْن.

وفي أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت منظمة”ريال كلير بوليتيكس” إن هاريس تمكنت من التفوق على ترامب في استطلاعات الرأي في ميتشيغان وجورجيا وتعادلت معه في ولاية بنسلفانيا، لكنها لا تزال متخلفة في أريزونا وشمال كارولينا.

وهناك إجماع بين المحللين السياسيين على أن الفارق في نتائج الانتخابات قد يكون محدوداً للغاية بين المرشحيْن ولا يمكن التكهن بها.

ويحتاج المرشح إلى 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الديمقراطيين قد يحصلوا على 226 صوتاً في المجمع الانتخابي بينما يمكن أن يحصل الجمهوريون على 219 صوتاً مع عدم حسم 93 صوتاً هي المتبقية في المجمع.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.