الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين ويعلن أن العملية العسكرية متواصلة في شمال الضفة الغربية “حتى تحقيق أهدافها”

القوات الإسرائيلية تعتقل فلسطينيين خلال مداهمة مبنى في اليوم التاسع من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 05 سبتمبر/أيلول 2024

EPA
القوات الإسرائيلية تعتقل فلسطينيين خلال مداهمة مبنى في اليوم التاسع من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، 05 سبتمبر/أيلول 2024

انسحب الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة من مدينة جنين ومخيمها، بعد عشرة أيام من العملية العسكرية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية متواصلة في شمال الضفة الغربية “حتى تحقيق أهدافها”.

وذكرت مصادر في طولكرم أن القوات الإسرائيلية انسحبت اليوم كذلك من المدينة ومخيميها بعد عملية عسكرية استمرت أربعة ايام متتالية، وخلفت دمارًا واسعاً في البنى التحتية والممتلكات.

وكانت الوكالة قد أعلنت انسحاب القوات الإسرائيلية بعد منتصف ليل الخميس، من محيط مستشفى جنين الحكومي، ومستشفى ابن سينا.

وقال شهود عيان لمراسلة “وفا”، إن آليات الجيش انسحبت من أمام بوابة مستشفى جنين الحكومي، وعمارة الريان خلف المستشفى، التي اتخذها الجنود الإسرائيليون ثكنة عسكرية ومركز عمليات لعشرة أيام، فيما أطلق عليها الجيش اسم “المخيمات الصيفية”.

وقد أسفرت العملية عن مقتل 21 مواطناً فلسطينياً، بينهم ثمانية أطفال واثنان من المسنين، وإصابة آخرين، بعضهم بجروح خطيرة، في محافظة جنين، في الهجوم الذي وُصف “بالدموي والأعنف” بحسب “وفا” منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002.

وقال شاهد من رويترز إن القوات الإسرائيلية خلفت وراءها أضراراً جسيمة في البنية التحتية.

وفي بيان على فيسبوك، اتهمت الخارجية الفلسطينية إسرائيل بنقل “دمارها الوحشي وخرابها” في قطاع غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، كما يتضح من الوضع في مدينتي جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين هناك.

وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة باللغتين العربية والإنجليزية: “على سمع وبصر المجتمع الدولي، والدول التي تدعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين وحل الدولتين، تواصل دولة الاحتلال إعادة انتاج جرائمها الوحشية ومشاهد الدمار والتخريب التي ارتكبتها في قطاع غزة ونقلها للضفة الغربية المحتلة”.

وأشار البيان إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتها، فيما وصفته بأنه “استهداف واضح لحياة المدنيين الفلسطينيين ومرتكزات وجودهم الوطني والانساني في أرض وطنهم”.

وإلى جانب ضحايا جنين، أودت العملية العسكرية الإسرائيلية بحياة ثمانية من محافظة طوباس، وسبعة من طولكرم، وثلاثة من الخليل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

تصاعد الدخان خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، 5 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
تصاعد الدخان خلال مداهمة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، 5 سبتمبر/أيلول 2024

واعرب مواطنون فلسطينيون عن مخاوفهم من عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث في مرات عديدة سابقة.

كان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد قال يوم الأربعاء 28 أغسطس/ آب إنه ينبغي التعامل مع التهديد في الضفة الغربية تماماً كالتعامل مع قطاع غزة.

وأوضح كاتس في تغريدة على صفحته بموقع إكس، أن الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية مكثفة في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين الفلسطينيين ضد ما سماها “البنى التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي أقيمت هناك”.

وأضاف أن إيران تعمل على إقامة ما وصفها بـ”جبهة إرهابية ضد إسرائيل من الضفة الغربية وفق نموذج غزة ولبنان، من خلال تمويل وتسليح مخربين وتهريب أسلحة متطورة عبر الأردن”.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش صحة تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يتحدث فيه عن “خطة سرية” لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وإجهاض أي محاولة لتصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الخميس أن عدد الضحايا في الضفة الغربية المحتلة قد ارتفع إلى 39 قتيلاً ونحو 150 مصاباً، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 691 فلسطينياً بالإضافة إلى 5700 مصاب، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول.

في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن 36 مسلحا فلسطينيا قتلوا خلال العملية العسكرية في الضفة، واعتقل أكثر من 40 ممن تصفهم إسرائيل بالمطلوبين، كما تم ضبط 24 قطعة سلاح، وتدمير عشرات العبوات الناسفة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية لم تسمها القول إن العملية العسكرية في الضفة لم تنته بعد، وإنه من الممكن العودة قريبا إلى جنين وباقي المناطق هناك.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.