حرب غزة: لماذا يصر نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا وما أثره على العلاقات مع مصر؟

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي

Getty Images

يعد محور فيلادلفيا حاليا إحدى النقاط الخلافية الأساسية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، التي تجري بوساطة مصر وقطر وبدعم أمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل بين الجانبين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة التي لا تزال تراوح مكانها.

ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه ببقاء الجيش الإسرائيلي في منطقة فيلادلفيا الحدودية بين قطاع غزة ومصر، بزعم أن هذه المنطقة تشكل “أنبوب أكسجين” لحركة حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة من مصر إلى قطاع غزة وهو ما أثار توترا بين مصر وإسرائيل في الأيام القليلة الماضية.

تحرك مصري

في الأثناء، قام الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بزيارة مفاجئة يوم الخميس 5 سبتمبر/ أيلول “لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة” وفقا لبيان المتحدث العسكري المصري.

وأكد الفريق خليفة أن “المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هي الحفاظ على حدود الدولة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلاً بعد جيل”.

رفض مصري لاتهام إسرائيل

هذا وقد أكد مصدر مصري رفيع المستوى يوم الخميس أن تصريحات نتنياهو بشأن تهريب السلاح عبر الحدود المصرية “تفتقد إلى الواقعية ويسعى من خلالها لتحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية”.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية الممولة من الحكومة المصرية عن المصدر الرسمي المصري قوله إن “الأشهر الماضية أثبتت أن نتنياهو لا يهمه عودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء طالما ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية”.

كانت مصر رفضت سابقا اتهامات نتنياهو بغضها الطرف عن تهريب الأسلحة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا واعتبرتها محاولة لعرقلة التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع، بينما عبرت كل من قطر والأردن والإمارات عن تضامنهم مع القاهرة في هذا الشأن.

وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها، إنها تعرب عن رفضها التام لتصريحات نتنياهو “التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة”.

كما نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع قوله مؤخرا إن بلاده “جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا”.

محور بن غفير- سموتريتش

في غضون ذلك تعهد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، بمنح نتنياهو الدعم لإعادة السيطرة على محور فيلادلفيا حال موافقته على الانسحاب من المحور لصالح صفقة تبادل أسرى مع حماس.

وقال لابيد في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس إن “المشكلة ليست في محور فيلادلفيا، بل في محور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو فعل ذلك أولا مع رفح وممر نتساريم والآن يفعل ذلك مع فيلادلفيا”.

ويعارض كل من سموتريتش وبن غفير المقترح المعروض من الوسطاء على إسرائيل وحماس بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، ويهددان بإسقاط حكومة نتنياهو حال القبول بالمقترح.

ويقول مسؤولون في المعارضة الإسرائيلية إن نتنياهو الذي يخشى تنفيذ بن غفير وسموتريتش تهديداتهما يجد في كل فترة مبررا لعدم وقف الحرب كان آخرها مطلبه بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.

وتابع لابيد: “هذه (اعتراضات نتنياهو) اختراعات لمنع صفقة رهائن”، معتبراً أن “إنهاء الحرب هو في مصلحة إسرائيل”.

وأضاف لابيد “كان مفهومنا للأمن دائما عبارة عن حروب قصيرة، والبلاد بحاجة إلى العودة إلى الحياة وإعادة بناء الاقتصاد”.

كان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إنه إذا غادر محور فيلادلفيا فإنه “لا يوجد ضمانة بأن يوافق المجتمع الدولي على عودة إسرائيل إلى المحور”.

لكن لابيد قال: “إذا غادر نتنياهو فيلادلفيا من أجل صفقة رهائن فأنا أتعهد بمنحه دعما وطنيا ودوليا لعودته إلى المحور، عليه الآن أن يعقد صفقة”.

يذكر أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مرحلة حرجة، بسبب إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع وهو ما ترفضه إسرائيل.

مقترح أمريكي جديد

من جانبه يسعى البيت الأبيض إلى تقديم مقترح جديد بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن لدى حركة حماس خلال الأيام المقبلة، وفق ما صرح به مسؤولان أمريكيان ومصدران أمنيان مصريان ومسؤول مطلع لرويترز.

وقال المسؤولان الأمريكيان إن “المقترح الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا للتوصل إلى هدنة في الصراع بين إسرائيل وحماس”.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين بشكل منفصل الأربعاء، إنه جرى التوافق على جزء كبير من الاتفاق إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.

وأوضح المسؤول في الإدارة الأمريكية، الذي رفض الكشف عن هويته، أن العقبتين تتمثلان في مطالب إسرائيل بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الرهائن لدى حماس بسجناء لدى إسرائيل.

برأيكم

لماذا يصر نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا رغم وجود معارضة داخلية وخارجية لهذا الأمر؟

ما أثر بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا على مسار مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار؟

وما أثرهذا على العلاقات بين إسرائيل ومصر؟

هل تبذل الولايات المتحدة جهدا كافيا لإقناع إسرائيل عدم البقاء في محور فيلادلفيا؟

هل تبالغ إسرائيل وحماس في مطالبهما بخصوص صفقة التبادل ووقف إطلاق النار؟ ولماذا؟

هل ينجح المقترح الأمريكي الجديد في جسر الهوة بين إسرائيل وحماس؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 6 سبتمبر/ أيلول

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.