شولتز يدعو لتفعيل “جدار حماية” لمنع حزب البديل اليميني المتطرف من الوصول إلى الحكم

دعا المستشار شولتز، الذي كان أداء حزبه الاشتراكي الديمقراطي سيئا في انتخابات الولايتين، إلى إنشاء جدار حماية "بدون المتطرفين اليمينيين"

Reuters

حث المستشار الألماني أولاف شولتز الأحزاب الرئيسية على عدم تقديم الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف “أيه أف دي”، الذي حقق فوزا كبيرا في ولاية تورينجيا الشرقية في الانتخابات الإقليمية التي جرت يوم الأحد.

وتمنح النتيجة اليمين المتطرف أول فوز له في انتخابات برلمان الولاية منذ الحرب العالمية الثانية.

كما جاء حزب البديل من أجل ألمانيا في المركز الثاني بفارق ضئيل في الانتخابات التي جرت يوم الأحد، في ولاية ساكسونيا المجاورة الأكثر اكتظاظا بالسكان.

تم تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه يميني متطرف في كل من ولايتي تورينجيا وساكسونيا، وقد تم تغريم بيورن هوكي، زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا في تورينجيا، لاستخدامه شعارا نازيا، على الرغم من أنه ينفي القيام بذلك عن عمد.

وحث شولز يوم الاثنين الأحزاب الأخرى على منع حزب البديل من أجل ألمانيا من الحكم من خلال الإبقاء على ما يسمى “بجدار حماية”.

وأضاف أن “جميع الأحزاب الديمقراطية مدعوة الآن إلى تشكيل حكومات مستقرة دون المتطرفين اليمينيين”، ووصف النتائج بأنها “مريرة” و”مثيرة للقلق”.

وقالت أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا، إن الناخبين في تورينجيا وساكسونيا منحوا حزبها “تفويضا واضحا للغاية للحكم”.

وحثت الأحزاب على تجاهل دعوة شولتز لبناء ائتلافات حكومية بدون حزب البديل من أجل ألمانيا، وقالت إن القيام بذلك من شأنه “تقويض المشاركة الديمقراطية لقطاعات كبيرة من السكان”.

وأضافت السيدة فايدل: “جدران الحماية غير ديمقراطية”.

وبدون دعم الأحزاب الأخرى، لا يستطيع حزب البديل من أجل ألمانيا أن يحكم في تورينجيا، وأوضح ثاني أكبر حزب، وهو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ “سي دي يو”، أنه لن يفكر في الحكم مع اليمين المتطرف.

إذن، من الناحية الحسابية، سوف يحتاج المحافظون إلى الدعم من أحزاب اليسار لتشكيل الأغلبية.

لقد رفضوا في السابق العمل مع حزب “دي لينكا” اليساري، ما يعني أنهم قد يضطرون إلى النظر في التعاون مع حزب “بي أس دبليو” الذي تتزعمه الزعيمة اليسارية الشعبوية ساهرا فاجنكنخت لتشكيل ائتلاف حاكم – وهو خيار غير مستساغ بالنسبة للكثيرين داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وأشار هوكي، المرشح الأبرز لحزب البديل من أجل ألمانيا في تورينجيا، إلى أن هناك الكثير من ناخبي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذين سيكونون سعداء إذا عملوا معا بدلاً من ذلك.

على أية حال، مع حصول حزب البديل من أجل ألمانيا على أكثر من 30 في المئة من الأصوات، فإنه يتمتع بما يسمى “الأقلية المعرقلة” – ما يعني أنه سيكون قادرا على وقف تعيين قضاة جدد أو إدخال أي تغيير دستوري.

ومن المرجح أن أي تحالف سينشأ سيكون غير مستقر إلى حد كبير.

ففي ولاية ساكسونيا، حصل المحافظون على 42 مقعدا، متقدمين مباشرة على حزب البديل من أجل ألمانيا الذي حصل على 41 مقعدا، في حين جاء حزب ساهرة فاغنكنشت في المركز الثالث بـ 15 مقعدا.

وفي تورينجيا، فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يتزعمه شولتز بستة مقاعد فقط، دون أي مقعد لشركائه في الائتلاف الخضر والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، كما كان أداء الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيئا في ولاية ساكسونيا، حيث جاء في المركز الخامس.

وقد أبرزت الانتخابات عدم شعبية ائتلاف “إشارة المرور” الحاكم في ألمانيا، والذي سمي بهذا الاسم بسبب ألوان الحزب الأحمر والأصفر والأخضر.

وكان أداء كل من الأحزاب الحاكمة الثلاثة سيئاً، وهذا يعني أنهم سوف يخاطبون مؤيديهم في الائتلاف الوطني بشكل أكأكبر.

وتقول الشخصيات القيادية بالفعل داخل كل حزب إنهم بحاجة للدفاع عن قيمهم الخاصة، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الانقسامات داخل الحكومة الوطنية.

يقول الوزراء إنهم لن يفككوا الائتلاف، ويسقطوا الحكومة – لكن حقيقة قولهم هذا على الإطلاق هي علامة على مدى صعوبة الأمور داخل الائتلاف.

وقالت فايدل إن الناس “صوتوا ضد” الائتلاف، ودعت شولتز وشركاوشركاءع إلى “حزم حقائبهم وإخلاء كراسيهم، لأن الناخبين يريدون حكومة مختلفة، ويريدون سياسة مختلفة”.

وكانت القضية الأكبر بالنسبة لناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا يوم الأحد هي الهجرة، وخاصة قضية اللاجئين واللجوء.

على الرغم من أن حزب البديل من أجل ألمانيا لا يزال ممنوعا من الوصول إلى الحكم سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الوطني، إلا أن الحزب له تأثير على السياسة السائدة.

فعندما دخل حزب البديل من أجل ألمانيا إلى البوندستاغ في برلين في عام 2017، قال النقاد إن خطابه الشرس المناهض للمهاجرين أدى إلى تفاقم النقاش.

ويعتقد البعض أن الخطاب في السياسة ووسائل الإعلام أصبح أكثر عدوانية، كما أن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز متهم بتقليد خطاب حزب البديل من أجل ألمانيا.

وفي كلتا الحالتين، من أجل استعادة ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا، تتحدث الأحزاب الرئيسية بشكل أكثر صرامة بشأن قضايا مثل الهجرة وتدفع بإجراءات لتسهيل ترحيل طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم.

وقالت الرئيسة الفيدرالية للمنظمة الجامعة للجاليات التركية في برلين، أسليهان يسيلكايا يورتباي، إن نتائج الانتخابات كانت “صادمة ومخيفة”، وأضافت أن العديد من الشباب من جيلها يخططون بالفعل لمغادرة ألمانيا.

وقالت: “إن مستقبل المواطنين ذوي الخلفية المهاجرة في هذا البلد أصبح موضع تساؤل”.

ويريد حزب البديل من أجل ألمانيا أيضا وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، زيتفق في ذلك مع حزب “بي أس دبليو”.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في ولاية شرقية ثالثة، وهي براندنبورغ، في غضون ثلاثة أسابيع.

وعلى الرغم من تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا في استطلاعات الرأي، إلا أن الديمقراطيين الاشتراكيين والمحافظين لا يبتعدون عنه إلا ببضع نقاط.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.