رسل المريخ إلى الأرض.. ماذا تخبرنا عن الكوكب الأحمر؟

مثل تتبع رحلة كرة ألقيت من مكان معين في حديقة منزلك، نجح العلماء من جامعة ألبرتا الكندية في تحديد أصل 200 من النيازك المريخية.

ومؤخرا، اكتشف علماء جامعة ألبرتا من أين جاءت 200 من هذه النيازك المريخية، حيث وجدوا في دراسة نشرت بدورية “ساينس أدفانسسيس”، أنها نشأت من خمس فوهات اصطدام محددة في منطقتين بركانيتين على المريخ تُعرفان باسم ثارسيس وإليزيوم.

وحدد العلماء أصل النيازك المريخية على الأرض باستخدام عدة طرق رئيسية، هي:

أولا: تحليل تركيب النيازك

من خلال دراسة التركيب الكيميائي والمعدني للنيازك المريخية، حدد العلماء سمات فريدة تتطابق مع التركيبات الموجودة على المريخ، تضمنت هذه السمات توقيعات نظيرية محددة وغازات محاصرة، مما ساعد في ربط النيازك بالمريخ.

ثانيا: المقارنة مع بيانات سطح المريخ

قارن العلماء بيانات النيازك بالمعلومات من بعثات المريخ، مثل مركبات الهبوط فايكنج التابعة لوكالة ناسا، وقدمت هذه البعثات بيانات التركيب الجوي والسطحي من المريخ، مما سمح للعلماء بمطابقة تركيبات النيازك مع مواد سطح المريخ.

ثالثا: المطابقة الطيفية

تتضمن هذه التقنية تحليل كيفية امتصاص المواد للضوء أو انبعاثه لتحديد تركيبها، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تكون صعبة بسبب تنوع التضاريس والغطاء الغباري، إلا أنها استُخدمت لمقارنة خصائص النيازك بتلك الموجودة في مناطق المريخ المختلفة.

رابعا: محاكاة التأثير عالية الدقة

استخدم الباحثون نماذج كمبيوترية لمحاكاة التأثيرات على المريخ وتحديد الظروف اللازمة لإخراج النيازك، ساعدت هذه المحاكاة في تقدير حجم فوهات الاصطدام التي ربما أطلقت النيازك وعمق الصخور قبل تفجيرها.

خامسا: تحليل سمات الصدمة

فحص العلماء النيازك بحثًا عن سمات الصدمة، مثل التغيرات المعدنية الفريدة، والزجاج الناتج عن الاصطدام، وأنماط الكسر الخاصة، قدمت هذه السمات أدلة حول ضغوط التأثير والظروف التي تعرضت لها النيازك، مما ساعد في تحديد أصولها.

سادسا: رسم الخرائط للفوهات المريخية

من خلال الجمع بين بيانات محاكاة التأثير وخصائص النيازك، حدد العلماء فوهات المصدر المحتملة على المريخ، وساعد هذا في تحديد الفوهات والمناطق المحددة التي من المحتمل أن تكون النيازك قد نشأت فيها.

ويقول الباحثون في بيان نشره موقع جامعة ألبرتا، إن ” هذا الفهم الجديد يساعد العلماء على تجميع تاريخ المريخ، مثل معرفة متى حدثت الانفجارات البركانية وكيف كانت تبدو المناظر الطبيعية المريخية قبل مليارات السنين”.

وأضافوا أنه “من خلال محاكاة التأثيرات ودراسة سمات النيازك، يمكنهم تقدير حجم الحفر التي أطلقتها وعمق الصخور قبل تفجيرها، وهذا البحث يشبه تجميع لغز ماضي المريخ دون الحاجة إلى زيارة الكوكب”.

وعندما تصطدم أجسام ضخمة بالمريخ، فإنها قد ترسل قطعا من الكوكب إلى الفضاء، وبعض هذه القطع، التي تسمى النيازك، تهبط في النهاية على الأرض، لتكون بمثابة “الرسل” التي تخبرنا عن ماضي الكوكب الأحمر.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.