واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية وغواصة صواريخ إلى المنطقة، والاستخبارات الإسرائيلية ترجّح رداً قريباً من حزب الله أولاً ثم إيران

حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن في جبل طارق في 2019

Reuters

أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن بـ”سرعة الوصول” إلى الشرق الأوسط، حسبما أعلن البنتاغون الأحد، في وقت يهدد التصعيد العسكري فيه المنطقة بأسرها بسبب الحرب في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إن أوستن أمر الأسطول الذي تقوده يو إس إس أبراهام لينكولن، ويضم مقاتلات من طراز إف-35 سي، بالتحرك بشكل أسرع، لمواجهة خطر هجوم واسع النطاق من جانب حزب الله اللبناني، أو من إيران نفسها على إسرائيل.

وأضاف رايدر أن أوستن أجرى محادثة مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأحد، وأمر أيضا بإرسال غواصة الصواريخ “يو إس إس جورجيا” إلى المنطقة.

وذكر المتحدث أن الوزيرين ناقشا “أهمية الحد من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين، وإحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة”، إضافة إلى ردع الجماعات المدعومة من إيران عن شن هجمات.

وكانت واشنطن قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر نشر مزيد من السفن الحربية والمقاتلات.

ومن المقرر أن تنضم حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى حاملة طائرات أمريكية أخرى في المنطقة هي يو إس إس ثيودور روزفلت.

جنود إسرائيليون يعملون في قطاع غزة وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة، في هذه الصورة غير المؤرخة التي تم نشرها في 24 فبراير، 2024.

EPA

“الأيام المقبلة ستكون مصيرية”

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزراء حكومته من أن الأيام المقبلة ستكون مصيرية، وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام فيما يتعلق بالشؤون الأمنية في ظل الحديث عن هجوم إيراني وشيك على إسرائيل، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

وتفيد هيئة البث الإسرائيلية بحسب تقديرات أمنية بأن إيران تصرّ على الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مُرجحة أن الرد الإيراني سيكون أكبر مما كان في نيسان/أبريل الماضي.

و قالت القناة 13 الإسرائيلية إن إسرائيل غيّرت تقديراتها السابقة بأنّ حزب الله سيهاجم أولا وبعد ذلك إيران.

ورجحت القناة بحسب التقديرات الإسرائيلية أن ردّ إيران وحزب الله “قد يكون هذا الأسبوع”.

ويشير تقييم الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن هجوم إيران قد يسبق محادثات وقف إطلاق النار المقررة الخميس، حسبما ذكر موقع إكسيوس.

وأشار موقع إكسيوس إلى أن إيران قرّرت “قصف إسرائيل مباشرة ردًا على اغتيال هنية”.

وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصادر أمنية أن إيران تقترب من اتخاذ قرار بقصف إسرائيل مباشرة من أراضيها.

وقدرت إذاعة الجيش أن الرد الإيراني “سيكون محدودًا بحيث لا يؤدي إلى حرب واسعة”.

يذكر أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم يعلن عن أي تغييرات على تعليمات الجبهة الداخلية خشية من الرد الإيراني.

وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مصادر مطلعة قولها إن التقييم المحدث الذي قدمته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يظهر أن إيران على استعداد لمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر رداً على اغتيال الزعيم السياسي لحماس في طهران ومن المرجح أن تفعل ذلك في غضون أيام.

وذكر الموقع أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله من المرجح أن يهاجم أولاً، رداً على اغتيال فؤاد شكر في بيروت، ومن ثم إيران من الانضمام إلى هجوم مباشر من جانبها.

يشير التقييم الاستخباراتي الجديد إلى أن الهجوم قد يأتي قبل محادثات صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة المقرر عقدها يوم الخميس، ما قد يعرض المفاوضات للخطر في ما قاله المسؤولون الإسرائيليون إنها لحظة مفصلية لاتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس.

لكن أحد المصادر التي لديها معرفة مباشرة بالمعلومات الاستخباراتية قال إن الوضع “لا يزال مائعاً”.

وقال المصدران إن التقييم، الذي تم صياغته في الساعات الأربع والعشرين الماضية، يمثل نقطة محورية.

وستشير نتائج المفاوضات الأسبوع المقبل إلى ما إذا كانت المنطقة ستغرق بشكل أعمق في أزمة وحرب دائمة وواسعة – أو ما إذا كان سيكون هناك تغيير كبير في المسار لأول مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ولا يزال النقاش الداخلي في إيران مستمراً ومن الممكن أن تتغير عملية صنع القرار الإيرانية، كما قال أحد المصادر المطلعة بشكل مباشر على المعلومات الاستخباراتية.

ويسعى الحرس الثوري الإيراني إلى اتخاذ رد أكثر صرامة وأوسع نطاقاً من الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في الثالث عشر من إبريل/نيسان، ولكن الرئيس الإيراني الجديد ومستشاريه يعتقدون أن التصعيد الإقليمي الآن لن يخدم مصالح إيران، كما قال المصدر.

كير ستارمر

EPA

بيان بريطاني فرنسي ألماني مشترك

انضم السير كير ستارمر إلى الزعيمين الفرنسي والألماني في الدعوة إلى “خفض التصعيد والاستقرار الإقليمي” في الشرق الأوسط.

وحث رئيس الوزراء في بيان مشترك مع إيمانويل ماكرون وأولاف شولتز إيران وحلفاءها على عدم “تعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن” في غزة للخطر.

وقال البيان الأوروبي: “نحن، زعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، نرحب بالعمل الدؤوب الذي يقوم به شركاؤنا في قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.

“نحن متفقون على أنه لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير. لقد عملنا مع جميع الأطراف لمنع التصعيد ولن ندخر أي جهد للحد من التوتر وإيجاد طريق للاستقرار”.

“يجب أن ينتهي القتال الآن، ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس”.

“يحتاج شعب غزة إلى تسليم وتوزيع المساعدات بشكل عاجل وغير مقيد”.

“نحن قلقون للغاية إزاء التوتر المتزايد في المنطقة ومتحدون في التزامنا بخفض التصعيد والاستقرار الإقليمي”.

“وندعو إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن الهجمات التي من شأنها أن تزيد من تصعيد التوتر الإقليمي وتعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن للخطر”.

“وهم سيتحملون المسؤولية عن الإجراءات التي قد تعرض هذه الفرصة للسلام والاستقرار للخطر. ولن تستفيد أي دولة أو أمة من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط”.

وجاء البيان الأوروبي بعد رسالة مماثلة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السيسي، والأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، عندما أيدوا إطارا من ثلاث مراحل للمطالبة بسحب إسرائيل لقواتها من غزة، وإعادة حماس للرهائن إلى عائلاتهم والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية.

وكان زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر قد قالوا في بيانهم الصادر الخميس إنه: “لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير”.

وحثوا “كلا الجانبين” في حرب غزة على الانضمام إلى المحادثات في القاهرة أو الدوحة في 15 أغسطس/آب، مضيفين: “نحن مستعدون، بصفتنا وسطاء إذا لزم الأمر، لتقديم اقتراح نهائي لحل قضايا التنفيذ المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف”.

غزة

EPA

مسؤول إسرائيلي: “رفض حماس حضور المحادثات هو تكتيك للمساومة”

وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات لوسائل إعلام إسرائيلية ان ردّ حركة حماس جزء من “تكتيك الحركة في المفاوضات”.

وأضاف أن الجهود مستمرة في “جسر الهوّة للتوصّل إلى اتفاق”.

وكانت حركة حماس قد طالبت في بيان لها الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار بتقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي طرح مطلع يوليو تموز الماضي، ووافقت عليه الحركة آنذاك.

واقترحت الحركة الذهاب إلى رؤية الرئيس الأمريكي بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.