ارتفاع عدد القتلى إثر الهجوم الإسرائيلي على اليمن، وميناء إيلات يعاني خسائر “فادحة”

اليمن

Getty Images
أسفر القصف الجوي الإسرائيلي على مدينة الحديدة اليمنية عن سقوط ستة قتلى وإصابة 80 آخرين.

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه اعترض صاروخاً قادماً من اليمن و”كان يقترب من إسرائيل”، وذلك غداة غارة إسرائيلية في اليمن أسفرت عن ستة قتلى و83 جريحاً و ثلاثة مفقودين، حسبما أفادت وزارة الصحة في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال الجيش، في بيان، إن الصاروخ كان “متوجهاً إلى مدينة إيلات على البحر الأحمر”، مشيراً إلى أنه “لم يدخل الأراضي الإسرائيلية، وأُطلقت صافرات الإنذار… بسبب احتمال سقوط شظايا، وانتهى الحادث”.

وأعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الضربات الإسرائيلية على اليمن ستؤدي إلى “مزيد من التصعيد والهجمات التي تستهدف إسرائيل”، مضيفاً أنَّ الغارة التي شنها الحوثيون بطائرة بدون طيار يوم الجمعة على تل أبيب قد غيرت قواعد الاشتباك وفتحت “مرحلة جديدة” في العمليات ضد إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية، يحيى سريع، إن الجماعة نفذت عملية عسكرية “نوعية” بعدد من الصواريخ الباليستية ضد أهداف “حيوية” في مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، وأضاف أن الجماعة استهدفت أيضاً السفينة الأمريكية “بومبا” في البحر الأحمر وأصابتها “بشكل مباشر”، بحسب سريع.

“خسائر وتوقف عن العمل في ميناء إيلات”

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الأحد، عن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات غدعون غولبر، قوله إن “العمل في الميناء توقف كلياً لعجز السفن عن المرور في أي اتجاه للوصول إلى الميناء بسبب هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر”.

وأضاف غولبر “اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تم إغلاق الميناء بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر، وانتقلت نشاطاته إلى مينائي أشدود وحيفا، كما تم تسريح عدد كبير من العمال”.

وقال غولبر إن حجم خسائر المالية لميناء إيلات بلغ 50 مليون شيكل ( نحو 14 مليون دولار)، مشيراً إلى أنها قابلة للزيادة إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات مع حلفائها لوقف الهجمات.

وكان سريع قد توعّد، يوم السبت، بأن الجماعة لن تتردد في مهاجمة “أهداف حيوية” في إسرائيل وذلك بعد ساعات قليلة من شن إسرائيل غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية.

وقال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين إنه سيكون هناك “رد فعّال” على الغارات الجوية الإسرائيلية.

ووصفت إسرائيل المواقع المستهدفة في الضربات بأنها “عسكرية وتابعة للحوثيين”، إذ جاءت بعد يوم من هجوم بطائرة بدون طيار أعلن اليمنيون مسؤوليتهم عنه وأسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي إن الطائرة التي شاركت في الهجوم في اليمن “عادت بسلام إلى إسرائيل قبل لحظات”.

وقال إن الهجوم على الحوثيين نفذته إسرائيل بمفردها، مضيفاً أن “إسرائيل تتوقع من دول العالم أن تقف على جبهة واحدة، وهذه مصلحة دولية مشتركة”.

وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في بيان على منصة إكس “عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة”.

ووصف عبد السلام الضربات بـ”العدوان الغاشم” وأنها “لن تزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصراراً وثباتا واستمرارا”.

وبين عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف المنشآت المدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد”.

وسلّط الهجوم على اليمن، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه جاء بعد أكثر من 200 هجوم للحوثيين على إسرائيل، الضوء على المخاوف من أن تتحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.

https://twitter.com/M_N_Albukhaiti/status/1814697644406526302

من جانبها قالت الولايات المتحدة، التي كانت قد نفذت مع بريطانيا – سابقاً- ضربات جوية ضد الحوثيين في محاولة لوضع حد لهجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر، إنها لم تلعب أي دور في ضربات يوم السبت .

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “لم تكن الولايات المتحدة متورطة في الضربات التي وقعت اليوم في اليمن، ولم ننسق أو نساعد إسرائيل في الضربات”، وأضاف “لقد كنا على اتصال منتظم ومستمر مع الإسرائيليين في أعقاب الغارة في تل أبيب”.

نتنياهو: إسرائيل ستدافع عن نفسها بكل الوسائل

وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الميناء الذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي في اليمن ليس ميناءً “بريئاً”، وأنه يستخدم لأغراض عسكرية.

وأضاف نتنياهو أن الهجوم على ميناء اليمن “يذكّر الأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه”، مشيراً إلى أن إسرائيل “ستدافع عن نفسها بكل الوسائل”.

من جهته حذر وزير الدفاع يوآف غالانت قائلاً: “إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن. لقد تم توضيح ذلك في لبنان وغزة واليمن وأماكن أخرى – إذا تجرأوا على مهاجمتنا، فستكون النتيجة مماثلة”.

وأضاف أن المزيد من العمليات ستتبع “إذا تجرأوا على مهاجمتنا”، وجاء في بيان عسكري إسرائيلي أن “الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قصفت أهدافا عسكرية للنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن رداً على مئات الهجمات التي نفذت ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة”.

وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس إن هجوم اليمن كان أيضاً تحذيراً لإيران، وقال إن الجيش الإسرائيلي “وجه اليوم ضربة قاسية لفرع إيران الإرهابي في اليمن”.

ردود فعل

قالت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، إن التصعيد العسكري في اليمن يضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، ويضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة.

كما أعربت الكويت عن قلقها من الهجمات الإسرائيلية “غير المسبوقة على اليمن، وما سيتمخض عنها من تدهورٍ للوضع الأمني في المنطقة” داعيةً إلى “ضرورة النأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر العنف والدمار”.

وحذر حزب الله اللبناني -أحد حلفاء جماعة أنصار الله الحوثية-، السبت، من أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الحوثيين في اليمن تشكل “منعطفاً خطيراً” بعد أكثر من تسعة أشهر من التصعيد على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال الحزب في بيان “إننا نعتقد أن الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني تنذر بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة، بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها”.

واعتبرت حركة حماس الضربات في اليمن “تصعيداً خطيراً”، مؤكدةً “تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وجماعة أنصار الله”.

وحمّلت حماس، في بيانها، إسرائيل والإدارة الأمريكية “المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة باستمرارها منح الاحتلال الغطاء السياسي والدعم العسكري المفتوح لارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات لكافة القوانين الدولية”.

من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن “العدوان لم يكن ليتم لولا الدعم الغربي”، معربةً عن “ثقتها بأن الهمجية الصهيونية لن تثني الشعب اليمني الذي يدفع ثمن مواقفه المشرفة الداعمة لشعبنا الفلسطيني، عن الاستمرار في دعمه ومساندته لشعبنا وقضيتنا، بل ستزيده إصرارا على التمسك بمواقفه الشجاعة والمشرفة”.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الهجمات الإسرائيلية وحذر من خطر تصاعد التوتر وانتشار الحرب في المنطقة “نتيجة للمغامرة الخطيرة للصهاينة”، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

كما أعربت مصر عن “بالغ قلقها” للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، وذكر بيان للخارجية المصرية أن العملية الإسرائيلية تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.

وحذرت مصر، حسب البيان، من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة “ما قد يدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار”.

إسرائيل تعهدت بـ”تصفية الحسابات” في أعقاب هجوم تل أبيب

كان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات على مدن إسرائيلية بما في ذلك أشدود وحيفا وإيلات، لكن يبدو أن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة على تل أبيب كان الأول الذي اخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل على الحديدة في اليمن “أشعلت حريقاً يمكن رؤيته في أنحاء الشرق الأوسط”.

وأضاف غالانت، السبت، أن الجيش الإسرائيلي “يستهدف الحوثيين في كل مكان إذا كان ذلك مطلوباً”.

ولفت غالانت إلى أن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي شنت هجوما على ميناء الحديدة، على بعد 2000 كيلومتر من إسرائيل”.

وتعهد غالانت السبت “بتصفية الحسابات” في أعقاب هجوم تل أبيب الذي أعلن الحوثيون مسؤوليته عنه باعتباره عملية لإظهار “التضامن” مع الفلسطينيين الذين يقاتلون في حرب غزة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.