مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على نصف القيادات العسكرية لحماس

سيدة فلسطينية بعد القصف الإسرائيلي لمدرسة أبو عريبان التابعة للأونروا التي تحولت إلى مأوى للنازحين في مخيم النصيرات، في وسط قطاع غزة في 14 يوليو/تموز 2024

AFP
سيدة فلسطينية بعد القصف الإسرائيلي لمدرسة أبو عريبان التابعة للأونروا التي تحولت إلى مأوى للنازحين في مخيم النصيرات، في وسط قطاع غزة في 14 يوليو/تموز 2024

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن عشرات القتلى ومئات الجرحى في قصف إسرائيلي على مناطق مختلفة من غزة، في الوقت الذي توقفت فيه منظومة المياه في دير البلح وسط القطاع عن الخدمة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن أكثر من 60 شخصاً قُتِلوا وجُرِحَ مئات آخرون في سلسلة غارات جوية وعمليات قصف مدفعي إسرائيلي، وقعت في مختلف مناطق قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وبحسب شهود عيان، تواصلت تلك الغارات حتي ظهر الثلاثاء، وكان آخرها قصف طال سيارة مدنية وتجمعاً للمواطنين بمنطقة العطّار شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن القصف أسفر في حصيلة أوليّة، عن مقتل ثلاثة عشر شخصا وجرح 26 آخرين على الأقل.

وبعد تلك الغارة بقليل، قصفت طائرات إسرائيلية، وفقاً لشهود عيان، مدرسة تؤوي نازحين، في مخيم النصيرات بوسط القطاع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

مخيم النصيرات: عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة

في الوقت نفسه، قتل 4 فلسطينيين وجُرِحَ آخرون في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.

وفي منطقة الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، قال مروان السلطان مدير المستشفى الإندونيسي، إن 4 أشخاص قُتلوا وجُرح 5 آخرين في غارة إسرائيلية، استهدفت بحسب تعبيره، مجموعة من المواطنين الفلسطينيين.

وقال جهاز الدفاع المدني في القطاع، إن طواقمه انتشلت جثتين لسيدتين، و3 جرحى من منزل سكني استهدفه الطيران الإسرائيلي فجر الثلاثاء، في منطقة “مخيم 2” بالنصيرات وسط قطاع غزة، فيما تواصل القصف المدفعي من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في المناطق الشمالية للقطاع، على مناطق الشيخ زايد وتلة قليبو والسكة في بيت حانون.

حماس: “قصف همجي”

موظفو الأونروا يتفقدون مدرسة متضررة بعد أن قصفتها طائرات مقاتلة إسرائيلية ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح

Getty Images
موظفو الأونروا يتفقدون مدرسة متضررة بعد أن قصفتها طائرات مقاتلة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل وإصابة العديد في مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح

وأصدرت حركة حماس بياناً صحفياً أدانت فيه قصف “مدرسة الرازي التابعة للأونروا في مخيم النصيرات، ومنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس” التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها منطقة آمنة.

كما أدانت الحركة في تصريحها الثلاثاء، قصف تجمع للمواطنين في الشيخ زايد شمال غزة، واستمرار ما وصفته بـ”القصف الهمجي” في عدة أماكن من القطاع، ما أدى إلى مقتل العشرات.

وجاء في نص بيانها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني أن ما حدث “نازية متوحّشة يندى لها جبين البشرية، حيث يستمر الاحتلال الفاشي في جريمة الإبادة الجماعية بعد أن أمن العقاب والمحاسبة الدولية طوال فترة عدوانه الغاشم على أهلنا في قطاع غزة”.

وحملت الحركة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس بايدن كامل المسؤولية عن ما وصفته بـ”القتل الممنهج” للفلسطينيين، بسبب “دعمها السياسي والعسكري المستمر” للجيش الإسرائيلي، وبسبب “تعطيلها العدالة الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة”، بحسب البيان.

الجيش الإسرائيلي: القضاء على نصف القيادات العسكرية لحماس

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا خلال "عملية الجرف الصامد" في حرب غزة عام 2014، في القاعة التذكارية على جبل هرتزل في القدس في 16 يوليو/تموز 2024

AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا خلال “عملية الجرف الصامد” في حرب غزة عام 2014، في القاعة التذكارية على جبل هرتزل في القدس في 16 يوليو/تموز 2024

أعلن للجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء القضاء على نصف قيادات الجناح العسكري لحركة حماس، مؤكداً أنه قتل أو أسر ما يقرب من 14 ألف مقاتل منذ بدء الحملة على غزة.

وقال الجيش في بيان له، الثلاثاء، إنه قضى على قادة كبار، ومنهم قادة الألوية وقادة الكتائب وقادة الشركات، ودمر آلاف الأهداف المسلحة.

وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء “بزيادة الضغط” على حماس بعد سلسلة من الضربات المتزايدة على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر من الحرب.

وقال نتانياهو في حفل تذكاري بمناسبة مرور عشر سنوات على حرب “الجرف الصامد” على قطاع غزة، “هذا هو بالضبط الوقت المناسب لزيادة الضغط بشكل أكبر وإعادة جميع الرهائن- الأحياء والأموات – إلى وطنهم وتحقيق جميع أهداف الحرب، مكررا القول “سنزيد الضغط على حماس”.

واضاف أن “حماس تتعرض لضغوطات متزايدة لأننا نؤذيها ونقضي على كبار قادتها والآف من إرهابييها. وهي تتعرض لضغوط لأننا ثابتون على مطالبنا العادلة رغم كل الضغوط التي تمارس علينا”.

“لا أمان” في حي الشجاعية

شنت طائرة إسرائيلية غارة جوية على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، الاثنين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين.

وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن القصف استهدف مجموعة من المواطنين في شارع المنصورة بحي الشجاعية.

“لا أمان”، هكذا قالت سيدة وهي تحكي ما حدث في حي الشجاعية الذي عادت إلى منزلها فيه، في محاولة لتنظيفه للعيش من جديد، شأنها في ذلك شأن العديد من سكان هذا الحي الذين يعودون إليه في محاولة لاستعادة بعض أغراضهم.

وتضيف لبي بي سي أن هناك قصفاً طال شارع المنصورة أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى، مضيفة أن ابنها جرح بعد سقوط صاروخ على المنزل فأصيب ابنها بحروق وانهدم البيت.

وتساءلت السيدة: “إلى أين نذهب؟! في كل مكان هناك قصف من المدفعية والطيران والمروحيات”.

“جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض”: مقتل نحو 80 فلسطينياً مع انسحاب الجيش من أحياء وسط القطاع

وكانت سيدة أخرى شاهدة على وقوع قتلى خلف منزلها في شارع سوق الجمعة، مؤكدة أن شارع المنصورة تحول إلى “منطقة أشباح”. وأضافت أن الاستهداف الصاروخي حدث خلال وجود بعض الناس على تل المنطار بحي الشجاعية.

وحكت طفلة لبي بي سي قائلة: “لما صار القصف اختبأت وشعرت بالخوف وأخذت أبكي”.

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة قتلى الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفعت إلى 38 ألفا و713 شخصا، بجانب 89 ألفا و166 جريحا.

المياه “خارج الخدمة” في دير البلح

فلسطينيون يملأون المياه من صهريج تابع لليونيسف في دير البلح وسط قطاع غزة في 9 يوليو/تموز 2024

Getty Images
فلسطينيون يملأون المياه من صهريج تابع لليونيسف في دير البلح وسط قطاع غزة في 9 يوليو/تموز 2024

أفادت بلدية دير البلح أن جميع الآبار وخزانات المياه الـ19 أصبحت خارج الخدمة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

ورصد برنامج “غزة اليوم” أصوات بعض النازحات في دير البلح، اللائي روين معاناتهن بسبب شح المياه، من بينهن طفلة أقصى آمالها أن تشرب مياهاً عذبة بدلاً من ماء البحر.

وقالت: “أتمنى أن أشرب ماءً حُلواً بدلاً من الماء المالح الذي نشربه ونطبخ به”.

تقول هذه الطفلة إنها تضطر هي وأخواتها إلى الذهاب إلى البحر للاستحمام، بسبب عدم القدرة على تخزين الماء من محطات التحلية في المنزل، إلا بقدر ضئيل لا يكفي للشرب.

وتضيف أنها وأهلها ينامون عطشى، وأنهم يقطعون مسافة بعيدة للوصول إلى البحر الذي يبعد عنهم بمقدار أربعة شوارع.

أما تلك السيدة العجوز فتشكو من ندرة المياه وسوء جودتها، واصفة الوضع بأنه في غاية الصعوبة، “فعندما تصل شحنة المياه، يتقاتل الناس للحصول على جالون أو اثنين من الماء للشرب”.

وتضيف أن جودة المياه تختلف يومياً، فتارة تكون مالحة وتارة أخرى تكون مليئة بالكلور، وأحياناً لا يتمكن البعض من الحصول على بعض المياه، فيضطرون للذهاب إلى البحر.

وتوضح أن إعادة ملء غالون المياه بات يكلف 4 شيكل بدلاً من 3 شيكل، متسائلة “من أين لنا أن نحصل على ثلاث غالونات في اليوم؟!”

وهناك سيدة أخرى تضطر لطلب المياه من الخيام المجاورة لري عطش ابنتها ذات الأربع سنوات التي تستمر في البكاء من شدة العطش.

واشتكت لبي بي سي من ظهور الحبوب في أجساد بناتها نتيجة الحرارة والاستحمام بمياه البحر، ناهيك عن عملية تعبئة غالونات المياه التي يتولى أمرها بناتها في ظل مرض والدهن.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.