البرنامج النووي الإيراني: مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تضاعف 23 مرة، حسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن تقديراتها تشير إلى زيادة كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، فيما أكدت الوكالة أنها أعادت تركيب معدات مراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية.
وبينت الوكالة، في تقريرها الفصلي، أن مخزون إيران المقدر من اليورانيوم المخصب بلغ أكثر من 23 ضعف الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 التاريخي بين طهران والقوى العالمية.
ووفق تقديرات الوكالة، فإن هذا المخزون ارتفع بمقدار نحو طن، بنسبة تفوق 25 في المئة منذ شهر فبراير/شباط الماضي.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لبي بي سي، إن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب كانت نتيجة الفشل في استعادة العمل بالاتفاق النووي.
وأضاف “هذا جزء من الوضع القائم الذي يفتقر إلى الاستقرار، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الإيراني مع الدول الكبرى تم بذل محاولات لإحيائه، ولكنها محاولات غير ناجحة”.
وبين غروسي إن الوكالة مستمرة في تفتيش المواقع النووية الإيرانية. وقال: “لدينا أمر واقع، إذ تمضي إيران قدماً في برنامجها النووي، والوكالة موجودة هناك، ونحن نفتش المواقع بمستويات منخفضة”.
وأشار غروسي إلى أن الوكالة كانت تعمل بدرجة عالية من الحرية، عندما كان الاتفاق النووي ساريا بشكل كامل.
و يُعتقد أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20% لدى إيران يبلغ 470.9 كيلوغراما – بزيادة 36.2 كيلوغراما منذ صدور آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر فبراير/ شباط الماضي. بينما تصل كمية اليورانيوم المخصب حتى 60 % إل 114.1 كيلوغراما، بزيادة 26.6 كيلوغراما.
وتأتي هذا قبل أيام من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة التقدم المحرز في معالجة المخاوف المتبقية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي الإيراني.
ويحتاج تطوير سلاح نووي مستويات تخصيب تناهز 90%.
تعاون رغم رفع المخزون
وقالت الوكالة الأممية إنها أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي كانت موجودة في الأصل بموجب اتفاق 2015، والتي أمرت إيران بإزالتها العام الماضي.
وشملت معدات المراقبة كاميرات في موقع في أصفهان حيث تُنتج أجزاء من أجهزة الطرد المركزي بالإضافة إلى معدات مراقبة في منشأتين معلنتين للتخصيب، وفق ما ذكر تقرير وكالة الطاقة الذرية.
كما تم تركيب بعض كاميرات المراقبة الإضافية في ورش العمل في أصفهان حيث “يتم تصنيع الأنابيب الدوارة وأجهزة الطرد المركزي”.
ومع ذلك، قالت الوكالة إنها تنتظر مشاركة إيران من أجل “استكمال تركيب معدات المراقبة والوصول إلى تسجيلات البيانات والفجوات في التسجيلات”.
وقررت الوكالة، وفق ما جاء في تقرير سري ثان، إغلاق الملف المتعلق بوجود مواد نووية في موقع غير معلن بعد تلقي “تفسير محتمل” من إيران.
وفي ظل تدهور العلاقات بين إيران والغرب بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي ، حدت طهران من تعاونها مع الوكالة وأوقفت العمل بعدد من كاميرات المراقبة في بعض منشآتها.
وفي شهر يونيو/حزيران العام الماضي، أقر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار مقدم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يحث طهران على التعاون مع تحقيق تجريه الوكالة.
وقال المدير العام للوكالة إنها لم تتلق تفسيرات “موثوقة” لوجود جزيئات اليورانيوم.
وقالت إيران إن آثار اليورانيوم ربما زُرعت في “عمل تخريبي”.
وأعرب القرار، وهو الأول ضد إيران منذ يونيو/ حزيران 2020، عن “القلق العميق من أن قضايا الضمانات المتعلقة بهذه المواقع الثلاثة غير المعلنة لا تزال معلقة بسبب عدم كفاية التعاون الحقيقي من قبل إيران”.
ولطالما نفت إيران أي طموح لتطوير أسلحة نووية، وتشدد على أن أنشطتها النووية أغراضها مدنية.
Comments are closed.