الرئيس عون يؤكد متابعة المسيرة من الرابية والسعي إلى تشكيل حكومة قبل المغادرة

أسلاك شائكة أمام مدخل السراي الحكومي (محمود الطويل)

لن يكون مستغرباً انفضاض الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم الاثنين، على تأجيل جديد، طالما أن المشهد النيابي، على حاله من الانقسام الثلاثي الأبعاد، ثلث لا مرشح له، وثلث يرشح الرموز والشعارات، والثلث الثالث ملتزم بميشال معوض، إنما يبقى الرهان على آخر المحاولات الانتخابية ضمن المهلة الدستورية الخميس المقبل، والتي قد تصبح المدخل العريض للفراغ الرئاسي، ما لم تطرأ مفاجأة، أو يستعاد الوعي في آخر لحظة، فيتمخض المجلس النيابي ويلد رئيسا.

ومثل هذا الاحتمال ليس ببعيد، في حال وفق الرئيس نبيه بري في مسعاه المستجد الى جمع القوى الناخبة على مرشح سواء، أو استجاب الله الى دعاء «الاسترآس» الذي رفعه وزير الشباب جورج كلاس، على أمل أن يستجيب الله إلى دعائه، فيعي القيمون على أمور لبنان، الى أي منقلب ينقلبون.

ويبقى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على أمله بانضمام 22 نائبا الى الـ 44 الذين صوتوا لميشال معوض، بحيث يحقق النصف زائد اثنين، كي لا نصل الى الفراغ.

جعجع قال أمام طلاب الجامعة اليسوعية، من القواتيين الذين أتوا الى معراب ليبلغوه انتصارهم في انتخابات طلاب الجامعة: «الحل بالتصويت لميشال معوض».

في حين أكد النائب قاسم هاشم عضو كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها الرئيس بري، أن الفريق الذي ينتمي سياسيا إليه، أي أمل وحزب الله وحلفائهما لم يتوصل الى تحديد موقف من أي شخصية لترشيحها الى رئاسة الجمهورية.

وبذلك، يكون الأسبوع الأخير للرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري ترسيميا بامتياز.

وهو أصرّ على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل ورسم خريطة ترسيمها مع سورية وقبرص، قبل مغادرة القصر الجمهوري.

الترسيم مع اسرائيل رهن وصول الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، غدا أو بعد غد حاملا نص الاتفاق الأميركي للترسيم الذي سيسلمه الى المسؤولين في بيروت وتل ابيب، وعلى أساسه سيتسلم الوفدان اللبناني والاسرائيلي وثائق الأمم المتحدة في الناقورة.

وقد وافقت المحكمة العليا الإسرائيلية على الاتفاق ليتم التوقيع عليه في الناقورة الاثنين 31 اكتوبر، كحد أقصى وفق وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وترسيميا أيضا، كان اتصال الرئيس عون بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث فاتحه بضرورة متابعة ملف الحدود البحرية بين البلدين، وقال له، فلنرسل وفدا الى دمشق للبحث في الملف، ورد الأسد مرحبا، بعدها تواصل عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتوافقا على تشكيل وفد رسمي لزيارة دمشق، حيث كلف نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، الذي تابع المفاوضات مع الوسيط الأميركي هوكشتاين، حول الحدود البحرية مع اسرائيل، بزيارة دمشق مع وفد يضم كلا من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ووزير الأشغال العامة علي حمية، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وأعضاء هيئة ادارة قطاع النفط.

وبالمناسبة، استحلف رئيس حركة التغيير إيلي محفوض الرئيس عون، بالله العظيم وبكتاب مفتوح بأن يسأل عن ملف اللبنانيين المفقودين في السجون السورية.

أما عن الترسيم مع قبرص، فقد تسلمت وزارة الخارجية اللبنانية رسالة من الحكومة القبرصية تتضمن الترحيب، باتفاق الترسيم مع اسرائيل، مع ابداء الرغبة بإجراء مشاورات مع لبنان، لمعالجة تأثير اتفاق الترسيم مع اسرائيل، على الحدود البحرية بين قبرص ولبنان، والتحضير بالتالي لاستقبال وفد قبرصي بهذا الخصوص، يوم الجمعة المقبل.

من جهة أخرى، وقبل أسبوع على مغادرته القصر الجمهوري، ما زال الرئيس عون يمانع في تشكيل ميقاتي حكومة جديدة، او مطعّمة، متمسكا بشروط رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي يصر على تغيير بعض وزراء فريقه مع عدم منح الثقة للحكومة في مجلس النواب، في حين يهتم الرئيس عون بتوزير اثنين من فريق عمله الرئاسي، وهما مستشاراه سليم جريصاتي وأمل أبو زيد.

على أي حال، الرئيس عون عقد العزم على متابعة مسيرته السياسية من مقره في الرابية، معتبرا أن عمله خارج القصر سيكون افضل، وانه يسعى «إلى تشكيل حكومة قبل مغادرتي قصر بعبدا بخلاف مزاعم البعض».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.