فيضانات باكستان: الأمين العام للأمم المتحدة يناشد العالم تقديم مساعدات لمواجهة الكارثة
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن باكستان تواجه “فيضانات موسمية أقوى بكثير من الطبيعي”، بعد أن غمرت الفيضانات ثلث أنحاء البلاد.
وحث غوتيريش العالم على تقديم المساعدات لباكستان، وأطلق مبادرة خصص فيها 160 مليون دولار لمساعدة عشرات الملايين من المتضررين من الكارثة.
وألقى غوتيريش باللوم على “التأثير الشديد للمستويات التاريخية للأمطار والفيضانات”.
وقُتل ما لا يقل عن 1,136 شخصا منذ يونيو/حزيران، وتسببت الفيضانات في تجريف الطرق والمحاصيل الزراعية والمنازل والجسور في أنحاء البلاد.
ويمكن مقارنة الأمطار الموسمية القياسية هذا العام بالفيضانات المدمرة التي حدثت في عام 2010 – وهي الأكثر دموية في تاريخ باكستان – والتي خلفت أكثر من 2000 قتيل.
- فيضانات باكستان: وزيرة المناخ تقول إن ثلث مساحة البلاد غرق بالكامل
- فيضانات باكستان: إجلاء الآلاف من منازلهم والحكومة تعلن حالة الطوارئ
وفي رسالة بالفيديو، وصف غوتيريش جنوب آسيا بأنها “نقطة ساخنة لأزمة المناخ”، حيث يكون الناس أكثر عرضة بـ 15 مرة للوفاة من تأثيرات المناخ.
وقال: “دعونا نتوقف عن التسبب في تدمير كوكبنا بسبب تغير المناخ. اليوم، باكستان، وغدا يمكن أن تكون بلدكم”.
وقال غوتيريش إن مبادرة الأمم المتحدة تهدف إلى تزويد 5.2 مليون شخص بالغذاء والمياه والصرف الصحي والتعليم في حالات الطوارئ والدعم الصحي.
ويقول مسؤولون إن أكثر من 33 مليون باكستاني – واحد من كل سبعة أشخاص – قد تضرروا من الفيضانات.
وقالت سعدية، وهي طالبة في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، إنها شعرت بالعجز لأن عائلتها معزولة في قريتها على بُعد حوالي ثماني ساعات.
وقالت لبي بي سي: “لا يمكنك العثور على منزل واحد آمن الآن. إنهم تحت السماء بلا مساعدة”.
وأضافت: “في الوقت الحالي، نحن بحاجة إلى إسعافات أولية مثل الخيام وبعض المأوى وبعض المواد الغذائية الأساسية. لا يمكنهم طهي أي شيء، ويحتاجون إلى مياه نظيفة للشرب”.
ويوم الاثنين الماضي، وصفت وزيرة التغير المناخي الباكستانية، شيري رحمن، الوضع بأنه “كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية ناجمة عن تغير المناخ”.
وتنتج باكستان أقل من واحد في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكنها تأتي باستمرار ضمن المراكز العشرة الأولى في قائمة أكثر البلدان عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
تساهم العديد من العوامل في حدوث الفيضانات، لكن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي نتيجة تغير المناخ يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا.
لقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بدء عصر الصناعة، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تُحدث الحكومات في جميع أنحاء العالم تخفيضات حادة في الانبعاثات.
يقول وزير التخطيط الباكستاني إن التقديرات تشير إلى أن الفيضانات تسببت في أضرار بقيمة 10 مليارات دولار (8.5 مليار جنيه إسترليني) على الأقل، ويواجه الكثير من الناس نقصا خطيرا في الغذاء. وكانت البلاد تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية.
ودُمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الغنية بسبب فيضانات هذا العام، وهو ما ألحق الضرر بالإمدادات الغذائية ودفع الأسعار للارتفاع.
وقالت زاهدة بيبي، متسوقة في سوق في لاهور، لوكالة الأنباء الفرنسية: “الأشياء باهظة الثمن بسبب هذا الفيضان، لدرجة أننا لا نستطيع شراء أي شيء”.
وكانت الفيضانات أشد خطورة في أقاليم مثل السند وبلوشستان، لكن المناطق الجبلية في خيبر بختونخوا قد تضررت بشدة أيضا.
وصدرت أوامر لآلاف الأشخاص بإخلاء القرى المعزولة في شمال وادي سوات، حيث جُرفت الجسور والطرق – لكن حتى بمساعدة طائرات الهليكوبتر، لا تزال السلطات تجد صعوبة في الوصول إلى المحاصرين.
وقال رئيس الوزراء شهباز شريف يوم الأحد بعد أن حلق بطائرة هليكوبتر فوق المنطقة: “قُضى على قرية بعد الأخرى، ودُمرت ملايين المنازل”.
وبدأت المساعدات في الوصول بعد أن أطلقت باكستان استغاثة تحث دول العالم على مساعدتها. وقدمت الإمارات العربية المتحدة وتركيا الخيام والأدوية، كما تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديم الدعم اللازم.
ويوم الاثنين الماضي، قال صندوق النقد الدولي إنه وافق على قرض بقيمة 1.2 مليار دولار للبلاد.
Comments are closed.