نواب يحمّلون عون مسؤولية المماطلة.. «شفط الغاز» من «كاريش» يطغى على الملفات ولبنان يكتفي بالدعوة لاستئناف مفاوضات الترسيم
![](https://cedarnews.net/wp-content/uploads/2022/06/المحكمة-العسكرية-600x368.jpg)
الحدث في لبنان اليوم، وربما على امتداد الأيام المقبلة، هو السفينة «إنرجيان باور» التي ستشفط النفط والغاز من حقل «كاريش» الذي اعلن لبنان رسميا انه حقل متنازع عليه بموجب رسالته إلى الأمم المتحدة بتاريخ 22 يناير 2022، واللافت هنا ان لبنان لم يثبت حقه في هذا الحقل، بل تحدث عن حقل متنازع عليه!
هذا التطور الخطير مردود إلى ضياع السلطة السياسية وانشغالها بمصالحها ومكاسبها، وإضاعتها الفرص المتتالية حول تحديد الخطوط البحرية الجنوبية، والتفاوض مع الوسيط الأميركي والتوحد حول تعديل المرسوم رقم 6433، الذي يؤكد حق لبنان بالخط 29 بدلا من 23 وابلاغه إلى الامم المتحدة، فضلا عن عدم الرد على المقترحات التي عرضها الوسيط الأميركي الاسرائيلي المولد آموس هوكشتاين في شهر فبراير الماضي لإبلاغها إلى الجانب الاميركي كي يستأنف وساطته والاكتفاء بالتلطي وراء الرسالة التي ارسلت إلى الامم المتحدة بهذا الخصوص.
وتذرع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعدم جدية الاميركيين في موضوع ترسيم الحدود المائية، والا لكان هوكشتاين أتى اكثر من مرتين إلى بيروت، نافيا مسؤولية وزارته عن ملف الترسيم، وأعلن بوحبيب استدعاء سفراء الدول الكبرى لاثارة الموضوع عند الثانية عشرة ظهر أمس الاثنين، ثم عاد وألغى الموعد، مكتفيا بالتفاهم الذي تم بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي على دعوة الوسيط الأميركي هوكشتاين لاستئناف مفاوضات الترسيم، وقد أيد الرئيس نبيه بري هذه الخطوة.
من جهته، رأى وزير الدفاع موريس سليم ان تحركات اسرائيل في المنطقة المتنازع عليها تشكل تحديا واستفزازا للبنان وخرقا فاضحا للاستقرار في الجنوب.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أكد ان المماطلة مرفوضة في مفاوضات ترسيم الحدود، معتبرا ان الهدف منها قد يكون الدخول في تسويات، مشيرا إلى ان هناك تقصيرا من رئيس الجمهورية ومن كل المنظومة الحاكمة.
وأضاف: ممكن ان يكونوا واعدين أنفسهم بأنهم إذا سهلوا ملف الترسيم بطريقة ما قد يكون مقابله بقاءهم في السلطة.
بدورهم، حمل نواب التغيير رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية التنازل عن ثروة لبنان، وأعاد النائبان مارك ضو ونجاة صليبا عون نشر تغريدة للخبيرة النفطية لوري هايتانيان تقول فيها: لقد دقت ساعة الحقيقة، بعد 417 يوما من عدم توقيع الرئيس عون مرسوم تعديل المرسوم 6433، وبعد 34 يوما من انطلاق المنصة العائمة، ووصولها إلى حقل «كاريش»، وبذلك خسرنا أكبر ورقة للتفاوض.
وقالت قناة «الجديد» ان المسؤولين اللبنانيين تخلوا عن الثروة الوطنية تحت مياهنا الاقليمية بما يوازي الخيانة العظمى لكل مسؤول سيل النفط بمواقفه وأجرى عملية «تغويز» سياسية، أما بيانات الرئيسين عون وميقاتي فتستحق الرمي في البحر، لأن اسرائيل تخطت مرحلة التنقيب ودخلت عصر الانتاج، ونشرت سفنها جنوبا وشرقا، وستبيع الثروة من المالك إلى المستهلك الأوروبي.
الوزير مصطفى بيرم (حزب الله) قال من جهته «المزايدة على رئيس الجمهورية ليست وظيفتي، انما أنا كمواطن من حقي الدفاع عن ثروة لبنان، والرئيس عون يعرف كيف يتصرف في هذه المواقف»!
ولاحقا، قال بيرم «نحن لا نريد الحرب، والامر متوقف على العدو الاسرائيلي وعلى المجتمع الدولي ونحن لسنا لقمة سائغة». وتساءلت قناة «المنار» في معرض تعليقها على المستجدات البحرية، بقولها: «هل يشك أحد بأن المقاومة قادرة على جعل الاحتلال يقف على رجل واحدة في البحر أيضا؟».
عمليا، حزب الله شغل نفسه عن هذا العدوان الإسرائيلي الموصوف ضد حقوق لبنان في مياهه، بالانصراف إلى الاحتجاج على الإجراءات التي اتخذها الجيش ضد شبكات تصنيع المخدرات، وترويجها في منطقة بعلبك التي أطلق عناصرها النار على الجيش وقتلوا أحد عناصره وجرحوا العديد منهم.
وقد ناشد الوكيل الشرعي للامام الخميني في بعلبك الشيخ محمد يزبك الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش ان يحققوا بما حصل، وهل هو للأمن أم الفوضى؟
إلى ذلك، سيكون التهافت على رئاسة اللجان النيابية الأساسية عنوان اليوم النيابي المخصص لاختيار رؤساء واعضاء اللجان في البرلمان اليوم، فلجنة الادارة والعدل التي رئيسها في المجلس السابق النائب جورج عدوان، سينافسه عليها كل من نقيب المحامين السابق ملحم خلف وحليمة القعقور وفراس حمدان، أما لجنة المال والموازنة التي يحتكر النائب ابراهيم كنعان رئاستها خلال عدة مجالس نيابية، وتحت ظلال التيار الحر الذي ينتمي إلى كتلته النيابية، ينافسه عليها في هذه الدورة النيابية النواب: ميشال معوض ومارك ضو وفراس حمدان.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.