روسيا وأوكرانيا: موسكو تعلن انسحاب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا مع تواصل المساعي الدبلوماسية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الثلاثاء انسحاب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، قوله إن وحدات المناطق العسكرية الجنوبية والغربية التي أكملت مهامها بالفعل بدأت في العودة بواسطة قطارات السكك الحديدية والسيارات، وستصل إلى ثكناتها اليوم.
وأضاف المتحدث أن القوات أجرت عددا من التدريبات القتالية، كما كان مخططا لها، وأن بعض التدريبات لا تزال جارية.
ومن المقرر أن تنتهي التدريبات العسكرية في 20 فبراير/شباط بتدريب آخر واسع النطاق في المنطقة، وهو عبارة عن مناورات حربية مشتركة بين الاتحاد الروسي والبيلاروسي.
وكانت روسيا قد نشرت حوالي 130 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، من بينهم نحو 30 ألف جندي يشاركون في التدريبات العسكرية في بيلاروسيا.
وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا على موقع تليغرام الثلاثاء تقول “إن 15 فبراير/شباط 2022 سيدخل التاريخ باعتباره اليوم الذي فشلت فيه الدعاية الحربية الغربية. فقد تعرضوا للعار والتدمير دون إطلاق رصاصة واحدة”.
استجابة الأسواق
وكانت رد فعل الأسواق على أنباء انسحاب بعض القوات الروسية سريعا واتسم بالهدوء.
كما تعزز سعر الروبل الروسي مقابل الدولار واليورو استجابة لما أعلنه الجيش الروسي.
وقال مايكل ليستر، وهو رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في كوميرزبانك: “يبدو أن غياب العمل المسلح على الحدود الأوكرانية والمؤشرات بشأن الاستعداد للحديث كان كافيا لتهدئة أعصاب السوق”.
ردود فعل
قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إنه يتعين على روسيا سحب جميع قواتها المتبقية من الحدود المشتركة بين البلدين.
وقال للصحفيين بعد ورود أنباء عن عودة بعض القوات الروسية إلى القاعدة “لدينا قاعدة: لا تصدق ما تسمعه، صدق ما تراه. عندما نرى انسحابا سنؤمن بوقف التصعيد”.
ويضيف أن المسار الدبلوماسي الذي تتبعه أوكرانيا مع حلفائها يعمل على منع المزيد من التصعيد.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية حتى نصدق إصرار روسيا على عدم وجود خطط لغزو أوكرانيا يجب عليها سحب جميع قواتها المحتشدة بالقرب من الحدود مع كييف.
وأضافت ليز تروس في مقابلة مع بي بي سي: “ادعى الروس أنه ليس لديهم خطط للغزو، لكننا سنحتاج إلى رؤية إزالة كاملة للقوات لإثبات صحة ذلك”.
وعندما سُئلت عن التقارير الإعلامية بشأن عودة بعض القوات الروسية إلى قواعدها من المنطقة الحدودية، قالت تروس إنها بحاجة إلى الاطلاع على مزيد من التفاصيل لفهم إن كان لذلك عواقب كبيرة.
ويقول آدم فليمينغ كبير المراسلين السياسيين في بي بي سي إن الحكومة البريطانية تنتظر رؤية حجم الانسحاب الروسي المعلن عنه.
ونقل فليمينغ عن أحد المصادر قوله إنه سيتعين على روسيا أن يحدث هذا الانسحاب فرقا في القدرة على الغزو حتى يكون ذا مغزى.
أمل في حل دبلوماسي
قال زعيما الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما لم يفقدا كل الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، لكنهما حذرا من أن الوضع لا يزال هشا.
واتفق بايدن وجونسون في مكالمة استمرت 40 دقيقة على أن الحل لا يزال ممكنا، على الرغم من جوقة التحذيرات من عمل عسكري روسي وشيك.
ولطالما نفت روسيا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، على الرغم من حشدها أكثر من 100 ألف جندي على الحدود.
وقال وزير خارجيتها الاثنين إن الدبلوماسية “لم تستنفد بعد”.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية لدرء غزو محتمل، من المقرر أن يلتقي المستشار الألماني، أولاف شولتس، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في وقت لاحق الثلاثاء.
وقال شولتس بعد تعرضه لانتقادات للتباطؤ في الاستجابة الأولية، وعقب لقائه بالرئيس الأوكراني في كييف الاثنين، إنه “لا يوجد مبرر معقول” للحشود العسكرية الروسية.
وحثت أكثر من 12 دولة مواطنيها على مغادرة أوكرانيا، وقالت الولايات المتحدة إن القصف الجوي يمكن أن يبدأ “في أي وقت”.
وقال بايدن وجونسون في مكالمتهما إنه لا تزال هناك “نافذة مهمة” للدبلوماسية، ولروسيا للتراجع عن تهديداتها تجاه أوكرانيا، بحسب بيان صادر عن مكتب جونسون في داونينغ ستريت.
وأضاف البيان أن “الزعيمين أكدا أن أي توغل آخر في أوكرانيا سيؤدي إلى أزمة طويلة الأمد لروسيا، ويلحق أضرارا بعيدة المدى بكل من روسيا والعالم”.
وقال جونسون، وبحسب ما ورد، إن بريطانيا مستعدة لبذل كل ما في وسعها للمساعدة، وهو ما رد عليه بايدن بالقول: “لن نذهب إلى أي مكان بدون صديق”.
ومن المتوقع أن يعقد جونسون اجتماعا للجنة الطوارئ “كوبرا” الثلاثاء لمناقشة استجابة بريطانيا للضغوط.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطاب تحد للأمة الاثنين، يوم 16 فبراير/شباط “يوما للوحدة” وأشاد بقوة الجيش الأوكراني.
وهذا هو التاريخ الذي ذكره المسؤولون الأمريكيون باعتباره يوما محتملا يمكن لروسيا أن تهاجم فيه.
وأضاف: “لدينا شيء نرد به. لدينا جيش عظيم … هذا جيش أقوى عدة مرات مما كان عليه قبل ثماني سنوات.”
لكنه قال إنه يريد حل جميع القضايا من خلال المفاوضات والدبلوماسية.
واختتم الرئيس الأوكراني حديثه بملاحظة متفائلة: “الآن قد تعتقد أن الظلام قد حل في كل مكان. ولكن غدا ستشرق الشمس مرة أخرى فوق سمائنا الهادئة”.
- هل “ينتصر” بوتين في مواجهة الغرب في أوكرانيا كما حدث في القرم؟
- كيف نعرف أن الحرب قد بدأت بين روسيا وأوكرانيا؟
- هل تستعد روسيا لغزو أوكرانيا؟
وفي تطورات أخرى:
- تحث الولايات المتحدة جميع الأمريكيين في بيلاروسيا ومنطقة ترانس دنيستر الانفصالية المدعومة من روسيا في مولدوفا على المغادرة فورا، مشيرة إلى النشاط العسكري الروسي غير المعتاد المتعلق بأوكرانيا
- قال البنتاغون إن روسيا تعمل على زيادة الانتشار العسكري بالقرب من الحدود الأوكرانية، وإن الرئيس فلاديمير بوتين لديه العديد من الخيارات المتاحة إذا كان يريد استخدام القوة العسكرية
- أخليت السفارة الأمريكية في كييف بالكامل، ونقلت إلى مدينة لفيف الغربية
- أخبر وزير الدفاع الروسي بوتين أن بعض التدريبات العسكرية في البلاد بالقرب من الحدود الأوكرانية انتهت بالفعل، وأن البعض الآخر يقترب من نهايته
- قال مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيزوف، إن روسيا سترد إذا بدأ قتل مواطنيها، بما في ذلك منطقة دونباس المتمردة في أوكرانيا. وكانت روسيا قد منحت الجنسية لأكثر من 700000 شخص في دونباس
وردا على سؤال عن وجود فرصة للاتفاق مع الغرب، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “الاحتمالات لما تستنفد، ولا ينبغي لها بالتأكيد أن تستمر إلى ما لا نهاية، لكنني أقترح استمرارها وتكثيفها”.
ويرى محللون أن في تعليقات لافروف، التي أدلى بها في اجتماع مع بوتين، إقرارا واضحا بأن المحادثات يمكن أن تخفف التوتر.
لكن المحللين يقولون إنه إن لم يتحرك أي من الجانبين خطوة تجاه القضية الشائكة المتمثلة في احتمال انضمام أوكرانيا إلى الناتو، فلا يزال المأزق موجودا.
ويقول الكرملين إنه لا يمكنه قبول انضمام أوكرانيا – الجمهورية السوفيتية السابقة التي تربطها علاقات اجتماعية وثقافية عميقة مع روسيا – يوما ما إلى الناتو، وطالب باستبعاد ذلك. ولكن أعضاء الناتو رفضوا هذا الطلب.
Comments are closed.