هل وضعت الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينين الدول المطبعة حديثا في موقف حرج؟

مظاهرات حاشدة شهدها المغرب ضد التطبيع وتأييدا للفلسطينيين

Getty Images
مظاهرات حاشدة شهدها المغرب ضد التطبيع وتأييدا للفلسطينيين

يجمع معظم المراقبين، على أن ممارسات إسرائيل الأخيرة، في الحرب الدائرة مع الفلسطينيين في قطاع غزة، أوقعت جل الأنظمة العربية في حرج بالغ، ولئن كان الحرج الواقع على العواصم العربية شاملا، مع استمرار القصف الإسرائيلي لغزة، وردود المقاومة الفلسطينية على هذا القصف، فإن الحرج يبدو أكثر قوة، على الأنظمة العربية التي لحقت بقطار التطبيع مع إسرائيل حديثا، في وقت يشيع فيه ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة ،من الفلسطينيين في ظل صمت مطبق من قبل جل العواصم العربية.

ومنذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، وقعت إسرائيل اتفاقات تطبيع مع كل من السودان والمغرب والإمارات والبحرين، لتنضم هذه الدول العربية الأربع إلى كل من الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، وترتبطان معها باتفاقيتي سلام منذ عامي 1979 و 1994.

فضح الحجج

وكان قادة الدول العربية المطبعة حديثا مع إسرائيل، قد روجوا لقراراتهم أمام شعوبهم، بالقول بأن التطبيع هو لحماية الفلسطينيين، ولمنع ضم باقي أراضيهم من قبل إسرائيل، وهو ما أتى متناقضا مع ممارسات إسرائيل الأخيرة على الأرض، وأدى من وجهة نظر كثيرين في المنطقة العربية، إلى فضح وكشف مزاعم الدول العربية المطبعة حديثا.

وبرأي مراقبين فإن قادة تلك الدول العربية، المطبعة حديثا مع إسرائيل، لايدرون ما يمكنهم فعله في قادم الأيام، في ظل تعقد الموقف بصورة متزايدة، يوما بعد يوم، مع إصرار إسرائيل على مواصلة حملتها العسكرية على غزة، وإصرار حركة المقاومة الفلسطينية حماس على الجانب الآخر، على مواصلة استهداف إسرائيل بصواريخها ، وفي ظل استطالة أمد الأزمة، يجد المطبعون الجدد مع إسرائيل أنفسهم، في موقف بالغ الحرج، في ظل فشلهم في إيجاد مبرر لتقاربهم الشديد مع إسرائيل، أمام الرأي العام في بلدانهم.

وكما يقول محلل الشؤون الأمنية، بالبي بي سي فرانك جاردنر، في تقرير له فإن حكومات الدول العربية الموقعة، على اتفاقات التطبيع الأخيرة والتي عرفت بـ”اتفاقات أبراهام”، تجد نفسها حاليا في موقف غير مريح على الإطلاق، خصوصا الإمارات والبحرين.

ويضيف جاردنر “بعدما أخبرت تلك الحكومات شعوبها بفوائد التعاون مع إسرائيل في مجالات التجارة والسياحة والبحوث الطبية والاقتصاد الأخضر والتنمية العلمية، تجد نفسها الآن في وضع محرج “مجازياً، إذ تظهر لقطات تلفزيونية على مدار 24 ساعة قصف إسرائيل لغزة، وتهديد الفلسطينيين بإجلائهم من منازلهم في القدس الشرقية واقتحام الشرطة مؤخراً لحرم المسجد الأقصى في القدس”.

ورغم ردود الفعل المنددة بالممارسات الإسرائيلية، التي جاءت من الدول العربية الأربع، المطبعة حديثا مع إسرائيل وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، والتي أعربت عن الاستنكار الشديد لاقتحامات إسرائيل لساحات المسجد الأقصى، وسعيها لإجلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، إلا أن مراقبين يرون أن كل تلك البيانات هي مجرد رفع للعتب وأنها لاتعني بأي شكل من الأشكال، أن تلك الدول المطبعة ستعيد حساباتها، وتتراجع عن اتفاقيات التطبيع، والأرجح من وجهة نظرهم، أنها مارست التنديد، وستعود للاختفاء لحين أن ينتهي التوتر الحالي، بوقف لإطلاق النار، ثم تعود مرة أخرى لبعث التطبيع والترويج له.

الشعوب ترفض

لكن وعلى الجانب الآخر، فإن هناك من يرون، أن أمنيات الدول العربية المطبعة حديثا مع إسرائيل، في تمرير المرحلة الحالية مع الإبقاء على التطبيع قائما، ربما تعصف بها رياح الرأي العام المناهض للتطبيع، والذي بدا متناميا خلال الأزمة الحالية، فالمظاهرات الاحتجاجية على التطبيع، خرجت في مدن المغرب وبلدان أخرى، لتعلن تضامنها مع الفلسطينيين، كما أن حالة الغضب الشعبي، بدت جلية في أوساط الناشطين الخليجيين، على مواقع التواصل الإجتماعي، وهو مؤشر يؤكد في مجمله،على فجوة ما، بين ما تقوم به الحكومات المطبعة والرأي العام الداخلي في بلدانها.

وفي المغرب الذي كان ضمن الدول العربية الأربع، التي طبعت مؤخرا مع إسرائيل، شهد الأحد 16 أيار/ مايو وقفات احتجاجية، في حوالي خمسين مدينة مغربية، شاركت فيها تنظيمات إسلامية ويسارية داعمة للفلسطينيين، ورددت ورفعت شعارات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل أبرزها” الشعب يريد إسقاط التطبيع”.

ولاتبدو الحكومة المغربية، التي وقعت مؤخرا على اتفاقية للتطبيع مع إسرائيل، على استعداد من وجهة نظر مراقبين، لاتخاذ خطوات دراماتيكية، تغير من موقفها حيال التطبيع، وهي تنتهج برأيهم سياسة إرضاء كل الأطراف، لحين انتهاء الأزمة، فهي تارة ترفض التصعيد، وتطلب وقف كل أشكال الحرب، التي تستهدف المدنيين، وتارة أخرى ترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، في وقت طالب فيه قياديون في حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم بالتراجع عن قرار التطبيع مع إسرائيل في ظل التطورات الجارية.

أما في كل من البحرين والإمارات، وهما من الدول العربية المطبعة حديثا ايضا، وحيث تبدو المظاهرات الاحتجاجية أمرا غير مألوف وغير مسموح به، فإن الجمهور وجد في منصات التواصل الاجتماعي ضالته، حيث بدا الغضب واضحا في البلدين، وفي جل دول الخليج تجاه الممارسات الإسرائيلية، وما يتعرض له الفسلطينيون.

برأيكم

هل يضع استمرار المماراسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الدول المطبعة حديثا في موقف محرج؟

كيف تقيمون رد الفعل العربي بشكل عام حتى الآن على مايجري في غزة؟

وما الذي يمنع الدول المطبعة حديثا مع إسرائيل برأيكم من التراجع عن التطبيع؟

كيف ترون مايقوله البعض من أن المطبعين الجديد يسعون لتمرير المرحلة الحالية لحين وقف إطلاق النار ومن ثم سيعودون للترويج للتطبيع؟

لماذا ينكر البعض على الدول المطبعة رؤيتها للتطبيع كمصلحة لبلدانها؟

وهل يصب التطبيع في مصالح تلك الدول بالفعل؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 أيار/مايو.

خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.