زياد المسفر: نقاش محموم حول مفهوم الاختلاف في السعودية بعد الاعتداء على عارض أزياء
![](https://cedarnews.net/wp-content/uploads/2018/11/bbc-arabic.jpg)
أثار مقطع فيديو وثق تعرض عارض أزياء سعودي لحادث اعتداء جماعي، ردود فعل متباينة بين فريقين دافع أحدهما عن الشاب بينما انتقده الفريق الآخر وكال له الاتهامات.
و يظهر المقطع الذي انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل، عارض الأزياء زياد المسفر، وهو يحاول الهروب من مجموعة شبان قاموا بملاحقته والاعتداء عليه بينما كان يتجول ليلا رفقة صديق له في أحد شوارع العاصمة الرياض.
ولم تفلح محاولات مرافق المسفر في إيقاف الشبان الذين استمروا في مطاردته ورميه بكل ما كان متاحا، وأفرغوا كل مخزون التنمر التي يملكونها على الشاب.
وصل الهجوم حد التجريح وصفه بـ “المائع” وشده من شعره الطويل، وسط ارتفاع القهقهات والتصفير.
https://twitter.com/xjx5111/status/1301963434557353985
لم يعقب المسفر على الفيديو والحادثة التي تعرض لها بل تجاهلها واستمر في نشر الفيديوهات على المعتاد.
ويعد المسفر واحد من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه أكثر من و20 ألف شخص على تويتر وحوالي 170 ألفا على انستغرام.
ويحرص الشاب على استعراض آخر صحيات الموضة الخاصة بالرجال ومشاركة فيديوهات راقصة مع متابعيه.
وعادة ما تجعله تلك المنشورات هدفا لنيران الانتقادات.
https://www.instagram.com/p/CAYMGyChcds/
تضامن واسع
ولم تمر الحادثة التي تعرض لها المسفر مرور الكرام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد شهدت نقاشا محتدما حول مفهوم الأخلاق وتعريف العادات والتقاليد.
وتحت وسم #كلنا_زياد_المسفر، سارع قطاع واسع من المعلقين إلى التنديد بما تعرض له الشاب من اعتداءات واعتبارها “حادثا عنصريا ينم عن همجية واضحة”.
وطالب كثيرون بضرورة محاسبة المعتدين حتى لا يتحول الأمر إلى ظاهرة.
https://twitter.com/rana84512666/status/1301940565261586432?s=20
كل من كان خلف زياد اشباه رجال للأسف، من قلة الادب ان تمد يدك او تتحدث بشكل سيئ مع شخص لا تعرفه شخصياً ولا يعرفك, شخص نال على اعجابك تحدث معاه بكل احترام و تقدير والعكس صحيح .. فلذلك #كلنا_زياد_المسفر pic.twitter.com/OUygGLgZN2
— Abdulsalam Alghamdi (@sloom_sg) September 4, 2020
ويتضح بحسب بعض التغريدات بأن الهجوم على المسفر مبعثه لون بشرته السمراء، فبعض منتقديه نعتوه بأوصاف عنصرية مثل ” العبد والخال”.
وطالبوا بضرورة “ترحيله” مرجحين أن تكون أصوله “إفريقية”.
“مخالف للعادات والتقاليد”
في المقابل، يربط فريق آخر من المعلقين الاعتداء على الشاب، باختياراته ونشاطاته التي يعتبرونها منافية لثقافة المجتمع المحافظ.
من هذا المنطلق، يرى منتقدو العارض الأزياء أنه “يستحق ما تعرض له”، ويتهمون المدافعين عنه بـ “انعدام النخوة”.
وينظر هؤلاء لما يرتديه وما يقدمه المسفر من محتوى على أنه “شكل من أشكال التسيب والعربدة”.
كما يعترضون على اهتمامه الزائد بمظهره الخارجي ونبرة صوته” التي لا ترتكز برأيهم على معايير الذكورة مثل القوة والخشونة، وإنما على معايير أنثوية بحتة”.
https://twitter.com/Kanno97/status/1301832153915891712?s=20
#كلنا_زياد_المسفر
تخسون
والله ما يتابعه ومعجب بخلاقينه الا المترديه والنطيحه
قذر ووجه يسد النفس وتافه ولا طلع هالعينات علينا الا ارذل الناس
يحسب الناس يتلحقه ويتصورون معه
لكن انصدم بالوقع ان مقامه هو الجزمه واحد pic.twitter.com/kVdlwz7Cv8— فيصل العنزي (@fisal115) September 4, 2020
“ثقافة القولبة”
من ناحية أخرى، بدا الحديث عن زياد المسفر لكثرين أمرا تافها وجزء من يوميات مواقع التواصل الاجتماعي التي يغرق روادها في منكافات فارعة.
إلا أنه عرى بنظر آخرين المجتمع الذي يرفض الاختلاف ويحاول انتاج نسخ متطابقة من أفراده.
لذا يدعو المتضامنون مع المسفر إلى تقبل الاختلاف وكسر “ثقافة القالب الواحد”.
وأشاد مغردون المسفر لما يتمتع به من “روح دعابة وتلقائية”، مؤكدين على حقه في ارتداء ما يريده.
يرى المتضامنون مع العارض أنه دفع ثمن خروجه عن العرف السائد وتفكير المجتمع الذكوري الذي مازال يرفض “الفشينسات الرجل” أو الرجل الذي يتهم بجماله.
فنظرتهم مبنية على أن الرجولة لا تعترف بالتزيين، وأن التجميل والألوان الزاهية مخصصة للمرأة، التي تلجأ إليها لتعزيز أنوثتها.
وتحدث كثيرون من يشبهون المسفر عن معانتهم مع الانتقادات السلبية التي تصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص يترصدون خلف نوافذهم الالكترونية كل ما هو غريب عنهم حتى يكيلوا لهم التهم.
وتتمحور تلك التهم في أغلب الأحيان في جملة واحدة ” كن رجلا لا تحاول طمس عاداتنا بسلوك المشين”.
#كلنا_زياد_المسفر بغض النظر عن آسلوب حياته ، بغض النظر عن طريقته بالحياه ، هالشي يخصه وحده ، اختلاف الناس عنك لايسمح لك ابدا بالتجاوز والتعدي على حريتهم الشخصية ، كون هالشخص ماعتدى عليك مالك حق ابداً تعتدي عليه ، انسان مايناسبك ولايناسب فكرك وتوجهك اتركه مو تآذيه ، عجباً !
— Sarah Alshehri (@S_95rs) September 4, 2020
تؤكد تعليقات البعض على أن النظرة السلبية لمختلفي الشكل مازالت قائمة، فيكفي أن يضع شاب قرطا في أذنه أو ترسم فتاة وشما على ذراعها حتى يـ /تجد نفسه منبوذا من الآخرين.
على النقيض، يرد المنتصرون للعادات والتقاليد بأحاديث دينية تحرم تلك السلوكيات ويطالبون بمراقبة الفضاء الإلكتروني التي تسبب برأيهم في ضياع هويتهم الثقافية.
١-٢كمسلمين رغم اختلاف ألواننا وعاداتنا وأعرافنا في النهاية لنا هوية اسلامية
ارجع لزياد المسفر وسؤالي كالتالي وبدون إسفاف بحقه:
الان هو ع منصة الشهرة هل يقدم ما ينتفع به؟
سواءً أعلنا أو أسررنا زياد يقدم مياعة لاتليق بهوية الرجل المسلم.
وقس ع ذلك الرقص والأسلوب الأنثوي.— محمد خبراني (@i_Abo_Omar) August 1, 2020
ولكن الجميع لا يتبنى تلك الفكرة ، فوجود بعض الآراء التي لا تتقبل اهتمام الرجل بمظهره الخارجي، لا تعني عدم وجود أشخاص آخرين يتقبلونها، رغم اختلافه عن مبادئهم.
#كلنا_زياد_المسفر
حنا مجتمع اذا جينا نلغي فكرة سلبية موجودة ألغيناها بس بفكرة أكثر سلبية ثانية مما يسبب ردّة فعل للناس بحيث يتقبلون الفكرة السلبية الأولى بسبب الفكرة السلبية الثانية اللي استخدمناها عشان نلغي الفكرة السلبية الأولى.— غير فارغ (@halfbaldhead) September 4, 2020
كن أنت ولا تكن هُم
#كلنا_زياد_المسفر pic.twitter.com/9U9Mt4PzNz
— جمانه (@iiccxc) September 4, 2020
الجدل حول زياد المسفر وحرية الاختيار ليس جديدا لكنه حتما ذو دلالات كثيرة.
وبعيدا على النقاش الجاد، يقف البعض آخرون على الربوة ليراقب المشهد مكتفيا باستعمال الرسوم الكاريكاتورية للتعليق على الموضوع.
https://twitter.com/xllq66/status/1302022323885748233
https://twitter.com/F9l_24/status/1302016622648066050?s=20
Comments are closed.