الحياة: سليمان وميقاتي وسعد علقوا على كلام رئيس الجمهورية عن “خلق أعراف جديدة” بري لا يحمّل فريقا معيناً مسؤولية تأخير الحكومة وإعلام عون يشدد على “قوة موقفه غير القابل للتخطي”

 كتبت صحيفة “الحياة” تقول: انشغلت الأوساط السياسية في بيروت أمس بالبحث عمن يقصد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قوله أول من أمس عن أزمة تأليف الحكومة إن “البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها”. 

وخيم الجمود على جهود حلحلة العقد الحكومية مجددا، فيما أشارت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”الحياة” إلى أن تحريك هذا الاتصالات يحتاج ينتظر انتهاء عطلة الأعياد التي ستمر من دون ولادة حكومية، كما يتطلب بداية، إعادة توضيح الأمور بين فريق الرئيس عون و”التيار الوطني الحر” وبين “حزب الله” بعدما نجح الفريقان في الحد من التراشق بتهم تعطيل الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت المصادر أن قيادة كل من الفريقين أعطت تعليمات بوقف هذا التراشق.

وكان لافتا قول محطة “أو تي في” الناطقة باسم “التيار الحر” أمس أن “ميشال عون، المنطلق في عمله الوطني من تكريس الأخلاق قبل التقاليد مدرك أن السياسة قبل كل شيء آخر… قوة: قوة في الموقف، وقوة في الإرادة وقوة في التمثيل الشعبي. وهذه القوة التي يبدو أنها أخافت البعض منذ اليوم الأول للعهد ستثبت مجدداً أنها عامل اطمئنان لا خوف، إلى جانب كونها حقيقة لا تقبل النقض، وواقعا غير قابل للتخطي أو الإلغاء”…

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليقا على حديث الرئيس عون عن محاولة خلق أعراف وتقاليد جديدة في تأليف الحكومة، أن “الدستور واضح حول كيفية تأليف الحكومة ومن يناط به تأليف الحكومة”، وقال إن “الإتصالات جامدة وأحد لا يقوم بأي خطوة في ملف تشكيل الحكومة بعد كلّ هذه العقد”. كما كرر القول إنه “قدم كل ما يمكن من تسهيلات لتأليف الحكومة وانه لم ولن يندم على ما فعله في هذا الاطار”.

وذكّر بري خلال لقاء الأربعاء النيابي بأنه “كان يجب ان تتشكل الحكومة قبل عيد الفطر، لكن للأسف لم تتألف حتى الآن، ولا اريد ان أحمل طرفا معينا مسؤولية ذلك”.

وأعلن وفق ما نقل عنه نواب “قلنا للحريري منذ اليوم الأول إننا نريد 6 وزراء كثنائي شيعي علماً أنه يحق لنا بـ8 وزراء وبضرورة تمثيل النواب السنّة ونخشى من قطبة مخفية لها علاقة بالخارج”. ولفت الى أن “لا حل إلا بالدولة المدنية، فكل المصائب التي نعاني منها ناجمة عن الطائفية والمذهبية اللتين تستشريان أكثر فأكثر”.

ولفت بري الى أن “أولى مهام مجلس النواب بعد تشكيل الحكومة هي الضغط لتنفيذ ما لا يقل عن 39 قانونا لم تنفذ حتى الآن، ومنها القوانين المتعلقة بتشكيل الهيئات الناظمة ومجالس الادارة لعدد من المؤسسات والقطاعات كالكهرباء والطيران المدني”.

ونقل النائب علي بزي عن بري قوله “إنّنا لا نريد اتهام أحد في تأخير التشكيل”، معتبرًا أنّه “من حق اللبنانيين أن يكون لديهم حكومة”. وأعلن بزي أنّ الاتصالات جامدة حتى من قبل المعنيين بالتشكيل.

كتلة التنمية والتحرير
وبعد انتهاء لقاء الاربعاء ترأس بري اجتماع كتلة “التنمية والتحرير” ودعا في مستهله الى الإستمرار في التأهب شعباً وجيشاً ومقاومة بمواجهة التحريض والحرب النفسية التي تشنها اسرائيل والخروق العسكرية واستمرار انتهاك الأجواء اللبنانية والاعتداء عبر أجوائنا على الشقيقة سورية، بما يستدعي البحث في الوسائل الكفيلة بحماية الأجواء اللبنانية ودعوة الأمم المتحدة الى اتخاذ الخطوات الضرورية لاستكمال تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وبسط السيادة اللبنانية على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر والنقاط الحدودية الثلاث عشرة وترسيم الحدود البحرية بما يضمن للبنان استخراج ثرواته البحرية.

وتناولت الكتلة “الوقائع الوطنية السياسية والاجتماعية على ضوء مساعي التأليف الحكومي والتسويف الجاري واستمرار حرق الوقت والاحتجاجات والشكوى الشعبية المتصاعدة جراء الازمات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية وعدم معالجة الاثار البيئية لمواقع المكبات واستمرار التشوهات التي تتجاوز على التنظيم المدني والاعتداءات على مجاري وأحواض ومصبات الأنهر والمياه الجوفية وشاطئ البحر”.

وتوقفت الكتلة امام “الأزمات المعيشية والإقتصادية والأصوات المرتفعة التي تكتسب مشروعيتها من حجم الضغوطات التي يعيشها الناس والتي بدأت تعكس نفسها على حركة الشارع. وأكدت إنحيازها الكامل الى مطالب الناس المحقة والتي يجب ان تدفع المعنيين الى الإسراع في تشكيل الحكومة والمباشرة في معالجة الملفات وإتخاذ الإجراءات الإصلاحية الضرورية لوقف الإنحدار في الوضع المالي والإقتصادي.

واستغربت “التنمية والتحرير” تعليق الاتصالات والفوازير في ما يخص التشكيل الحكومي والمحاولات التي جرت للتوزير العشوائي وتوزيع الحصص واستبدال الحقائب الوزارية واكدت ان الحل يكمن في الدستور الذي يضمن عدالة التمثيل في حكومة وحدة وطنية”.

سليمان
وكان الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان أشار إلى انه كان “أول من عانى من موضوع تخطي الأعراف الدستورية في البلاد، حيث واجهت إبان ولايتي الرئاسية كل المحاولات للقفز فوق الأعراف المتبعة في تشكيل الحكومات، وأحيانا كان يأخذ هذا الأمر أشهرا من التعطيل والمناكفات”، متمنيا أن “يخرج البعض عن المنطق التعطيلي ذاته لغايات خاصة”.

ميقاتي
وتوجه الرئيس نجيب ميقاتي، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، إلى رئيس الجمهورية، قائلا: “فخامة الرئيس ميشال عون أطيب التمنيات لك ولجميع اللبنانيين بعيد الميلاد المجيد. بكلامك اليوم وضعت الاصبع على الجرح عندما قلت “إن البعض يخلق تقاليد جديدة بتأليف الحكومة لم نألفها سابقا ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها”.

فلتكن مناسبة للعودة إلى الدستور وروحيته بعيدا عن أي إجتهاد”.

وعبّر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد عن تأييد حزب “القوات اللبنانية” لتصريح عون، على اعتبار أنّ “هناك عملية فرض أعراف جديدة مرتبطة بصرف فائض القوّة”، مُشيراً إلى أنّ “هناك أفرقاء من خارح “حزب الله” يمارسون التعطيل”.

وأضاف سعد في حديث لوقع “إم تي في”: “هذه الأعراف التي تكلّم عنها الرئيس عون يمكن اختصارها في “حقّ الفيتو” الذي يسعى البعض للحصول عليه بينما يتّجهون بالبلاد نحو التعطيل”، مشدداً على أنّ “القوات” ما رح تكون على جنب” وسنشكّل العين الساهرة على الدولة كوننا الفريق الأقلّ تشنّجاً مع مختلف الأفرقاء”.

ورأى أنّ “الثلث المعطل عقدة جديدة ومن الواضح أنّ الوزير جبران باسيل هو من خلقها وليس الرئيس عون”، متوقّعاً عدم ولادة الحكومة في المدى المنظور. 

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.